يبذل العاملون في قطاع الكهرباء جهودا مضنية في ايصال الخدمة الكهربائية الى المواطنين فنراهم في مختلف الظروف القاسية متسلقين الأعمدة وأيديهم تصارع الأسلاك وأجسادهم تتأرجح في الهواء من أجل اصلاح عطب او ربط كيبل انقطع بفعل الظروف المناخية السيئة وتراهم مستنفرين في أيام العواصف والأمطار وهميرتدون بدلات العمل وعيونهم مشدودة الى ذلك العمود المائل بسبب العواصف او ذلك الكيبل المتدلي والذي يحمل الموت لمن يقترب منه وكثيرا ما قدموا ارواحهماثناء الواجب المضني بسبب الصعقات الكهربائية التي اخذت الكثير منهم فهم بحق الجنود المجهولون الذين يقدمون ارواحهم بهدوء وتفان لا حدود لهما وعندما نتحدث عن هؤلاء الرجال الميامين فلا ننسى ان نذكر بعض السلبيات التي ترافق عملهم والتي يعود معظمها الى الروتين القاتل الذي يحكم عمل بعض دوائر الكهرباء والذي يتسبب في ايذاء المواطن وتعكير اجواء حياته اليومية ففي الأزقة الأخيرة من محلة ( 832 ) في الدورة تعطلت منذ ما يقارب الشهرين محولة منصوبة في الزقاق ( 70 )
والتي تعتمد عليها الكثير من البيوت في الأزقة المجاورة لها وبعد اخبار قسم الصيانة لمرات عدة اوضحوا بأن هذه المحولة عاطلة وغير صالحة للعمل ولا يمكن تجهيزكم بمحولة جديدة إلا بعد تقديم فواتير الكهرباء المدفوعة للشهر الأخير وقد فوجيء المواطنون بهذا الشرط التعجيزي الذي لا يمكن تنفيذه لأن سكان هذه الأزقة بعضهم من النازحين والمهجرين الذين لا يمكنهم دفع الديون القديمة التي تراكمت قبل نزولهم في المنطقة وهنالك الذين يدفعون فواتير الكهرباء اولا بأول بمجرد استلامها من قبل قاريء المقياس عند باب الدار ولكن عددها لا يكفي فهل يعاقب هؤلاء بجريرة غيرهم ويحرمون من التيار الكهربائي في هذا الصيف اللاهب وفي شهر الصيام المبارك وبعد شكاوى ومراجعات عديدة الى شعبة الصيانة قاموا بإصلاح ( فيز واحد ) من المحولة العاطلة وهو ضعيف جدا ولا يفي بأبسط الخدمات المنزلية اننا نناشدكم تبديل هذه المحولة التي اتعبتنا كثيرا دون ان يكون لنا ذنب في ذلك والعودة الى النظام القديم في اسلوب الجباية الذي كان لا يسمح بتراكم الديون على المواطنين ويحفظ حقوق الدولة في اموالها والذي يمكن تبسيطه لأن المواطن كان يدفع الأجور لجهة واحدة هي الدولة باعتبارها الجهة المسؤولة عن توفير الطاقة الكهربائية والأن يدفع مبالغ كبيرة تستنزف ميزانية العائلة للمولدات الأهلية بعد ان عجزت الدولة عن توفير هذه الطاقة بالمستوى المطلوب . ان بقاء هذه المحولة العاطلة على حالها دون تبديل يمثل عقابا جماعيا يتساوى فيه الذين يدفعون ويلتزمون والذين لا يدفعون لأسباب عدة والله تعالى قال في كتابه الكريم ( ولا تزرُ وازرة وزرَ أخرى ) فكيف تعاقب العوائل الملتزمة في هذا الحر الشديد وفيهم الأطفال والمرضى الذين يبحثون عن نسمة هواء تبعد عنهم الأذى وهل اصبحت المولدة اغلى من حياة الإنسان ليبقى محروما من خدماتها ؟نتمنى ان تستجيب وزارة الكهرباء لهذه المناشدة المريرة ولله الموفق .