27 ديسمبر، 2024 8:45 م

إن ردّ عمّار الحكيم سيكون مثلهم!

إن ردّ عمّار الحكيم سيكون مثلهم!

عن الإمام علي عليه السلام : أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.
جرت سيرة وعادة العظماء، والكرماء، والفضلاء من الخلق، أن يحسنوا إلى من أساء إايهم، ويعفوا عمن ظلمهم، وهذا من شيّم، وعظيم الأخلاق عندهم.

يحكى: أن المنصور كان بمكة في سنة من السنين، فعرضت عليه جواهر كانت عند هشام بن عبد الملك، فقال: بلغني أن عند محمد بن هشام جواهر غير هذه، وكان محمد بن هشام حاجاً في تلك السنة، فانتظر المنصور، حتى اجتمع الناس في الكعبة، فأمر وزيره الربيع أن يغلق جميع الأبواب، ويوكل بها من يطمئن إليه، ويبقي باباً واحداً، يقف عليه الربيع، ولا يدع أحداً يخرج إلا من يعرفه حق المعرفة، إما شخصياً، أو بشهود.

وفعل الربيع ذلك، وكان ابن هشام في الكعبة، فعرف أنه المطلوب، فذعر وخاف، واضطرب أيما أضطراب، فرآه محمد بن زيد بن علي بن الحسين على تلك الحالة، وهو لايعرفه، فسأله عن شأنه، فقال الأموي: ألي الأمان إن أخبرتك؟

قال السيد العلوي: نعم، وأنت في ذمتي، حتى اخلصك.
فقال الأموي: أنا محمد بن هشام بن عبد الملك، فمن أنت؟
قال العلوي: أنا محمد بن زيد بن علي بن الحسين.
فازداد خوف الأموي، وقال: عند الله أحتسب نفسي.
قال السيد العلوي: لا بأس عليك، وسأعمل لخلاصك، على أن تعذرني في مكروه أتناولك به.
قال الأموي: أنت وذاك.
فنزع السيد العلوي رداءه، وطرحه على رأس الأموي ووجهه، وأخذ يجره من خلفه، حتى إذا وصل إلى الباب، جعل العلوي يضرب رأس الأموي، ويقول للربيع: يا أبا الفضل إن هذا الخبيث جمّال من أهل الكوفة، أكراني جماله ذهاباً وإياباً، ولكنه هرب مني، وأكرى جماله لغيري، فأعطني رجلين يحرسانه، حتى يؤدي إليّ حقي.

فأعطاه الربيع شرطيين، فمضيا معه، فلما بعد عن المسجد، قال له العلوي: يا خبيث تؤدي إليّ حقي؟
قال الأموي: نعم يا ابن رسول الله. فقال للحارسين: انطلقا عنه. ثم أطلقه، فقبل الأموي رأس العلوي، وقال: بأبي أنت وأمي، الله أعلم حيث يجعل رسالته، ثم أخرج جواهر ودفعها إليه، وقال: أرجو أن تشرفني بقبولها.
قال: نحن أهل بيت لا نقبل على المعروف ثمناً، وتركت لك أعظم من هذا، وهو دم أبي زيد الذي قتله أبوك هشام، فانصرف ووارِ شخصك.
يقول السيد الأمين بعد نقله هذه الحادثة: ولا بدع إذا عفا حفيد أمير المؤمنين عن ابن قاتل أبيه، فجده من قبل صفح عن ألد أعدائه ابن العاص، وابن أرطاة، وابن الحكم، وصاحبة الجمل، وأوصى بقاتله خيراً.

كثرت في ألآونة الأخيرة، التجاوزات على سليل آل الحكيم، بيت الطهارة والنقاء، والورع والتقوى، والعلم والجهاد، سماحة السيد عمّار الحكيم، من البعثيين وأبناء البعثيين، اصحاب بيوتات الدعارة والقوادة، والظلم والفساد، خصوصاً قناة البعث، ومن مقدم برنامج الأستديو( ابن نعيمة)، الذي كان كلباً يلوغ في إناء( عدي المجرم).
العجب ليس من هؤلاء البعثيين، بل العجب السكوت عليهم وعدم ردعهم، وإيقافهم عند حدهم، أما كفاهم دماء الشيعة، حتى ذهبوا يسقطّون، ويشوهون سمعة قادتهم الشرفاء المخلصين من آل الحكيم، الذين ضحوا بالعشرات من الشهداء، في سبيل الوطن والعقيدة والمذهب، وما زالوا مستمرين على هذا النهج، بسرايا الجهاد، وأنصار العقيدة، وعاشوراء، وغيرها.

ماذا يريدون بهذه أفعالهم؟ أَ ينتظرون أن يرد عليهم سيد عمار؟ كلا!  فالسيد عمّار كبير ابن أكابر، من بيت علوي، تربّى على حليب طاهر، وعلى أخلاق حميدة، من آباء علماء عظماء حلماء، ولا يمكن في يوم من الأيام أن ينزل إلى مستواهم القذر النتن، وأن فعلها ما كان عندي كبيرا، ولا جديراً بالقيادة.