23 ديسمبر، 2024 7:52 ص

إنها حروب وجودية يا شعوب الصعادات والنفاخات!

إنها حروب وجودية يا شعوب الصعادات والنفاخات!

كنت أتصبب عرقا بسبب سخونة الأحداث أولا ، ومن جراء ارتفاع درجات الحرارة الى 46 مئوية ثانيا في شهر تموز الذي يُغلي الماء بالكوز على قول جداتنا ولا أريد الخوض بكارثة الكهرباء الوطنية التي لاحل لها لأنها أزمة يكمن حلها بيد الدول الاقليمية والشركات العالمية وليس بيد العراق البتة، وأنا محشور داخل ميكرو باص طراز كيا كورية الصنع كنت أستقلها في طريقي الى الباب المعظم لأن سيارتي -السايبا الخصوصي- ساخت ايران استعصت على التشغيل لأسباب فنية، كل ذلك قبل أن أحشر ثانية داخل – فولغا- صفراء اللون روسية الصنع وهي في طريقها الى ساحة النصر لأن تجنبي الركوب في الفولغا يعني وببساطة شديدة بأنني سأضطر إما الى ركوب التوك توك أو الستوتة الهندية بعد أن تم تحويرها لنقل الركاب بدلا من نقل البضائع، أما عن أسماء المناطق التي سأمر بها فجلها تشي بأمجاد غابرة لا وجود لها على أرض الواقع في وقتنا الحاضر ، حيث شارع الخلفاء فالوثبة وخلفها النهضة وعن يمينها جسر الأحرار وبعدها ساحة التحرير وخلفها ساحة الطيران مرورا بجسر الجمهورية وصولا الى ساحة النصر، ماض عامر في واقع منحط ، كئيب ، خرب استمعت خلال الرحلة المرهقة نتيجة الازحامات المرورية الخانقة وبكثير من الاحباط الى نشرات الأخبار من خلال راديو الكيا ومن ثم الفولغا وقد حامت النشرات المحلية المليئة بالأخطاء النحوية واللغوية على خطى -أبو علي الشيباني- حول سباق الدول في مجال صناعة الطائرات المسيرة، والمركبات الفضائية، وأسراب الصواريخ الباليستية، وشقيقتها الـ “فرط صوتية”أعقبها بث أغنية”طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان “وبما يتناسب كليا مع واقعنا غير الصناعي وغير الزراعي الإقطاعي الطبقي الطائفي الفوضوي السياسي والعشائري البائس، وبما جعلنا لا نجيد سوى استيراد ولا أقول صناعة المفرقعات والصعادات والنفاخات لاطلاقها في العطل والأعياد والمناسبات، حقا وصدقا إن أقسام تنسيق البرامج كانت ذكية ببث أغنية فيروز التي تتحدث عن الطائرات الورقية لأننا لانصنع غيرها فيما يتسابق العالم كله من حولنا لاستعمار الكواكب واحتلال الفضاء والاستعداد لحرب النجوم المقبلة، ولعل من أبرز ما جاء في النشرات المحلية هو الاحتفاء بالذكرى الـ 55 لوصول أول إنسان وهبوطه على سطح القمر عبر مركبة “ابولو 11″ في 20 تموز/ 1969 بقيادة رائدي الفضاء نيل ارمسترونغ ، وزميله باز ألدرين،وسط جدل وتشكيك ما زال محتدما بشأن حقيقة هذا الهبوط اليتيم الذي لم يتكرر على الاطلاق منذ ذلك الحين وفيما إذا كان واقعيا أم مفبركا أجري في صحراء نيفادا أو في أحد استديوهات هول…يهود بحسب المتأثرين بنظرية المؤامرة،اضافة الى خبر العطل المعلوماتي الأكبر في العالم والذي شل المطارات والبورصات والمصارف والشركات والمحطات من جراء تحديث أنظمة تشغيل”مايكروسوفت ويندوز” بواسطة شركة الأمن السيبراني الأميركية “كراودسترايك” وقد استغل الهاكرز والكراكرز هذا الخلل التقني الذي وصف بأنه الأخطر في التاريخ لبث روابط ضارة محملة بالمخاطر السيبرانية بهدف سرقة الحسابات واختراق البيانات وفقا لفوكس نيوز،لتلث النشرات بموافقة الكنيست الصهيوني وبالاجماع على رفض قيام دولة فلسطينية الأمر الذي أجهض كل ما يسمى باتفاقات السلام والتطبيع مع الكيان اللقيط ، لتربع النشرات باستهداف عشرات المقاتلات الصهيونية بينها 12 مقاتلة من طراز أف 35 اضافة الى مقاتلات من طراز اف 16 تم ارضاعها جوا، محطة الكهرباء وخزانات النفط والغاز في ميناء الحديدة وهو الرئة الأهم والميناء الوحيد لليمن على البحر الأحمر وذلك ردا على مسيرة يافا اليمنية المطورة عن مسيرة “صماد 3” الايرانية التي نجحت باختراق الدفاعات الجوية الاسرائيلية من دون أن تكتشفها الرادارات – بحسب المعلن – لتسقط المسيرة على بعد أمتار قليلة من السفارة الامريكية في شارع بن يهودا وسط تل أبيب ما شكل صدمة للجميع ، وأنا على يقين شبه تام بأن الكيان اللقيط قد سمح للمسيرة اليمنية بالسقوط من دون اعتراضها لتتخذ من الحادث ذريعة لشن حرب شاملة وعدوان ثلاثي”اسرائيلي امريكي بريطاني”ضد اليمن استهدف ولأول مرة المنشأت الحيوية والبنى التحتية المدنية اليمنية بدلا من العسكرية ما يؤشر الى تبني تكتيك جديد وربما استراتيجية جديدة لتجويع اليمنيين وتعكير صفو حياتهم وصناعة جملة من الأزمات الخانقة التي من شأنها اضعاف معنوياتهم ،وزيادة معاناتهم ، وزعزعة استقرارهم !
الحقيقة لم يحدث في تاريخ الحروب أن استخدمت المسيرات بالكثافة التي تخللت وأعقبت الحرب الروسية – الأوكرانية وهذا ما كشف عنه النقاب موقع “ميليتري ووتش” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية، فبينما تواصل المسيرات الصهيونية تصفية القادة الميدانيين تباعا في كل من فلسطين ولبنان وسورية والعراق وقريبا جدا في اليمن لامحالة ، وإذا- مسيرة يافا – اليمنية تضرب قلب عاصمة الشر “تل أبيب” ، فماذا تعرف عن وحوش السماء المسيرة التي أربكت منظومات الدفاع الجوي وأبرزها الباتريوت ومقلاع داود والقبة الحديدية ومنظومة حيتس ؟!
تعد مسيرات غلوبال هوك MQ-4 وغلوبال هوك RQ-4 الامريكيتين من أهم طائرات الدرون ولاسيما لتنفيذ مهام الاستطلاع وجمع المعلومات اضافة الى مسيرات MQ-9 Reaper المتخصصة بالقنص وتوجيه ضربات مباشرة للاهداف أسوة بطائرة براديتور سي “أفنجر”وفقا لمجلة National Interest ، وتعتبر الصين مصدرا مهما للطائرات المسيرة من دون طيار بحسب مركز الأمن الأمريكي،وقد باعت الصين 220 طائرة بدون طيار إلى 16 دول وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي للسلام ومن أبرز طائراتها المسيرة”Wing Loong II”وهي من تصنيع شركة (AVIC اضافة الى طائرة CH-6 ذات المحركين التي اذهلت الاميركان بحسب صحيفة “ذا درايف” الأمريكية، كذلك مسيرة سي إتش – 5 القادرة على حمل 16 صاروخا مع البقاء 60 ساعة في الجو وقد طورتها شركة الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاءCASC ، ومن ميزات المسيرات الصينية أنها تغري المشترين برخص ثمنها ولكونها تباع من دون قيود سياسية أو عسكرية مسبقة ومن دون قيد أو شرط !
أما الطائرة المسيرة الروسية “أوخوتنيك” المضللة للردارات فتعد واحدة من أخطر المسيرات وأكثرها كفاءة كذلك أورلان- 10 وتو – 300 “كورشن المخصصة للاستطلاع العسكري وتدمير الأهداف الأرضية بعلو منخفض وفقا لـ غلوبال سيكيوريتي ، فيما تأتي طائرة بيرقدار تي بي 2 من تصنيع شركة بايكار” التركية في قائمة أهم الطائرات المسيرة وقد تعاقدت بايكار مع 26 دولة بينها دول في حلف الناتو لبيعها الطائرة التي بإمكانها البقاء في الجو27 ساعة وحمل 130 كيلوغراماً من الذخائر فضلا على صعوبة كشفها بالرادارات،ولاشك أن نجاح المسيرات وهن حاليا ملكات الجو وسيدات الميادين وحسمها للعديد من المعارك في مناطق النزاع الساخنة وبتكلفة منخفضة وبأقل الخسائر الممكنة وقدرتها الفائقة على الاستطلاع والمراقبة والتجسس وجمع المعلومات و تدمير قوافل الإمدادات اللوجستية والعسكرية علاوة على الارباح الكبيرة المتأتية من عمليات البيع والتصدير جعل الدول تتنافس فيما بينها لشراء وتصميم وصناعة وانتاج وتطوير كفاءة المسيرات لضمان زيادة مدة تحليقها جوا وحمل قدر أكبر من الذخائر والأسلحة مع تحصينها ضد الرادارات الارضية وفي مقدمتها ايران التي اهتمت بتصنيع طائرات من طراز ابابيل وصاعقة وطوفان وكرار ومهاجر وشاهد 181-191، كذلك الحال مع دويلة الكيان المسخ وأبرز مسيراتها “هارون 2″ وهيرمس 450″ونيتسوس وأوربيتر و”هيرمس 900”.

جرائم وأسرار
الكيان الصهيوني اللقيط لم يكتف بمنع الدول العربية والاسلامية من امتلاك ناصية الاسلحة والبرامج النووية فضلا على تطوير أو تصنيع الاسلحة التقليدية فحسب بل وشرع بتصفية معظم الخبراء والعلماء المنخرطين في تلكم البرامج كذلك، وما عملية تصفية العالم الفلسطيني الدكتور( فادي البطش)الحاصل على براءتي اختراع في الهندسة الكهربائية سوى واحدة منها حيث تم اغتيال البطش بعشر رصاصات غادرة في 21 / نيسان / 2018 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور على يد مجهولين اثنين يستقلان دراجةً نارية أثناء توجهه لصلاة الفجر وكل الدلائل تشير الى وجود نشاط خطير لجهاز الموساد لاستهداف المزيد من العلماء في ماليزيا وفقا لموقع “نيو ستريتس تايمز”.
والحقيقة أن سجل الموساد الاسود لاغتيال العلماء والخبراء طويل وخطير بدأ بعالمة الاشعاع النووي المصرية سميرة موسى ،التي تم اغتيالها في كاليفورنيا في 15 / أب / 1952 بحادث مروري مريب ، مرورا بعالم الذرة المصري يحيى المشد ،الذي اغتيل في الغرفة رقم (941) بفندق الميريديان بالعاصمة الفرنسية وذلك في حزيران / 1980 ليتم تدمير المفاعل النووي العراقي الذي أشرف عليه عقب اغتياله بعام بعملية (اوبرا) التي نفذتها مقاتلات دولة الاحتلال في 7 / حزيران / 1981 ، ولم يختلف الحال مع العالم اللبناني (رمال حسن رمال) وقد اغتيل في مركز للابحاث في فرنسا كذلك العالم النووي الفلسطيني / نبيل فليفل وقد عثر على جثته قرب (رام الله) عام 1984 ، ولم يقتصر الموساد على ما سبق ذكرهم بل تعداه الى آخرين وفي مختلف التخصصات ومنهم مهندس الطيران الدكتور محمد الزواري ،مطور الطائرات الدرون ( ابابيل) والباحث في الغواصات المسيرة حيث اغتيل بـ 20 رصاصة في مدينة صفاقس التونسية في 15 / كانون الاول / 2016 ، كذلك عالم الذرة العراقي إبراهيم الظاهر ،يوم اطلق مجهولون النار على سيارته فسقطت في النهر كذلك عالم الذرة الدكتور سمير نجيب الذي لقي حتفه بحادث سير مدبر في 12-8-1967 ،اضافة الى المؤرخ العربي المعروف جمال حمدان ، وقد اغتيل داخل شقته في القاهرة بعد سرقة مخطوط كتابه(اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل) عام 1992 علاوة على الدكتورة (سلوى حبيب) وهي أستاذة بمعهد الدراسات الإفريقي وقد اغتيلت داخل شقتها نحرا قبل ايام من نشر كتابها الأخير (التغلغل الصهيوني في إفريقيا) .

 

حرب الفضاء وصراع الأقوياء

هناك سؤال ملح يدور في أذهان الملايين بشأن الجهود المبذولة للسيطرة على الفضاء وهل أن غايتها الحقيقية هو تجنيب كوكب الأرض النزاعات المستقبلية ، أم أنها حلقة في سلسلة لتكريس الحروب الارضية وتعزيزها ؟
ولاشك أن إعلان روسيا الانسحاب من المحطة الفضائية المعيارية التي اطلقت الى الفضاء عام 1998 لتستقبل 251 رائد فضاء من 20 دولة حتى عام 2022 تشترك فيها كل من روسيا وامريكا اضافة الى اليابان وكندا والاتحاد الاوربي والتي كان من المقرر إحالتها على التقاعد بحلول العام 2030 وفقا لفرانس 24 قبل أن تقرر وكالة الفضاء الروسية الانسحاب منها الأمر الذي أنهى عقودا من شهور العسل الفضائي بين الكرملين والقصر الابيض وفض نكاح المتعة المؤقت بين ناسا وروسكوسموس ليعيد المواجهة الفضائية المحمومة بين العملاقين الأرضيين الى الواجهة مجددا بإستثناء الصين التي تغرد خارج السرب بعيدا عن ناسا الاميركية وروسكوسموس الروسية وجاكسا اليابانية وإيسا الأوروبية وCSA الكندية ، فللتنين الصيني ” مثل الفريك لا يحب الشريك ” وله محطاته الفضائية الخاصة به بعيدا عن الشركاء بدءا بمحطة تيانغونغ-1 / 2001 وتيانغونغ-2 / 2016 وصولا الى محطتها الاكبر تيانجونغ المنافسة للمحطة الدولية بحسب موقع أطلس العالم كل ذلك وسط سماء مغطاة بأقمار التجسس الصناعية وبما يعادل أكثر من 7500 قمر صناعي نشط تحلق في المدار المنخفض للارض حاليا وفقا للامم المتحدة والعدد مرشح للزيادة ليصل الى 100الف قمر صناعي خلال سنوات قليلة مقبلة بزعم تطوير الانترنت والتنبوء بالطقس ومراقبة التغير المناخي ودراسة الفلك والتعرف على أسرار الكون من دون أي ذكر لاستعمار الفضاء ولا لحرب النجوم واستهداف الاقمار المدارية لأهداف أرضية ، وبرامج المراقبة والتجسس والتشويش والأسلحة الليزرية والألغام المدارية بما يكتنفها من تلوث كاربوني وضوئي وبقايا حطام فضائي يملأ الغلاف الجوي ويهدد حياة البشرية على سطح الكوكب المأزوم ، ولاعبرة لمعاهدة الفضاء الخارجي التي دخلت حيز التنفيذ عام 1967 لتنضم لها عشرات الدول والتي تنص على عدم وضع أسلحة دمار شامل في مدار الأرض أو تثبيتها على سطح القمر أو أية محطة فضائية كما تمنع اختبار الأسلحة من أي نوع أو إجراء مناورات أو إنشاء قواعد عسكرية في أي جرم سماوي بصفتها إرث مشترك للبشرية إلا أن ما خفي كان أعظم ولعل انسحاب روسيا لبناء محطة فضائية خاصة بها بموافقة بوتين بحسب مدير الوكالة الفضائية الروسية ينبىء الجميع بحجم المواجهة الفضائية القادمة ومدى استفحالها وخطورتها فهل ستتبنى الدول الكبرى معاهدة جديدة أم أن حرب النجوم قادمة لامحالة ؟
كل ذلك يحدث من حولنا ونحن منشغلون ببرامج الطبخ وتحدي الأكل وتفسير الأحلام و قراءة الأبراج والطالع زيادة على تبادل مقاطع الفاشينيستات والتيك توكريات وصناع المحتوى الخابط كذلك الهابط والتي درج على تقديمها ثلة من الحثالات وسقط المتاع وشذاذ الآفاق والغجر ، وألفت عناية الجميع الى أن ما يجري حاليا إنما هي معارك أممية وصراعات دولية وحروب وجودية فالانتباه والحذر يا شعوب العدسات اللاصقة والبوتكس والفيلر والوشم والمساج وزرع أو صبغ الشعر والباروكات ، يا مكبري أو مصغري الصدور والأنوف والشفاه والخلفيات،يا عشاق اطلاق العيارات والصعادات والنفاخات ، يا معجبي الراقصين والراقصات ، ياذيول الفنانين والفنانات ، يا ضحايا وجهاء وسياسي وأثرياء وزعماء وتجار الصدفة و- تالي وكت – فهل من متعظ وقبل فوات الأوان ؟! اودعناكم اغاتي