23 ديسمبر، 2024 9:11 ص

إنه دليل الذعر و ليس القوة و الجرأة

إنه دليل الذعر و ليس القوة و الجرأة

أحد أهم الاسباب التي شجعت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على التمادي في سياساتها العدوانية و غطرستها حيال دول المنطقة و العالم، هو صمت و تجاهل دول المنطقة و العالم على حد سواء تجاه تلك السياسات المشبوهة و عدم مواجهتها و الوقوف ضدها، وهو ماقد شجع هذا النظام على التجرؤو التطاول و الإيغال في غيه و غطرسته.منذ أعوام طويلة شددت منظمة مجاهدي خلق من خلال تصريحات و مواقف قادتها على إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يستغل الى أبعد حالة الصمت و التجاهل من جانب دول المنطقة و العالم و يفسرها على إنها خوف و توجس منه و لذلك فإنه يتمادى أکثر و يخطو خطوات أکبر و أکثر وقاحة ضد المنطقة و العالم، وأکدت هذه المنظمة التي تخوض صراعا ضاريا ضد هذا النظام، بأنه لو تمت مواجهة مخططات هذا النظام فإنه يتراجع بسرعة و لن يجرؤأبدا على الاستمرار في مخططاته العدوانية ضد المنطقة. هذا الرأي قد تأکد لدول المنطقة و العالم صحته و صوابه عندما وصل الامر بهذا النظام و في ظل صمت و تجاهل المنطقة الى التدخل في اليمن أيضا و السيطرة على العاصمة صنعاء.عاصفة الحزم التي فاجئت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و جعلته يتخبط و يعود و مخططه التآمري القهقري الى الوراء، کانت درسا عمليا بليغا لکي تفهم دول المنطقة و العالم حقيقة أن هذا النظام لايفهم سوى لغة و منطق القوة و متى ماتم مواجهته بهکذا لغة فإنه يطلق ساقيه للريح و يتراجع صاغرا رغم أنفه، ومن المهم جدا أن لاينسى العالم هذه الحقيقة و يأخذها دائما بنظر الاعتبار في سياق تعامله مع هذا النظام.مشروع القرار الجديد للكونغرس الأميركي و الذي يستهدف فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران الصاروخي، عقب استمرار طهران بإجراء اختبارات على صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية، ما يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران، أثار ردود فعل و إنعکاسات متباينة داخل الاوساط الايرانية الحاکمة، کان أبرزها ماجاء على لسان نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي، والذي قال إن “إيران لن تسمح بعبور السفن التي تهدد أمنها من هذا المضيق”، وقد ذهب سلامي أبعد من ذلك في لهجته عندما قال: نحن في غاية الخطورة بالنسبة للأميركان إذا أرادوا التهديد، وهم يعرفون ذلك، نحن طورنا قدرتنا البحرية لهزيمة قوة كبرى مثل أميركا، لأنه لا توجد قوة كبيرة وعدو آخر غير أميركا، وبالنسبة للبقية ليست لديهم هذه القدرة”، وهذه اللغة و هذا النوع من التصعيد معروف و معلوم عن قادة و مس?ولي النظام الايراني خصوصا في المواقف الصعبة و الحساسة التي تتراجع الخيارات فيها لديهم مما يضطرون لإطلاق التهديدات على أمل إبتزاز و خداع الطرف الآخر و دفعه للتنازل، ولعل مجريات الامور و الاحداث في المفاوضات التي أعقبت الاتفاق النووي الاخير، کان مصداقا لهذه الحقيقة حيث إن المرشد الاعلى للنظام و قبل أسبوع من التوقيع على الاتفاق أعلن مجموعة شروط تعجيزية أمام الدول الکبرى لکي يوافق نظامه و يوقع على الاتفاق، لکن الدول الکبرى تجاهلت و أهملت تلك الشروط و تم الاتفاق رغما عن أنف المرشد الاعلى، وإن التصريحات و المواقف المتشنجة التي يطلقها قادة و مس?ولوا النظام ردا على مشروع القرار الامريکي المقدم للکونغرس بشأن الصواريخ البالستية الايرانية، إنما هو مجرد هواء في شبك و بالونات فارغة تدل في الحقيقة على خوف و ذعر النظام و ليس على قوته و جرأته.