18 ديسمبر، 2024 10:53 م

إنه مٶشر التغيير في إيران

إنه مٶشر التغيير في إيران

من يتطلع الى الاوضاع الجارية في إيران عن کثب ويدقق فيها بإمعان، يجد إنها وفي خطعا العام ومن مختلف النواحي وعلى جميع الاصعدة ليست في صال النظام الايراني، والذي يدعو للتمعن والتدقيق أکثر إن قادة النظام الايراني بأنفسهم يعلمون بهذه الحقيقة ويتقبلونها على مضض.
الاوضاع الداخلية المتفاقمة والوخيمة والرفض الشعب المتزايد بوجه النظام ووصول الصراع بين النظام والمقاومة الايرانية الى مستويات غير مسبوقة الى الحد الذي صارت المقاومة الايرانية تتمکن من تحقيق تقدم وتحصل على مکاسب سياسية في داخل إيران وخارجها وتضع النظام في مواقف وأوضاع حرجة بحيث تثبت للعالم بأنها صارت تأخذ بزمام المبادرة رويدا رويدا.
التظاهرات الکبيرة التي تقوم المقاومة الايرانية بتنظيمها للأعداد الکبيرة من أبناء الجالية الايرانية في مختلف بلدان أوربا والتي وصل تأثيرها الى حد إن وزيرة خارجية السويد تخرج لوحدها للمٶتمر الصحفي ولايتم السماح لوزير خارجية النظام الايرابي بالمشارکة في ذلك، کانت صفعة قوية من جانب المقاومة الايرانية للديبلوماسية المحبطة والخائبة للنظام الايراني.
في خضم الاوضاع الداخلية العويصة والسلبية جدا والعزلة الدولية التي صار النظام الايراني يعاني من جراها، وفي ظل نشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة في سائر أرجاء إيران، فإن النظام الايراني يعيش أوضاع غير مسبوقة وإن الجولة الاخيرة لظريف، إنما کانت من أجل أن يجد النظام متنفسها له بعد أن نجحت المقاومة الايرانية بفعل القيادة الحکيمة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في دفع النظام الايراني للإنزواء والتراجع على مختلف الاصعدة، خصوصا وإن شعار إسقاط النظام والذي کانت المقاومة الايرانية ترفعه منذ أعواما طويلة، لم يعد شعارا مرکزيا للمقاومة الايرانية فقط وإنما لعموم الشعب الايراني بل وإن الذي يجب ملاحظته هنا هو إن هناك بلدان في المنطقة والعالم صارت هي الاخرى تتفهم تماما شعار إسقاط النظام وتراه حلا مناسبا للمعضلة الايرانية من مختلف الجوانب.
الاوضاع السلبية المزرية التي يعاني منها النظام الايراني والتي وصلت الى حد بأن يعترف رئيس النظام حسن روحاني نفسه بأن النظام الايراني لم يشهد منذ تأسيسه هکذا أوضاع خطيرة، هذه الاوضاع لو تأملناها من مختلف الجوانب وبحثنا فيها بدقة وأناة لوجدنا إنه تجسد مٶشرات لحتمية التغيير السياسي ـ الفکري في إيران والذي لم يعد مناصا منه ولاسيما وإن معظم المحاولات والمساعي التي بذلها ويبذلها النظام الايراني من أجل الخروج من المأزق الحالي قد خابت وباءت بالفشل الذريع.