16 سبتمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

إنها أزمة قياده بحق . . !

إنها أزمة قياده بحق . . !

” كونراد أديناور” ربما لم تسمع بهذا الأسم الأجيال التي جاءت بعد نهاية الستينات والسبعينات من القرن الماضي ، فبعد أن تم تدمير ألمانيا إبان إحتلالها من قبل قوات التحالف في الحرب العالميه الثانيه ، حيث ذكر الدكتور ” سليم الحسني ” في مقاله ” بناء الدوله . . مهمة اصحاب الرؤيه الواضحه في السياسه الخارجيه والداخليه ” الذي جاء في الديلي عراق 2014/11/2 ” بعد الحرب العالميه الثانيه ، وصلت ألمانيا إلى درجه من الدمار لا يمكن تصور حالة أسوء منها ، فقد تم تقسيمها إلى أربعة أجزاء ، تتولى جيوش الحلفاء السيطره عليها ، تسرق ثرواتها الطبيعيه وما تبقى من مصانعها ، وقد إنهارت البنى التحتيه بالكامل ، فلا مصانع ولا مدارس ولا سكك ، ، بحيث كانت العوائل ترسل أطفالها للطرقات الخارجيه لتلتقط قطع الفحم من شاحنات الجيوش المحتله من أجل توفيرالتدفئه ، وجرى تقسيمها إلى دولتين شرقيه وغربيه ، وفي عام 1949 تولى ” كونراد أديناور ” رئاسة الحكومه .
باشر أديناور صاحب السبعين عاماً آنذاك بتحديد معالم السياسه الخارجيه لتخدم بناء ألمانيا من نقطة الصفر ، وركز على البعد الأقتصادي مع الولايات المتحده وبعض الدول الغربيه ، فرفض مشاريع توحيد ألمانيا ، التي أطلقها ” ستالين ” وأصر على أن الوحده ستتحقق عندما تستطيع ألمانيا الغربيه بناء نفسها ، وأن الدخول في مفاوضات الوحده مع الأتحاد السوفيتي والمنظومه الغربيه سيعيق عملية البناء .
بعد سنه واحده من حكمه بدأت ألمانيا تعود إلى الحياة ، وبعد أقل من عشر سنوات تحولت إلى قوه إقتصاديه كبيره ، ثم إنطلقت لتكون واحده من كبرى الدول الصناعيه فيما أصطلح عليه بالمعجزه الأقتصاديه ” هنا نقول ، أليس الأجدر بقيادتنا التي تقاسمت المناصب الحكوميه أن تقرأ تجارب الشعوب التي مرت بأشد من معاناتنا ؟ إن المسؤوليه تقع على عاتق السياسيين الذين تولوا زمام أمورنا وتركوا شعبنا يعاني مصاعب الحياة ، في حين نجد قادتنا لا يرف لهم جفن . أليست هي أزمة قياده بحق ؟

أحدث المقالات