18 نوفمبر، 2024 12:43 ص
Search
Close this search box.

إن حدثت الكارثة ..(هيرو) رئيسا لجمهورية العراق !

إن حدثت الكارثة ..(هيرو) رئيسا لجمهورية العراق !

هكذا مباشرة أقول ..إذا كانت التناقضات السياسية التي اعقبت الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق , قد جعلت البعض من العراقيين يتقبلون على مضض تولي جلال الطالباني رئاسة العراق ,( وهذا الأمر بحد ذاته يعد جريمة كبرى ) ارتكبها السياسيون اللاعقون جزمة المحتل الأمريكي .. إذا كان ذلك قد حدث , فإنه  تعبير عن زمن  رديء ,اقول ذلك ليس بسبب من انحدار (الطالباني) القومي , اذ ان من حق أي عراقي مؤهل من ابوين عراقيين , تولي أي منصب تشريعي او تنفيذي . ولكن الامر يعود الى التأريخ الشخصيلهذا الرجل, الذي بدأ  مقاتلا  وسياسيا  متلونا منتفعا منذ ستينات القرن الماضي , ولحجم ومستوى الإرتكابات المنفذة من قبله , تخطيطا وتنفيذا بحق ابطال الجيش العراقي, الذين كانوا يذوذون عن وحدة العراق , ولإدخاله القوى الإقليمية والدولية في قضايا العراق الحساسة , ولتعامله في اوقات كثيرة مع (الموساد) الإسرائيلي , كما تشير الى ذلك الوثائق والأدلة التي تحتفظ بها سجلات (موقف) الحركات العسكرية للجيش العراقي , وأدبيات المراصد السياسية , وكذلك ما صدرعن (ح.ش.ع) من ادانات لمجزرة  قتل عناصره الجماعي في (بشتشيان) ..لكل ذلك كان تعيين (الطالباني) رئيسا لجمهورية العراق , بمثابة الصدمة , بعد ان تولى هذا المنصب في اطار نظم ملكية او رئاسية منذ عام 1921 رجال افذاذ , اذ بدأ ذلك بالملك المؤسس فيصل الاول مقاتل (الثورة العربية) ضد الاحتلال العثماني الجاثم لخمسمائة سنة على صدور العراقيين , ومن ثم نجله الملك غازي سليل الشرف الهاشمي , لتنتهي الملكية باغتيال الملك فيصل الثاني زهرة العراق النظيفة , من كل متعلقات الدنيا في موجة العنف المؤسفة ضد العائلة المالكة عام 1985 , التي جعلت عقلاء الشعب العراقي (يترحمون )على تلك الأيام الملكية , مع ان في الأمر وجهات نظر معترضة لا تخلو من صواب !

تأتي بعد ذلك موجة الانقلابات العسكرية , التي حملت الى السلطة عراقيون وطنيون كانوا ضباطا في اعرق جيوش المنطقة , رغم ما عاشه العراق من مآسي التصارع فيما بين القوى السياسية , وضيق نظرة الحكام  في السياسة الاقليمية والدولية, كانت دوافعها لدى الكثير من الطامحين (تولي السلطة) .. وعندما ضعفت السلطة وتراخت في السنتين الأخيرتين على سقوط النظام العارفي الثاني ,قفز حزب وطني قومي بالتعاون مع شخصيات عسكرية لها تاريخ واضح الى الحكم .. (ولا نريد الخوض في تناقضات المرحلة التالية) , التي حملت احمد حسن البكر, ومن ثم صدام حسين الى الرئاسة , فلذلك (مجالات اخرى )..وفي اعقاب جريمة الإحتلال الأمريكي , تولى رئاسة الجمهورية عراقي هو غازي الياور , كما تولى (رئاسة مجلس الحكم) الدورية ( رغم رأينا بهذا المجلس الأمريكي) علاوي , والجعفري ,الباجه جي, الجلبي , الحكيم , بحر العلوم, محسن عبد الحميد ,عز الدين سليم , وهم جميعا عراقيون من مشارب وانحدارات مختلفة  , لتصل الرئاسة الى (الطالباني) الذي نزع عنه بندقيته التي قاتل بها جيشا عراقيا وطنيا ,تاركا الآلاف من الشهداء واليتامى والأرامل , ليحتل رئاسة الجمهورية شكليا ! من دون ان ينسى او يؤجل نزعته القومية ليتفرغ للعراق ,إذ انحدرت مؤسسة الرئاسة في عهده الى الحضيض , بالرغم مما يجده بعض المقتنعين بهوامش مفرغة من المحتوى تخص تحركات ومناورات ثعلب عجوز!,..الّا أن ذلك كله ,لا يجعلنا ننسى تاريخ هذا الرجل ! وان نسينا فان التاريخ ذاكرة ولسان !

السطور الآنفة.. كانت مقدمة ل(ثيمة) هذه (السطور)المتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية!

أما هدفي من كل ذلك .. فهو التنبيه الى خطورة امر يجري الإعداد له في الخفاء , من قبل (دهاقنة) خبروا الواقع النفسي, وضعف كثير من السياسيين النافذين اليوم , المتسابقين نحو المنافع والمراكز التوفيقية , الفاقدين المنهج الوطني في ادارة اللعبة السياسية والحكم , مما  جعلهم يشظّون انفسهم الى كتل باتت متصارعة فيما بينها , بعد تذوقهم حلاوة  الحكم والنفوذ والمال , لينسوا او يتناسوا ان شعبا مجاهدا مضحيا بدماء زكية من اجل وحدته ورفاهيته ينتظر ! إذ لم يجن هذا الشعب غير الكلام الفارغ والتمنيات والولاءات لهذا الطرف الخارجي الدولي أو الإقليمي او ذاك , وهم بالتأكيد غير مدركين حقيقة ان العراق في طريقه الى حرب أهلية , خطط لها من اجل فرض التقسيم , (بعد ان يضجر العراقيون من هذه الصراعات متنوعة الأشكال والأهداف) .. لكن الأخطر فيها  (التقسيم) الذي ينظر اليه البعض من العراقيين في الجنوب او الوسط او الجهة الغربية , انه يمثل (الحرية) في الانفاق , والتنمية , واستقلالية القرار , وقبل هذا رفع زعماء محليون خرجوا  من زوايا الفعل الإنساني المهمش , الى مراكز رئاسية ونيابية ووزارية , يسيح المال من بين اصابعهم , ليبقى الشعب في حاجته , وعطشه الى الخدمات الانسانية  , في دولة آخر موازنتها مائة وعشون مليار دولار, وتمتلك ثاني احتياطيا بتروليا في العالم !

نريد اليوم تنبيه العراقيين عربا , واكرادا مستقلين عن التخندق الشوفيني , مع (حقهم في استقلال القرارالإقليمي في (كردستان العراق) , المعروفة بمحافظاتها الثلاث , مع وجود (ديموغرافي) معترف به قانونا في مناطق مختلطة مثل (كركوك) , وبعض مناطق (سهل نينوى) , و(ديالى) , بالإضافة الى اعتراف قانوني , بحقوق سياسية ثقافية للمكونات الأخرى من (التركمان) و(المسيحيين) و(اليزيديين ) وغيرهم ..ننبه الجميع الى خطورة ما يرسم لمرحلة ما بعد جلال الطالباني , لجهة ترشيح كردي لخلافته , يجعل من السيدة (هيرو ابراهيم) رئيسة لجمهورية العراق !!!  وهذا الاعتراض لا يخص جنس (هيرو) او كرديتها , بل ان من الموضوعي للمظهرية المعاصرة , ان تترأس العراق سيدة.. ولكن المصيبة ان هذه السيدة قد تعاونت كما تشير الكثير من الأدبيات , مع (الموساد الإسرائيلي) , وهي صديقة حميمة مع (ليفني) وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق , (قحبة الموساد الإسرائيلي) التي اعترفت بعظمة لسانها مؤخرا, ونشرت اعترافاتها تلك , الصحافة والوكالات الغربية , حيث أفادت أنها “قد مارست (الجنس) مع شخصيات قيادية عربية عديدة من بينهم (صائب عريقات) , من اجل قضية شعبها” , وانها “لا تمانع  تكرار اعمالها تلك اذا تطلبت مصلحة شعبها ذلك” !

وليس من تكرار القول أن السيدة (هيرو) ,على درجة ملفتة من الهوس بالمال والاستثمارات , التي جعلت منها  كما تفيد تقارير معروفة , أغنى سيدة في (كردستان) ,وهي مجرد عضو قيادي في (ح.أ. ك) ولا تتولى اية مسئولية حكومية  ..فكيف بها رئيسا للجمهورية !, ولا ننسى في ذلك كثير من الأمور, المنطوية على تهم باستغلالها اموال (ح .أ . ك) في غير الأهداف العامة , التي كانت من أهم الأسباب الموضوعية لانشقاق (انو شيروان مصطفى ) عن (ح.أ.ك) , وتأسيسه تيار (التغيير) الكردي ,الذي يضم شخصيات لها اعتبارها بين الأكراد.

كما لا يمكن للوطنيين العراقيين نسيان ان هذه السيدة , كانت اول من نزل من دبابة امريكية ظهيرة دخول القوات المحتلة بغداد ل(تحتل) مبنى (الإذاعة والتلفزيون) !

لا نستبعد مطلقا  , ان تنتج التناقضات والصراعات  و(التوافقات) السياسية الجارية في العراق من خيال تلك (الكارثة) حقيقة واقعه ! إذ ان من المتوقع , تسابق كثير من السياسيين , الذين لا يمثلون الّا انفسهم , (للتنازل) عن كثير من الاعتبارات , والقيم المفترضة , من اجل الحفاظ  أو الحصول , على مراكز وزارية أو نيابية , أو استثمارات مشبوهة , تجعلهم في النتيجة في وضع (الانبطاح ) , وتأييد مثل هذا الترشيح الكارثي , لتتولى رئاسة جمهورية العراق , سيدة بهذه المواصفات .. هي بالطبع ليست (انديرا غاندي) , أو ( الشيخة حسينة) , او (بناظير بوتو), أو (ماركريت تاتشر )!

اللهم ربي خذ أمانتك قبل رؤية (مشهد التنصيب هذا ) , الذي يمكن أن ينبأ بخلو العراق من رجال يعيدون للعراق كرامته وعزته , ورحمة الله ومغفرته على ارواح جميع ملوك ورؤساء العراق , الذين جعلوا العراق في خلجات قلوبهم , وبين اضلعهم ,سواء فهموا ام لم يفهموا من قبل الشعب العراقي , وسواء أخطئوا ام اصابوا , فلكل امرؤ مجتهد نصيب !

…………………………………………………

ورود الكلام ..

تخيلت ان كلبه بغيا , برعت في سرقة دجاج  قرية سكنتها من الدجاج , حتى صارت ذات قوة ومنعة , تسير خلفها , آلاف الدجاجات المغلوبات على أمرهن, ولكنهن أخذن عن الكلبه البغي شراستها فعبثن بأقنان الدجاجات , وأكلن رزقهن ..ولما ضج سكنة القرية من تعسف , وظلم , وفساد تلك الكلبة , بحثوا عن من ينقذهم منها , وإذا بهم يعثرون على اسد مثخن الجراح , فلما عالجوه وعاد الى قوته , اعترف لهم بفضلهم عليه , وقال لهم “كيف اوفيكم حقكم عليّ” ؟..اجتمع مجلس الدجاج الأعلى برئاسة ( الديك المبجل) رئيس اقليم القرية , وقرر تكليف الأسد , بأكل تلك (الكلبة المتجبرة الفاسدة) , وكافة اعوانها من (الدجاجات  الفاسدات) , فحدث ذلك في رمشة عين , وبذلك عاد مجتمع الدجاجات الى ( النقنقة) معبرا عن سعادته !

أحدث المقالات