لايمکن أبدا أن تتخلى الانظمة الديکتاتورية عن ممارساتها القمعية وعن إجرامها وظلمها بحق الشعوب لو بقيت الاخيرة ملتزمة الصمت ولم تبادر للتصدي لهذه الانظمة بطريقة وأخرى وتکافح من أجل ذلك بلا هوادة، وإن التأريخ القديم والمعاصر، يثبت ذلك بالادلة القاطعة التي لامجال لإنکارها، وإن الديکتاتورية القائمة في إيران والمتغطية بستار ديني، هي واحدة من أسوأ الديکتاتوريات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال التأريخ المعاصر، لکن الذي يلفت النظر هو إن هذا النظام بقدر ماقد تمادى في ممارساته القمعية التعسفية وتجاوز کل الحدود، فإن الشعب الايراني وقواه الوطنية المتصدية والمتواجدة بإستمرار في الساحة والمتمثلة بالمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، لم يکفوا عن النضال ضد هذا النظام وعدم ترك الساحة لکي يواصل نهجه المرفوض.
عندما تقدم المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق لوحدهما 120 ألف شهيدا على طريق النضال من أجل الحرية ضد النظام الايراني، وعندما يلجأ النظام الايراني ومن فرط خوفه من المواجهة المحتدمة ضده بأن يقوم بإعتبار کل نضال ضده وطرح أفکار تدعو للحرية والديمقراطية بأنها محاربة ضد الله وإن دم کل من يقوم بذلك مباح، فإنه يثبت حقيقة أن النضال ضده مستمر وإن الشعب يرفضه بقوة ولاسيما وإن الشعب قد قام بإنتفاضتين ضده أکد في الاخيرة التي کانت بقيادة مجاهدي خلق على إسقاط النظام، فإن کل ذلك يثبت بأن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق قد قدموا ولايزالوا يقدمون مابوسعهم ضد هذا النظام، ومن هنا فإن المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ليس بوسعه أبدا أن يتجاهل تلك المظاهرة الکبيرة التي سيقوم بها الالاف من أبناء الجالية الايرانية القادمين من جميع أنحاء الولايات المتحدة الامريکية في نيويورك في يوم الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر 2019، وبالتزامن مع افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إحتجاجا على مشارکة رئيس النظام روحاني في هذه الدورة، حيث سيدعو المتظاهرون لدعم سعي الشعب الإيراني لتغيير النظام. كما سيدعون الى إتخاذ سياسة حازمة وقاطعة ضد هذا النظام بحيث لاتسمح له بمواصلة دوره الاجرامي والتخريبي المشبوه.
المتظاهرون الذين سيدعون أيضا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات شاملة على النظام بسبب الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب، واستمرارالبرنامج النووي والصاروخي ، وإحداث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط. ويٶکدون بأن المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورئيسه حسن روحاني لا يمثلان الشعب الإيراني الذي صرخ “الموت لخامنئي ، الموت لروحاني” خلال الانتفاضات الشعبية الاخيرة، مطالبين بالإطاحة بالنظام الايراني وإقامة الديمقراطية. سيٶکدو بذلك إن الشعب الايراني مصر أکثر من أي وقت آخر على إسقاط النظام وإنهم يعملون بکل إصرار وجدية من أجل ذلك.