10 أبريل، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

إنها الحقيقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حطت ذبابة على وجه الطفلة ، رفعت الأم كفها لتبعدها عن الوجه الملائكي في نومه ، ورددت مع نفسها ” ما أجمل الأطفال عند نومهم ” ،
وأحست بثقل اليد المرفوعة ، كما لو علقت بها السلاسل الحديدية التي تربط الى أرجل المجرمين .
سرحت في تأملها وتذكرت أن الضرب للأطفال في بعض الدول المتقدمة يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون ،
ماذا لو فتحت المحاكم أبوابها لدعاوى الأطفال في أنحاء العالم فكم بريئا سيبقى خارج السجن ؟؟ اقلة أم عدد كبير ؟؟
الكثيرالكثير منا سوف يدان…أعتقد سوف لن تكفي سجون العالم الى المدانين . الضرب منع في المدارس وفي رياض الأطفال منعاً باتاً ،
ترى لماذا لم يُشرع قانون يمنع ضرب الأطفال في منازلهم منعاً باتاً .. كما فعلت الدول التي تراعي حقوق الأنسان .

ــ لماذا نكثر من إنجاب الأطفال لهذا العالم ، هل هذا العالم محتاج الى المزيد من الضحايا لكي يحاسبوا لكل كبيرة
وصغيرة يقومون بها ، بقصد أو بغير قصد ونضع على أكتافهم الأحمال والمسؤوليات التي لم يك لهم فيها القرار أو الخيار
والرغبة ، ونَمنُ عليهم بأن أتينا بهم لهذا العالم المتكالب ، وأننا نطعمهم ونشربهم وعليهم أن يردوا الفضل لنا في
مستقبل حياتهم وندعي أنها سُنة الحياة ، حتى لو ولدوا في بيئة تعيش العوز والفقر والفاقة ، عليهم أن ينصاعوا في طفولتهم
الى العمل من أجل مساعدة الوالدين لتوفير لقمة العيش المقتضب ليساعد في التخفيف من الجوع لأفراد أسرته وقد يؤدي هذا الى
الحرمان من التعليم والرفاه اليومي الذي تعيشه وتمارسه العوائل التي تمتلك مدخول أفضل ويستطيع أطفالهم الأستمتاع بطفولتهم
على أساسها .
نعم لشد ما أحس بالأقتضاب النفسي وانا أشاهد الملايين من الأطفال في العالم يعيشون العوز والفاقة ويسكنون في بيئة لا صحية
فأقدامهم تنغمس في الطين وهم يلاحقون بعضهم البعض وملابسهم متهرئة ولم يتوفر لهم الماء للأستحمام وتنظيف أجسادهم ،
جياع متألمين ، الأمراض تلتهمهم والعوق وليس لهم توفير للصرف للأستشفاء من أوصلهم الى هذا الدرك اللا إنساني أهي الحروب الظالمة
أو الأقتصاد الذي ليس له أستقرار ، أهي المشاكل الأسرية ، أم هو الجهل، او الأستغلال القوي للضعيف مثل الدكتاتوريات السياسية والمفايات
وا …وا … وا !!!
ما كان ولن يكون عالم تسود فيه العدالة بكامل معناها وقيّمها ما دام هنالك عصابات ودول تتاجر بالأسلحة وترغب بالسيطرة
والتفوق على الطرف المنافس لها في هذا الحقل والصراع الدائم لهذه الدول التي توضع في خانة الدول العظمى والتي تبتلع وتدمر انسانية
الأنسان من خلال الصراع بينهم والتكالب على الأستحواذ والهيمنة على غيرها من الدول الصغيرة والضعيفة .
ماذا تحس به وانت تشاهد طفلا لا يتعدى العشر سنوات يحمل ثقلا على ظهره ربما يتوازى مع ما يرفعه رجل ، وأحسست وأنا ارى البرنامج
الحي على شاشة التلفاز وتساءلت ما هذا العالم الذي نحن فيه , ولماذا نحن هنا نتفرج على بعضنا البعض ، فقر مدقع وعذاب مرير من الحرمان
والجوع والتعب والتهجير والأستغلال الجنسي وكل ما يخطر على بالك أيها الأنسان الطيب والعطوف والحنون من أشكال المشاكل
التي يتحملها هذا الكائن الذي هو أخاك في الأنسانية …؟
كنا نحلم أن التكنولوجيا ستغير واقع العالم الى الأفضل ، نعم غيرت الكثير الكثير من واقع الحال الى الأفضل ، ومقابل هذا الواقع
نرى أن الأشرار من المجاميع البشرية صار الشر بين يديها من خلال استخدام التكنولوجيا متاحا وميسراً لها الكثير الكثير من خطط الشر
وتنفيذها بشكل أنفرادي أو جماعي كما يفعل المجرمون عندما يفجرون انفسهم في تجمعات بشرية أو قنابل موقوتة أوتدمير مدن بكاملها لأهداف
سياسية وأطماع أستغلالية وسرقات منظمة وجرائم يصعب كشفها سريعاً .
الصراع قائم ودائم بين الخير والشر ، ولكن السؤال في المستقبل من تظنون أنه سيغلب هل هو الخير أم الشر الذي نراه يتمدد
كالأخطبوط في كل الزوايا والأركان وعلى مدى كل الأعمال والأختصاصات والدول والأجناس والأحزاب والمعتقدات ؟؟؟؟؟؟؟
عالم هائج مائج بالأخبار على شاشات التلفاز والصحف الورقية والألكترونية ، الكاميرات تلاحق الأحداث في كل الزوايا والأركان،
في كل المناسبات والأجواء ، اذن نحن مراقبون ، وصورنا معلنة للخبر سواء كان مسراً أم محزناً ، الهواتف الذكية شغلت العالم بما
يفيد وبما يقلق . إلى أين يسير العالم ، كنا صغارا وكانوا قبل وجود التلفاز يسرون اذاننا قبل الذهاب الى النوم بقصص تنتهي بتحقيق
السعادة ، والآن نتطلع ونتساءل هل الكلمة التي حروفها ” س ع ا د ة ” سنعيشها يوما ما لهذا العالم المكبل من كل اطرافه بكم هائل
من المشاكل المحلية والعالمية ، لا أستقرار ولا ضمان لأي مهنة أو عمل ، أرتفاع مستمر وغلاء مستوى المعيشة عامة حول العالم ،
حروب هنا وهنالك ، شباب يركض ويلهث بعد تخرجه وتخصصه لكي يجد له مصدر رزق لتستمر حياته ، مصائب الهجرة والتهجير
في أنحاء العالم الصاخب بما يفيد وما يؤذي ، مسكين أيها المخلوق البشري تولد ملاكاً وشياطين الأرض تبيد أحلامك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب