23 ديسمبر، 2024 12:35 م

إنها طبول الحرب يا غبي..؟

إنها طبول الحرب يا غبي..؟

قبل سنة منذ الآن نشرت ونشر غيري الكثير من المقالات والتحليلات السياسية في الصحف العربية والعالمية، عن سيناريو تدميري مشابه لسيناريو العراق سيحدث في سوريا ،ونشرت الصحف الأمريكية لقاءا مطولا مع عراب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر، جاء فيه (إن حربا عالميه تدق طبولها في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا على الارض السورية وستكون بين روسيا وإيران والصين ونظام بشار الأسد وحزب الله من جهة وبين أمريكا وحلفائها من جهة أخرى ،ومن لم يسمعها فهو أصم وأبكم وأعمى )،وشرح بإسهاب سيناريو هذه الحرب وأطرافها وحتى نتائجها لصالح أمريكا، التي من خلالها ستتسيد العالم كله بانتصارها الساحق على نظام بشار الأسد وحلفائه ،وهاهو الرئيس اوباما وإدارته وحلفاؤه يذهبون الى الحرب على سوريا بنفس سيناريو العراق وأسبابه أكذوبة ، ( وجود أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة )، وحجة استخدام الكيماوي ضد أبناء غوطة الشام (لا نبرئ نظام بشار من جريمة الغوطة الكيماوية بل نؤكدها هنا ولكن نشير الى السبب فقط)،وينفذون ما رسمه لهم برنارد لويس في مشروعه التقسيمي لإقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير ،على الأسس الطائفية والعرقية والقومية والاثنية (لاحظوا ما يحدث في سوريا والعراق تحديدا- حرب طائفية مفتعلة ومفترضة  بين العرب والكرد والسنة والشيعة والكرد والايزيدية والتركمان والكرد والشبك مع بعضهم في العراق هذا، أما في سوريا  فحرب طائفية بين السنة  والشيعة وحزب الله والحرس الثوري، بحجة حماية المراقد المقدسة هناك من السنة ،والسنة يحمونها منذ آلاف السنين ؟،والكرد بفصائلهم المتنوعة  والموالية لتركيا اردوغان ومسعود برازني وبشار الأسد ومشتقاتهم داخل سوريا كحرب قومية مع جيش النصرة والجيش الحر وغيرهم لإقامة إقليم كردي على الحدود مع العراق وتركيا وسوريا تمهيدا لاندماجه مع إقليم شمال العراق ،إذن لم يبق إلا إعلان الحرب ،بعد كل هذا الانجاز اللوجستي على الارض وضمان تدمير سوريا بصواريخ توما هووك الذكية لتدمير المنشات العسكرية ومراكز القيادة والمواقع العسكرية ومخازن الأسلحة الكيماوية وصواريخ سكود الروسية ومعسكرات الجيش وتدميرها بالكامل، بهجمات ماحقة وتحالف عالمي وعربي كبير ، ليتسنى للمعارضة  السورية وثورة الشعب السوري، باعلان نهاية نظام دموي متحالف مع أعداء العرب  لتدمير العرب وهو نظام الملالي وحكامه وحزب الله ،يبدو إن المشهد الآن شديد الوضوح ،فروسيا أعلنت تخليها عن نظام بشار الأسد، وإنها لن تدخل في حرب من اجل النظام نفي حين اكتفت الصين بالتنديد  والنصح ،أما حكام طهران فقد فقدوا أعصابهم وتهستروا تماما، وهم يرون العالم كله  مع اوباما وحلفه ،وهم بين الانسحاب من التحالف وعدم دخول الحرب والبقاء على الجهد الإعلامي والتصريحات الرنانة والهيلمانات والتهديدات الفارغة التي نسمعها من حكام طهران ومن حسن نصرالله ،والكل يعلن أكاذيب ساسة إيران ودجلهم وأكذوبة (إزالة إسرائيل من الخارطة )،فالأخبار تشير الى (هروب 12 ألف) من الحرس الثوري من سورية خوفا من توقف مطار دمشق الدولي ،وبقاؤهم أسرى لدى الجيش الحر بعد سقوط النظام الدموي الطائفي الاسدي،وهكذا بقي نظام الأسد وحيدا في ساحة الحرب، خذله حلفاؤه في لحظة تاريخية حاسمة وتخلوا عنه ورموه لقمة سائغة للتحالف الدولي ،بعد أن صم أذانه عن سماع مطالب الشعب السوري العظيم وتجاهلهم بعنجهية أسياده الفرس الذين ورطوه في حرب سيدفع ثمنها الشعب السوري من دماء أبنائه ،ويذهب نظامه غير مأسوف عليه ،والملفت للنظر أن عملاء أمريكا في العراق ممن جاوؤا معها ،وطبلوا لها لاحتلال العراق وتدميره ،يعارضون الآن التدخل العسكري في سورية بوقاحة ودونية وخيانة للشعب العراقي ودماء شهداؤه ،تصوروا رئيس الحكومة يعلن (عدم سماح العراق لأمريكا من استخدام أجوائه للهجوم على سوريا)،بالله عليكم  أيصدق هذا الضحك على الذقون ، أليست هذه نكتة سوداء أطلقها المالكي في ليل اسود وزمان اسود وطيحان حظ اسود .اللهم أحفظ شعب سوريا والعراق ،وأنتقم من القتلة والمجرمين واللصوص والطائفيين في سوريا والعراق ،ونحن هنا لا نشمت بالحرب على سوريا أبدا ولا نريد المزيد من دماء إخوتنا السوريين يسفك ،ولكن الطغيان والظلم  وصل حدا لا يطاق إلا بالدم . إنها طبول الحرب ياغبي  فهل تصحو وتحفظ دماء أبناء شعبك، ووحدة سورية من التمزق والتقسيم كما تدعي الحرص عليها، بعد أن خذلك الحلفاء والمرابون والقتلة  وتترك السلطة ..يا بشار الأسد ؟؟؟ انه النداء الأخير قبل الطوفان .