سألوا السياسي الراحل أحمد الجلبي في ندوة على إحدى الفضائيات بعد عام 2003: لماذا لم تتصل بأصدقاءك الأمريكان ليوفروا الحماية لثوار الإنتفاضة الشعبانية؟ فأجاب: بأنه إتصل بهم و إن جوابهم كان: نحن لم نأتي بخمسمائة ألف جندي و صرفنا مليارات الدولارات لنزيل نظام صدام لكي يرفع هؤلاء العراقيين صور الزعيم الديني لإيران.
خلال حكم رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري زارت العراق كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في إحدى الليالي و غادرته عند الصباح و في اليوم التالي زار العراق وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي لمدة ثلاثة أيام يتجول فيها في أرجاء بغداد ليلاً و نهاراً بمعية رئيس الوزراء العراقي، و تعقيباً على هذا الحدث علقت الصحف الأمريكية “بغداد تراقص طهران و واشنطن تراقب غيضاً”.
أمريكا دولة سرطانية و ليست جمعية خيرية، فهي عندما دخلت العراق عام 2003 فهو لتنفيذ أجندتها و ليس لإطلاق العنان للشعب العراقي، و إحدى وسائل أمريكا لتنفيذ أجندتها هي سياسة الفوضى الخلّاقة، الفوضى للشعب العراقي و الخلّاقة لأمريكا.
نتائج إنتخابات 2021 البرلمانية أثمرت ما زرعته أمريكا و ما كانت ترعاه طيلة الفترة الماضية. فإذا سكت الخاسرون في الإنتخابات فهو يعني أن أمريكا بدأت تجني ثمار أجندتها في العراق، أما إذا إنتفض الخاسرون و حدثت الفوضى فهذا أيضاً يصب في صالح سياسة الفوضى الخلاقة الأمريكية، فالفوضى ستزيد الخراب في العراق و أمريكا ستمرر مخططاتها في العراق.