8 أبريل، 2024 6:08 م
Search
Close this search box.

إنَّ زيكو لفي ضلال عظيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

فأمّا اسم العلم الذي انزرع فوق عرش مكتوبنا الليلة ، فهو لزيكو بن أم زيكو ، ألفتى البرازيلي الموهوب الذي كان يدعبل الكرة ويجري خلفها ، في واحد من أزقة ريو دي جانيرو ، وكان اذا لعب في صفّ هذه الحارة ، فلقد فازت به ، وفاز بها ، وكان حصاد الفتيان المقامرين ، صندوق بيبسي ، وعشر صمّونات ، ورفعة خشم كبرى . كبر الولد العبقري زيكو ، واخشوشنت أظفاره ، وشعّ نوره ، وصار نجماً عالياً في سماوات الكرة الساحرة ، قبل أن تأكله السنوات ، فيبدّل مهنته ، ويحطّ بضاعته الجديدة ، في بورصة المدربين ، فكان له فيها ، ما كان تحت يمينه في التي قبلها ، ثم دار الزمان ، وتدعبل زيكو مثل كرة معشوقة ، وانتهى أمره ، مدرباً لمنتخب العراق ، الذي زاد حمله ، وصعبت مهمته ، بعد أن خلعت عليه ، ثلة من المعلقين والعاشقين ، تسمية ” أسود الرافدين ” وهي تدليعة ضخمة ، تنطوي على كسران رقبة ، وتحدّب ظهر ، ومجاز لغوي شاسع ، لا طاقة لفتياننا على حمله وأخذه بقوة . ألإسبوع الفائت ، حدثت موقعة غير عادلة ، في مالمو ، من أعمال السويد ، والتقى فتياننا الأغضاض ، مع شياطين السامبا ، فشالت شباك الرافدينيين ، ستة أهداف ملعوبة ومموسقة ، وكان حصادنا من الموقعة ، هو إعادة اكتشاف الفتى المذهل ، نور صبري ، كحارس مرمى عملاق ، رغم زيارة طوبة البرازيليين ، وغزوهم لشباكه ، ست مرات ، وأخريات ضائعات . كانت مباراة زائدة ، وكان بمقدور زيكو ، أن يلعب قدّام فريق ، من مستوى مصر وتركيا وايران وكوريا ونيجيريا ، بدلاً من أن يضع أبناءه الناطرين موقعة استراليا ، في حلق الطوب البرازيلي الفتاك . البرازيليون من جهتهم ، لم يلعبوا بكل نجومهم وطاقتهم ، بل يمكننا وصف مباراتهم تلك ، بأنها الأسوأ في المنظور من السنين ، حتى صار من حق المشاهدين ، أن يشكّوا في أن نصف فريق السامبا ، قد جائوا من بطون عوائل متعففة ، وهبطوا فوق أرض السويد ، عمالاً وطلبة رزق ، وربما كان منهم ، من تقدم بطلب لجوء انساني ، الى مكتب المفوضية السامية لشؤون وشجون اللاجئين ، التي شتلت ملفاتهم ، فوق رفٍّ منسيّ ، وفي لجة هذا النسيان ، شاركت ثلة متواضعة منهم ، لقاء العمر ، ضدّ أُسود الرافدين . زيكو لم يترك علامة على جسد الكرة العراقية ، لسوء حظه ، وأيضاً سوء تدبره ، فهو يدرب ويروض الأسود المهاجرة على الأغلب ، خارج بغدادهم ، وقد يفضّل ليلة عيد ميلاد خالته ، على نوبة تدريبية ببطن ملعب الشعب . زيكو حائر ودائخ ومسطور ، وتشكيلة الأسود تفتقر الى الثبات النسبي ، وهي ما زالت في طور التجريب . من ضلع تلك الموقعة ، أعجبني معلق المباراة ، بصوته المثقف الجميل ، مثل مؤيد البدري أبو زيدون . ألمعلّق لم يوفّر طريقة عزاء ، إلّا واستعملها ، من أجل تخفيف كمية القهر ، على قلوب الرعية ، ومن ذلك ، طلبه منّا أن لا نحزن ولا نهن ، لأن البرازيليين ، كانوا ترسوا قبل سنتين ، مرمى السعوديين بالثمانية . زيكو لم يكن موفقاً معنا ، وأظن أن البلديين ، عدنان درجال وعدنان حمد وناجح حمود والأخوين جسام وأيوب أوديشو ، وجلّوب أبو سمير ، قد يكونون أفضل حالاً من حاله ، مع قبولهم بمعاش أخير الشهر ، الذي لا يشبه معاش الولد زيكو ، اذ أنّ قبضته الشهرية ، أزيد من قبضة كل سكنة حي التنك ، وكلفة تسليك مجاري حي الرئاسة ، واعادة بث الروح في معمل عنتر سبعين ، ومعمل دبس أي أي ، ومعمل جواريب الكوت . ثمَّ – والكلام بيني وبينكم – إنّ الفأر بدأ يلعب بعبّي ، والشكّ يكاد يحطم ليلتي ، فلربما سوّلت لزيكو نفسه ، فتواطأ مع جهة امبريالية متخرصة سليلة متخرصين ومتخرصات ، النوم فارق عينيها ، بسبب ديمقراطية البلد ، فوجدت ضالتها وضلالها ، في عبّ الولد سيىء الحظ والنصيب زيكو ، الذي تكفل بإفشال مشروع الوطن الكروي ، وهذا بدوره الحتمي ، سيؤثر تأثيراً متلفاً على حكومة الشراكة الوطنية . ليش بابا زيكو ، لك ليش ؟!
[email protected]

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب