كان من بين الخطايا التي جرها علينا الاحتلال في العراق ظهور اناس من بين ركام الفشل, ومستنقعات الاخفاق ليتصدروا المشهد ويملا الجو طنطنة وكلاما يضر ولا ينفع ويجرح دون ان يداوي.
ومن بين هؤلاء النائب محمد الصيهود الذي ازكمت تصريحاته الطائفية الانوف, ففي كل مرة يتكلم فيها نتفاجئ بكم الحقد الدفين الذي يملأ صدر هذا الرجل والغل الذي يحمله على ابناء وطنه ممن لا يشاركون توجهه المذهبي والسياسي. هذا الصيهود وجد مقعدا له في مجلس النواب عبر ائتلاف دولة القانون الذي اشعل البلد بتصرفات رئيسه الهوجاء , وكانت سنين حكمه للعراق من اسوء السنوات التي مر بها هذا البلد منذ ايام هولاكو وتيمور لنك.
ولم يمنع العقال العربي الذي يرتديه الصيهود من ان ينزلق الى مستنقع الاقوال المتشنجه التي وقعت فيها زميلاته من ناقصات العقل والدين كحنان الفتلاوي وعالية نصيف, حتى لاتكاد تميز بين تصريحات الثلاثة, فقد شن هؤلاء هجوما شرسا على الحراك الشعبي الذي طالب بحقوق لو استجيب لها لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم, وظللوا يزينون للمالكي افعاله التي قادت العراق الى حافة الهاوية.
عندما تطالع ما يقوله الصيهود تجد العجب العجاب, فالولاية الثالثة للمالكي عنده حق لا لبس فيه وهي نتيجة حتمية لقائده الضرورة وانجازته الاسطورية, والارهاب عنده انتاج طائفة واحدة, وحتى اذا قتل سنة وذبحوا فان ذلك بيد سنية ولادخل لاي ميليشيا في ذلك.
اما ايران فهي الجارة الودود التي تحرق نفسها ليسلم العراق, وتقدم الغالي والنفيس ليعيش الشعب العراقي في امن ورفاهية.
الطائفية بنظر الصيهود هو ان يطالب السنة بمساواتهم باخوتهم في الوطن, ومهما وقع عليك من الظلم فليس لهم ان يشتكوا او يعترضوا, والا فان الاتهامات الجاهزة بالارهاب ومعاداة العراق الجديد وافشال العملية السياسية بالانتظار.
والعنصرية عند صاحبنا هو ان يرفض الاكراد تصرفات المالكي الطائشة, اما اعتراض الصدر او الحكيم على سياسات دولة القانون فهو الخيانة بعينها والوقوف بصف العدو.
اما بعد ازاحة المالكي فان الصيهود لبس كغيره لباس المعارضة للحكومة والبرلمان الجديدين, وصار يخرج الينا بما يثير الضحك والاسى في ان واحد, فمثلا يرى ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لايستطيع تحريك جندي واحد من البيشمركة, وكان المالكي كان يصول ويجول في اربيل وزاخو وحلبجة.
كما اشار الى ان العبادي لا يمتلك صلاحية إطلاق سراح أئمة الجوامع لان ذلك “مخالف للدستور” مضيفا أن “الدستور نص على الفصل بين سلطات الدولة، وبالتالي لا يجوز تدخل أي سلطة بعمل الأخرى”, وليت شعري اين ذهب هذه العقلية القانونية ايام كان المالكي يعبث بالقضاء كيف يريد, ولماذا لا يتحرك ضميره وعشرات الاولوف من الابرياء يقبعون في السجون دون اية محالكمة.
اما حرب الصيهود على مجلس النواب فهي قديمة على الرغم من انه يشكل جزء من هذه المؤسسة, فانتقاده المستمر لرئاسة المجلس, وخلافه الدائم مع العديد من النواب دليل على العقلية الاقصائية والنفسية المشبعة بعقدة تخوين الاخر, وعدم القدرة على بناء شراكة متوازنة مع ابناء الوطن الواحد.
خلاصة القول تقودنا الى القول ان العراق يمر اليوم بموقف صعب يحتاج فيه الى جهود جميع ابناءه, واي نفخ في نيران الطائفية, لتجديد الفرقة وافشال الحكومة والبرلمان من قبل ازلام الحكومة السابقة, لن يكون بمصلحة البلد, فاذا كان هؤلاء صادقون في بحثهم عن المصلحة العليا فعليهم ان يقولوا خيرا او ليصمتوا.