23 ديسمبر، 2024 8:57 ص

المخطط الذي نفذه أصحاب القبعات الزرق بإختراق إنتفاضة ساحة التحرير والذي کان يهدف في النتيجة النهائية إجهاض أو تدجين الانتفاضة على أقل تقدير، يبدو واضحا من إنه کان مخططا تم إعداده من جانب النظام الايراني وفي طهران تحديدا، خصوصا وإنه يجب الاخذ بنظر الاعتبار ماقد أکدته مصادر مطلعة بأن أصحاب القبعات الزرق ليسوا کلهم ضمن التيار الصدري، وإنما شمل أيضا أعدادا من ميليشيا بدر وعصائب الحق والنجباء وکتائب الامام علي والخراساني، وکان يمکن لهذا المخطط الاستمرار وأن يصبح أکثر دموية فيما لو لم يکن هناك من ردود فعل عراقية وإقليمية ودولية، إلا إن ردود الفعل العنيفة حالت دون ذلك.
هذا المخطط الذي سعى النظام الايراني لتنفيذه من أجل وضع حد لهذه الانتفاضة التي باتت تشکل صداعا له وأرقا يقض مضجعه، يأتي في وقت صارت الحقيقة البشعة لعمالة الاحزاب والميليشيات المدعومة من جانب النظام الايراني تظهر للعلن، وحتى إن قيام المقاومة الايرانية بنشر قوائم رواتب للحرس الثوري الايراني بأسماء وجوه قيادية شيعية عراقية والتي تکشف إستلامها لرواتب من النظام الايراني وکذلك وتزامنا مع ذلك فقد كشف تقرير جديد صادر عن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ووقعه المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية غلين فين عن شبكة تضم قادة ميليشيات تعتمد عليهم النظام الإيراني لزيادة نفوذها في العراق وقمع الاحتجاجات الشعبية، وضمان استهداف القوات الأميركية في هذا البلد. هذا التقرير الذي اعتمد على معلومات قدمتها القيادة المركزية الأميركية والاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية، إن إيران لا تزال تدرب وتدعم ميليشيات عراقية لشن حرب ضد الولايات المتحدة، والمشاركة في عمليات القمع التي تستهدف الاحتجاجات الشعبية في العراق، أورد أسماء أبرز قادة الميليشيات العراقية التي تعمل معهم النظام الإيراني في الوقت الحالي والذين كانوا يتلقون الأوامر مباشرة من فيلق القدس الإرهابي في ايران. وهو الامر الذي يثبت مرة أخرى المعلومات الدقيقة التي أعلنتها المقاومة الايرانية بشأن عمالة هذه الاحزاب والميليشيات للنظام الايراني وإنها تقوم بتنفيذ مخططاته في العراق والمنطقة وتقف على أهبة الاستعداد لقمع الانتفاضة في حال صدور الاوامر لها من طهران.
الاحداث والتطورات الجارية منذ إندلاع الانتفاضة في العراق منذ مايقارب 4 أشهر، أکدت وبکل وضوح مدى التعاون والتنسيق والتعاون بين النظام الايراني وبين أذرعه في العراق والتي لايوجد هناك من أي شك بتقاطعها مع مصالح الشعب العراقي ويتصرفون وکأنهم أعداء للعراق وهم فعلا أعداء للعراق.