23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

عزة الدوري الفزّاعة التي طالما رفعتها احزاب الاسلام السياسي لاخافة الشعب

عزة الدوري الفزّاعة التي طالما رفعتها احزاب الاسلام السياسي لاخافة الشعب

عودة حزب البعث صارت “الخَرّوعة” التقليدية لاحزاب الاسلام السياسي الفاشلة والفاسدة، ترفعها كلما شعرت بحنق الشارع العراقي وتهيئه للخروج عليها او كلما اقترب موعد الانتخابات. تذكّرنا تلك الاحزاب دائما بحزب البعث والجرائم التي ارتكبها ضد الشعب العراقي على أمل ان نقبل ب ” سخونة” الاسلام السياسي على ال” موت” الذي تلقيناه من حزب البعث القومي على طول 35 سنة.
التظاهرات الاخيرة نبهتنا جميعا الى حقيقة مفادها ان هناك جيلا لايمكن اخافته بعودة البعث لانه ببساطة لم يعش تلك المرحلة وتاليا فهو لم يخبر فسادا اكثر من فساد احزاب الاسلام السياسي ولم ير جرائما اقبح من جرائمهم لذا فهذه الخروعة فقدت رهبتها. هم ايضا – الاحزاب الاسلامية المتغانمة على السلطة- ادركوا هذا الامر بعد انتفاضة الاول من تشرين الاول الماضي وكان عليهم اذن البحث عن خروعة اخرى، فاستعاروا خروعة حزب البعث نفسه: أمريكا واسرائيل.
وحتى هاتان “الخروعتان” أثبتا عدم جدواهما وبالتالي لم يثنيا العراقيين من الالتحاق بالتظاهرات، وذلك لان جيل مابعد 2003 خبر الاحتلال الامريكي ولم يروا فيه السوء الذي تصوره لهم احزاب السلطة، ثم انهم لم يعرفوا شيئا عن اسرائيل غير مايرونه في التلفاز عن صراعها الطويل مع الفلسطينيين وما قامت به مؤخرا من ضربات جوية ضد مخازن عتاد وصواريخ فصائل الحشد الشعبي الآتية من ايران، تلك الفصائل التي يستمر افرادها بقنصهم من اعالي البنايات.
يسمعون ويقرأون عن قصف اسرائيل وتدميرها لمفاعل تموز النووي وقد لايرون ضيرا في هذا خصوصا وان الاحزاب الاسلامية ماانفكت تتحدث عن جرائم صدام وحزبه، اذن فاسرائيل فعلت خيرا عندما جردت حزب البعث من سلاح استراتيجي كان يمكن ان يستعمله ضد شعبه او دول الجوار مثلما فعل عندما حصل على السلاح الكيمياوي.
الآن وبعد أن استنفدت احزاب السلطة وسائلها وفشلت في تشويه صورة الانتفاضة واخافة الجيل الجديد من القادم، تبنت استراتيجية جديدة الا وهي ترك جيل مابعد 2003 واستهداف الاجيال السابقة…الاجيال التي لازالت ترتجف مفاصلها عندما تسمع بشبح عودة البعث تمهيدا لعزل التظاهرات وكسب تأييد او رضى تلك الاجيال لسحقها بسلاح وقناصات ميليشيات الولي الايراني.
دشنت هذه الاستراتيجية بخطاب مزعوم لعزة الدوري الذي عودنا على الظهور كلما ارادت الاحزاب الاسلامية تذكيرنا بخطر عدوة البعث.(بالمناسبة، نسيت الاحزاب الاسلامية ان اغلب العراقيين يعلمون ان جيل البعث انقرض ولم يبق منه الا مئات بلغوا من الكبر مايجعلهم عاجزين حتى عن حمل ادويتهم.) كتبوا لعزة الدوري خطابا ادعوا فيه ان من يقود التظاهرات الحالية هم “اخوتكم في قيادة وصفوف البعث يرفعون راية القومية العربية” وتسمية ” الاخ وليد الخشماني ناطقا عن الثورة.” صراحة، أتمنى من كل قلبي ان لاتكون هذه ارهاصات لاستعدادات ميليشياوية لقمع التظاهرات بالقنص والتفجيرات.
في عام 2013 وأثناء تظاهرات المحافظات الغربية وقمعها الحكومي الذي قاد الى دخول داعش، اتهم نوري المالكي- رئيس مجلس الوزراء في حينها- “البعثيين والقاعدة بتحريك تظاهرات الاحتجاج والاندساس بداخلها من اجل خلق فتنة تقود إلى اقتتال طائفي وتقسيم للعراق.” بعدها القى عزت الدوري خطابا أكد فيه اتهامات المالكي، فانبرى حسن السنيد -القيادي السابق في ائتلاف دولة القانون- قائلا ان الخطاب يؤكد ان البعثيين وراء التظاهرات.
وفي نهاية 2011، استهدف تفجيرا سيارة رئيس مجلس النواب في حينها اسامة النجيفي بينما كانت مركونة في رحبة عجلات مجلس النواب في محاولة لاغتياله، وكان أسامة على خلاف شديد مع رئيس الحكومة في حينها نوري المالكي. اكتشف لاحقا ان إثنين من أفراد حماية النائب جعفر الموسوي كانا متورطان بالتفجير وعندما تقرر التحقيق معهما، اغتيل احدهما في الكرادة كي لايقود الى مدبري التفجير. بعد الحادثة، بدأت الشكوك تحوم حول تورط نوري المالكي بالمحاولة للتخلص من غريمه اللدود اسامة النجيفي، ادعى على اثرها المالكي ان التفجير كان يستهدفه هو لانه كان ينوي زيارة البرلمان في ذلك اليوم لكنه – بقدرة قادر- غير رأيه. وعندما لم يشتر احد ادعاءات المالكي، خرج علينا عزت الدوري في خطاب ليؤكد ان التفجير كان يستهدف نوري المالكي.