7 أبريل، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

إنهم يبغضون علياً، أليس كذلك؟  

Facebook
Twitter
LinkedIn

 لم أدس، ولم أكذب في مقالتي السابقة، فقد كان متنها (بغض علي)، فكان عنوانها كذلك، ولم يكن متنها حبه فنحن (سنة وشيعة) نشترك جميعاً بحب علي، ولا تفاخر فئة على فئة أخرى، ولا جماعة على أخرى، ولا طائفة على أخرى بذلك الحب، فالحب في النهاية شعور وجداني خاص بالإنسان ذاته، سنياً كان أم شيعياً، بوذياً أم هندوسياً، مسيحياً أم يهودياً، مسلماً أم كافراً، ولا نستطيع فرض محبة أحد ما على آخر بالإكراه، ولكن البغض هو المشكلة، وهو حالة شاذة ينبغي التوقف عندها، وشرحها لمعرفة أسبابها، وتبيان نتائجها، وإذا كان عنوان مقالتي دساً وكذباً ، كما يقول الأخ صادق الوعد، فعنوان مقالته هو، وهو وليس غيره من يلغي مقولة شائعة عند عامة المسلمين (لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار)؟ حكمك عجيب أيها الأخ العزيز الذي يريد إسقاط صفة الفتوة عن علي، وفي الغد تسقط فضيلة أخرى، وأخرى ، وهكذا دواليك.                                                                                               
أولاً: يجب أن تحاكم نفسك بنفس حكمك الذي حكمت به على مقالتي بالدس والكذب، وأنا لا أعرفك سوى باسمك (صادق الوعد)، وهو أسم مستعار على ما أظن، بينما أنشر كتاباتي باسمي الصريح ومعظم قراء كتابات يعرفونني، الأمر الثاني الذي هو أهم مني ومن مقالتي هو فتوة علي التي تريد اسقاطها برغم كونك من محبي علي كما تقول في ردك، وهذا نصه:        ((كان الاولى بعنوان مقالتك ان يناسب متنها , ولكني ارى العنوان دسا وكذبا على متن مقالك (قصدت ام لم تقصد) اتمنى ان تتحرى الدقة في اختيار العنوان واعلم ايها الفاضل ان اهل السنة والجماعة قاطبة يحبون عليا واهل بيته ليس فيهم منكر لذلك ,وانهم يترضون عنهم جميعا وانهم يشهدون ان عليا من تاالعشرة الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ,فكيف يبغضونه وهم يشهدون له بالجنة؟))                                         
انتهى الاقتباس                                                                                                 
ثانياَ: كيف تحبه وتسقط عنه صفة الفتوة ؟ أمرك عجيب، فأنت تحبه في ردك على مقالتي، وتسقط فتوته (ولا أقول تبغضه) في الصفحة ذاتها من (كتابات) التي احتوت مقالتك الموسومة (لا فتى إلا علي)، والتي تستنتج في نهايتها أن الحديث موضوع، وأن لا فتى حتى علي : ((نستنتج مما تقدم ان الحديث (مع انه موضوع باتفاق اهل العلم) فلا فضيلة فيه لاحد حتى عند من صح عندهم الحديث أو من اصبحوا يعلون اصواتهم به في الطرقات للدلالة على الافضلية))، أليس بغضاً إسقاط فتوة علي كما فعلت أنت، وإسقاط فضائله من قبل كما يفعل غيرك من (البعض) الذين يسمونه سيدنا علي، ثم يشطبون جهاده وتضحياته بجرة قلم ؟ ماذا تسمي ذلك الموقف المزدوج من علي : حباً أم بغضاً؟ سمه ما شئت، وأنا أول من يصدقك ويثني عليك ، ولكن عليك أن تختار (حبه، أو إسقاط فتوته)، فلا تحيرنا أيها الأخ الفاضل، كما يريد أن يحيرنا أخٌ آخر يقول: ((كفاكم سردا للتاريخ وماحصل من فتنه)) _ انتهى الاقتباس أيضاً_ فلماذا يصبح التاريخ برأي (البعض) فتنة ؟ الجواب لأنه يحتوي على حقائق مرة كالحنظل، أخي الفاضل(أخي حقاً وليس مجاملة، برغم اتهامك لي بالدس والكذب)، دعني أضع بين يديك حقيقة تاريخية لا (فتنة) فيها ولا (دس) ولا (كذب)، أقدمها هدية متواضعة لك، وللأخوة قراء كتابات الأعزاء،حقيقة مأخوذة من مقال نشر في موقع (هدي الإسلام) للأستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن  بجامعة الأزهر الشريف كلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر: ((حاول الناصر أن يستعيد ما كان للخلفاء العباسيين أيام قوتهم، وتمكن بالفعل من إعادة السلطان الفعلي للخليفة العباسي في بلاد العراق، وبعض بلاد الجزيرة، ولكنه مع ذلك لم يتعد سلطانه حدود الموصل، وقد استعان الناصر في تحقيق طموحاته بجماعات من الصوفية المجاهدين، وأنشأ نظامًا جديدًا للقوة التي هي أقرب ما يكون لنظام الكشافة والجوالة في عصرنا هذا، وكانت فرق الفتوة قد نشأت في مناطق كثيرة من العواصم والثغور ثم أصبحت نظامًا فروسيًا انتسب إليه الكثيرون، وكانت هذه الفرق تتخذ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المثل الأعلى في البسالة والإيمان والأخلاق، واحتمت فرق الفتوة بالفروسية والمصارعة والشرف والنظام، فما زال الناصر يسعى حتى جعل نفسه رئيسًا لهذا النظام، وجعل لأفراده ملابس خاصة تسمى سراويل الفتوة)).                                                                                
 انتهى الاقتباس أيضاً، وأيضاً.  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب