هناك الکثير من التصورات و الرٶى بشأن إنعکاسات و تأثيرات عقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في السبت المانصرم المصادف للاول من تموز2017 في باريس، على الاوساط السياسية الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقطعا فإن کلها تصب بإتجاه تبرم و سخط و قلق و تخوف هذه الاوساط من هذا التجمع خصوصا بعد أن نجحت المقاومة الايرانية في کسر الطوق الذي فرضته طهران على دول المنطقة و العالم من حيث تحديد و تحجيم علاقات هذا المجلس بالعالم.
تجمع تموز2017، لم يکن تجمعا مألوفا کسائر التجمعات المنعقدة خلال الاعوام العشرة الماضية، وانما کان تجمعا نوعيا تم الاعداد له و تم عقده بنجاح منقطع النظير، ولاسيما من حيث الحضورين الدولي و الاقليمي فيه و تصاعد الدعوات و المطالبات السياسية بالتغيير في إيران، ولاغرو من إن تغيير النظام الايراني هو شعار مرکزي رفعته المقاومة الايرانية و دعت إليه بقوة طوال أکثر من ثلاثة عقود، وإن إلتفات المنطقة و العالم الى قضية التغيير في إيران و التعويل و الاعتماد عليه کحل وحيد للأوضاع الايرانية، إنما يعکس إقرارا و إعترافا واضحا بفشل العديد من الدول في نهجها السياسي المساير و المهادن لطهران و الذي سبق وان حذرت منه المقاومة الايرانية و إعتبرته نهجا فاشلا و غير مجديا من أجل إحتواء هذا النظام، وقد أثبتت الاحداث و التطورات مصداقية رٶية المقاومة الايرانية بهذا الصدد.-
الحضور الدولي و الاقليمي الکبير و الملفت للنظر في تجمع باريس الاخير للمقاومة الايرانية، کان دليل إثبات ساطع على إن العالم کله صار يرى أن هناك ضرورة قصوى و ملحة من أجل التغيير في إيران، حيث إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد أثبت أنه عامل سلبي في المنطقة و العالم وإنه يتسبب في زعزعة السلام و الامن و الاستقرار و إنه و من دون التغيير الجذري في إيران فإن الخطر و التهديد سيبقى محدقا بالمنطقة و العالم على حد سواء، وقد کان واضحا بأن مريم رجوي، زعيمة المقاومة الايرانية تأخذ کل تلك الامور على محمل الجد و الاعتبار عندما طالبت في کلمتها أمام التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس المجتمع الدولي:
” اعترفوا بمقاومة الشعب الايراني من أجل اسقاط الاستبداد الديني. واطردوا النظام من الأمم المتحدة وسلموا كراسي ايران الى مقاومة الشعب الايراني.
– أدرجوا قوات الحرس في قوائم المنظمات الارهابية واطردوها من عموم بلدان المنطقة.
– قدموا خامنئي وقادة النظام الى العدالة لانتهاكهم حقوق الانسان وارتكابهم جرائم ضد الانسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسببب ما ارتكبوه من جرائم حرب في المنطقة.”،
وقطعا إن النقاط المدرجة أعلاه مع حساسيتها البالغة فإنها تعتبر بمثابة خارطة طريق مثلى لتحقيق السلام و الامن و الاستقرار الحقيقي في المنطقة و العالم وفي نهاية المطاف فإن هذا المطلب صار مطلبا إيرانيا و إقليميا و دوليا لابد من تحقيقه عاجلا أم آجلا.