منذ بدأ الرسالة المحمدية، والمنطقة العربية تشهد حروباً متتالية بين فترة وأخرى، وهنالك حروب ليست كما يتصورها البعض، مثال ذلك حرب إقتصادية، وهنالك حرب بالإنابة، التي نخوض غمارها اليوم، لان العدو إستقطب كل من لفظته المجتمعات، ومن كل دول العربية، بل هنالك مقاتلين من أوربا، والتي تعتبر من الدول المتطورة والمتقدمة صناعيا واقتصادياً، فهل هؤلاء لم يدرسوا، أو غير مثقفين مثلاً! وهذا يدفعنا إلى أكثر من تساؤل لهؤلاء الرعاع؟ الذين تركوا دولهم وجاءوا للعراق وسوريا، ليقاتلوا بدل الدول التي ثقفتهم وأرسلتهم إلينا بذريعة الدولة الإسلامية، وهم لا يفقهون اللغة العربية، ولا ينتمون إليها، ولا يُصلّون ويدّعون أنهم مسلمون! .
داعش جاءت وفق رؤية إستعمارية، بعدما عجزت عن الإستحواذ على الكنوز التي تزخر بها بلادنا، وأسهل طريقة إرسال أشخاص لا يمتلكون عقولا ليفكروا بها، وهم كالحمير بل هم أضل! يساعدهم في ذلك الحواضن التي فقدت مصالحها بعد التحول إلى النظام الديمقراطي، وبالطبع هذا لا يفيدهم، ومنذ التحرر من سلطة البعث لحد يومنا تعددت التنظيمات الإرهابية، وإنتهينا بتنظيم داعش الإرهابي، الذي خرّب البلاد، وبهمة الرجال العراقيين الشرفاء، إستطعنا تحرير معظم الأرض التي إستولوا عليها، وإبتداءاً بجرف النصر، الذي أعطى الجيش الأمريكي فترة ستة أشهر لتحريرها، لصعوبة الأرض وتضاريسها المتشعبة وطرقها الكثيرة، وبسواعد الحشد الشعبي المقدس، تم تحريرها بضرف أسبوع! وكسر شوكة داعش التي يخشاها الجيش الأمريكي .
الحشد نوعان، نوع يقاتل بكل ما يستطيع، ولا يكل، ولا يتراجع، لأنه أخذ الإفتاء من مرجع، أذهل العالم بتعامله مع الموقف بحكمة حيرت العقول، وتنتهي عند عتبة داره كل المشاكل، وكانت الفتوى التي أطلقها بمثابة إطلاقة الرحمة برأس داعش، تلك الصناعة الأمريكية اليهودية بالأموال الخليجية، وبإفتاء عوران المملكة، والنوع الآخر حشد المواكب، التي تطهو الطعام للمقاتلين المرابظين على السواتر، وتوفر المستلزمات من أثقلها لأبسطها مع كلمات الحب والمودة والشكر والامتنان للتضحيات التي يقدمها أبطال الحشد المقدس وهؤلاء الذين يقدمون الخدمة ممتدين على طول الطريق وهم يشبهون إلى حد بعيد بتلك المواكب التي تفترش الأرض بزيارة الأربعين في كل الطرق المؤدية لكربلاء المقدسة .
هؤلاء الذين يعملون في المواكب، لديهم كل شيء! وبالطبع لا يمكن أن يكون الموكب متكاملا، مالم يكن خلف هذا الموكب متبرعين، ويقودنا هذا إلى المتمكنين ماديا، مع بعض التبرعات البسيطة، ممن يريد أن يشترك لكن بقدر بسيط، وهم من طبقة الفقراء! الذين لديهم مقاتلين في جبهات القتال، وهم الأغلبية العظمى، وهذه المواكب هذه المرة في الخطوط الأمامية مع المقاتلين وبينهم، يعملون بكل همّة وتفاني، في سبيل إعداد الطعام وإيصاله للمقاتلين، فمن الذي أجبرهم بالتواجد في تلك الخطوط؟ التي من الممكن أن يفقد حياته جراء ذلك التواجد بتلك الخطوط، وهنا نقف وقفة إجلال وإكرام لهؤلاء الرجال، الذين شاركوا إخوانهم، والشد من عزيمتهم، وبذلك يستحقون أن نقول لهم “إنكم اشرف الناس”.