21 ديسمبر، 2024 5:38 ص

إنها قضية حسم الامور مع النظام الايراني

إنها قضية حسم الامور مع النظام الايراني

من الخطأ الکبير جدا أن يکون هناك من يتصور بأن الانتفاضة الشعبية العارمة التي إجتاحت أکثر من 112 مدينة في سائر أنحاء إيران منذ إندلاعها يوم الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وشهدت مواجهات غير مسبوقة بين الشعب وبين القوى الامنية للنظام وهجمات على مراکز القوات القمعية وإحراق صور خامنئي وخميني، بأنها إنتفاضة تتعلق بإرتفاع سعر البنزين فقط، بل إنها وکما أکدنا مرارا الشرارة التي تفجر الغضب والضيم المکتوم لأربعين عاما من الظلم الفاحش في ظل نظام يمکن إعتباره بأنه خارج الزمن والتأريخ!
الشعب الايراني الذي صبر کثيرا على هذا النظام وتحمله ولم يجد منه في المقابل إلا إصرارا على التمادي في ممارساته القمعية والإيغال في إذلال هذا الشعب إنسانيا ومعيشيا وهدر حقوقه من مختلف النواحي، ولذلك فقد طفح به الکيل ولم يعد هناك من مجال للصبر وکظم الغيض خصوصا وإن هذا النظام ومن خلال حکمه الاستبدادي طوال 4 عقود والذي لم يهتم فيه إلا بمصالحه الضيقة، لم يبق لهذا الشعب من شئ کي يتحسر عليه فقد نهب وسرق کل شئ تحت يافطة وغطاء الدين وإن الهجمات الشعبية الغاضبة على المراکز الدينية وإحراقها يدل على إن الشعب لم يعد تنطلي عليه الغطاء الديني المشبوه والذي هو أساسا ليس من الدين بشئ.
القادة والمسٶولون في النظام الايراني، سارعوا کعادتهم لإتهام الانتفاضة بأنها مٶامرة خارجية، ثم عادوا لإتهام منظمة مجاهدي خلق بأنها وراء ذلك وهو إتهام غبي لأن المنظمة وکما هو معروف عنها أکبر تنظيم معارض وتتواجد في سائر أنحاء إيران وقد قامت وبعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، التي قادتها بإعتراف مرشد النظام نفسه، بتشکيل معاقل الانتفاضة التي تمارس نشاطاتها بصورة متواصلة وتدك مراکز وأوکار النظام الى جانب مجالس المقاومة التي تقوم بتوعية الشعب الايراني وتحفيزه لمواجهة هذا النظام المعادي للشعب وللإنسانية جمعاء. وبالامس أعلن علي شمخاني، إن منظمة مجاهدي خلق تشارك في مظاهرات الشعب الإيراني، وتتسبب في الهجوم على قوات الأمن، ومن بعده هاجم مهدی محمدي حکومة روحاني باعتبارها مسؤولة عن هذا القرار محذرا من خطر منظمة مجاهدي خلق قائلا: «حکومة روحاني لیست مهتمة بالبلاد. لکن نحن یجب أن نهتم. احذروا من أکاذیب مجاهدي خلق»، ولازال الحبل على الجرار والحق إن منظمة مجاهدي خلق لا ولم ولن تنکر دورها في کل النشاطات المعادية للنظام والهادفة لإسقاطه وتخليص الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم أجمع من شره، ومن دون أدنى شك فإن هذه الانتفاضة هي إنتفاضة حسم الامور مع هذا النظام ووضع النقاط على الاحرف.