23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

“إن الله يحب ان تقاتلوا صفا” توحيد المواقف في سبيل الوطن

“إن الله يحب ان تقاتلوا صفا” توحيد المواقف في سبيل الوطن

تشرذم الخطى والاراء وتقاطع السيوف وخفق الرماح وتشظي النار ربما يصد بعضه عن العدو طاعنا الصديق

وردت في التوراة قصة السيدتين اللتن إختلفتا في طفل، كل منهما تدعيه لنفسها، فجاءتا سليمان (ع) الذي قضى بقطعه نصفين بينهما.
الغريمة الدعية وافقت، بينما أمه الحقيقية، المتكور في حشاشة رحمها، تخلت كي تضمن سلامته، ولو عند سواها.. المهم أن يبقى حيا “بالعربان ولا بالتربان”.
أجد هذه القصة تنطبق على التهدئة التي ذهب إليها كل من السيد مقتدى الصدر وقيس الخزعلي، بحضور فصائل المجاهدين.. هادي العامري وابو مهدي المهندس وقادة المقاتلين، في هذا التوقيت الحرج، من تاريخ العراق، وهو يواجه الرفسة الاخيرة.. إن شاء الله.. في جثة الإرهاب، مقرونة بهزيمة “داعش” في الموصل، أمام قواتنا البطلة.
 
قمائط
فالعراق الآن، تحدق به تحديات جسام، تجعله أوهى من جسد طفل في القمائط، أما أن نعتني به ريثما يقوى عوده ويشتد بدنه.. متماسكا إزاء المحن، قادرا على حماية ذاته، أو تمزقه إربا بين تفاوت الآراء وتباين وجهات النظر، بين أطراف وطنية، لكن كل له وجهة نظره، التي تفاقمت الى حافة الاحتقان.. إحترابا وئيدا…
ما يجعل التهدئة وتوحيد المواقف وتصفية الخلافات، في هذه المحلة.. وكل مرحلة، سبيلا أمثل لضمان سلامة الوطن، إزاء المواجهات الخطيرة التي يتقحمها العراق.. من الداخل والخارج، والتي تتطلب ممن يحب بلده، الا يبقي ضغينة عالقة، بينه والوطنيين من حوله؛ لتفاوت وجهات نظر، ربما أساسية وربما عابرة، لكنها بالنتيجة تشتت الجهود وتوزعها بين تحرزات تبدد الارادة الوطنية، وتحد من تأثيرها على العدو.
 
المالكي
نجح الصدر والخزعلي بكسب ود الشارع الديني والمدني، بما أقدما عليه من صلح أثلج قلوب العراقيين، الذين يودون لو إكتملت سلسلة المصالحات الوطنية المتفهمة، ممتدة لتشمل العلاقة بين الصدر وأمين عام حزب الدعوة نوري المالكي، والمكونات الاخرى.. ثنائيا وجماعيا؛ بغية التهدئة وتقليل التوترات؛ كي نحقق إرادة الرب الذي يحب ان نقاتل ونصلي صفا، بدلا من تشرذم الخطى والاراء وتقاطع السيوف وخفق الرماح وتشظي النار، التي ربما يصد بعضها البعض عن العدو طاعنا الصديق.  
نختلف من الداخل.. في ما بيننا.. ونستتر بالمحبة دون الآخرين؛ كي لا يجد فينا الغريب والعدو مطعنا ينفذ منه الى الإرادة الوطنية، التي لا تنقسم على إثنين، لكن لها وجوه عدة، كل يراها من ناحيته، لتصب بمجموعها في الولاء الوطني لله.
بوركت النوايا الحسنة، متمنيا تعزيزها بخطوات لاحقة، تصفي الخلافات وتمحو أثرها عن وجه العراق ليعود مزهوا.. ناصع البياض، إستعدادا للبناء النزيه، بعد زوال غمة “داعش” بحمد الله.