11 أبريل، 2024 5:25 ص
Search
Close this search box.

إنَّ لـ( برلين ) حكّـامها

Facebook
Twitter
LinkedIn

في عام ( ١٧٥٠ )م

يمر ( فردريك الثاني ) أمبراطور ألمانيا العظمى من منطقة ( پوتسدام )

فتنال أعجابه ، ويأمر حاشيته بالمباشرة ببناء قصر عظيم له في الجوار .

وفي اليوم التالي يكتشف المكلفون من حاشية الأمبراطور بوجود طاحونة قديمة في المنطقة ، فيطرقون الباب ، فاذا بشيخ عجوز يخرج من خلف الباب ، ويقول : تفضلوا …

رجالالحاشية : لقد أرسلنا الأمبراطور ، وقد أعجبه هذا المكان ، وأمر ببناء قصر كبير فيه ، فكم تطلب مالاً مقابل طاحونتك ؟؟؟؟

العجوز : عن أيّ مالٍ تتحدثون ؟

ومن قال لكم بأنني سأبيع ؟؟

رجال الحاشية : هل أصابك الجنون ؟؟

هذه رغبة الأمبراطور ، أفهمت ؟

العجوز : وما علاقتي بالأمبراطور ؟؟ فأنا لم أعرض طاحونتي للبيع ، فمن سيشتريها ؟

عاد رجال الأمبراطور خائبين ، وأبلغوه ، بأن صاحب الطاحونة رجل مجنون ، ورفض بيع الطاحونة !!!

فغضب الأمبراطور ، وأمر حاشيته بأحضار العجوز الى حضرته .

ويحضر العجوز أمام الأمبراطور في اليوم التالي ، فيبادره فردريك الثاني بالكلام :

أيها العجوز ، يبدو أن هناك سوء فهم في الموضوع ، فأنا راغب بشراء هذا الموقع ، فكم تطلب من المال مقابل طاحونتك ؟؟

العجوز : عذراً أيها الأمبراطور ، ليس هناك سوء فهم ، وهذا نفس ما عرضه عليّ رجالك بالأمس ، وأنا أكرر جوابي ، لست ببائع …..

فردريك الثاني : أيها العجوز ، لا تعاند … فأنا مستعد بأن أدفع لك المزيد ، ماذا تقول ؟؟؟

العجوز : سيدي .. أنت أمبراطور عظيم ، وتملك الكثير من الأموال ، وألمانيا واسعة ، وبأمكانك أن تبني القصور في كل أنحاء ألمانيا . أما أنا فقد ورثت هذه الطاحونة من أبي الذي كان يديرها طيلة حياته ، وقد ورثها من أبيه ، وأنا سأحافظ عليها حتى أسلمها الى أولادي …

هنا فقد الأمبراطور هدوءه وجنّ جنونه ، فأنتصب واقفاً مخاطباً العجوز : لا تنسى من أكون !!!

أنا الأمبراطور ….

فيجاوبه العجوز : بل أنت لا تنسى ، بأن في برلين حكام يحافظون على العدالة . ولا توجد قوة أو سلطة تستطيع أن تزحزح هذه العدالة أو تعلو عليها !!!

فيتراجع الأمبراطور أمام العدالة ويرضخ لرغبة العجوز ، ويقرر بناء قصر (سان سوسي ) بجوار الطاحونة .

وفي ساعات الصباح الباكر يخرج الأمبراطور أحياناً للتنزه في الحديقة الخلفية لقصره ، فيناديه العجوز ( جاره الجديد) :

هيييي ، فردريك …

لقد خبزت للتو خبزاً حاراً …

هل أرسل لك شيئاً منه ؟؟؟

يقول فردريك الثاني : كانت العدالة تتجلى أمامي ، كلما كنت أستنشق رائحة الخبز صباح كل يوم …

عجوز وفيّ لأرث أجداده ، وإمبراطور عظيم يحترم العدالة ، وقضاة ملتزمون لا يخشون أحداً من أجل تحقيق العدالة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب