20 مايو، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

إنها آخر محطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد أکثر من 38 عاما من سياسات مفعمة بمختلف أنواع اللف و الدوران و الاحتيال و المکر و الخديعة التي استخدمتها و تستخدمها الجمهورية الاسلامية الايرانية مع المجتمع الدولي، و التي کانت من خلالها تقوم بإستغلال عامل الزمن لصالح برامجها و أجندتها المشبوهة، يبدو أن هذه السياسات قد أوصلتها أخيرا الى آخر محطة تقع عند مفترق طرقات تکتنف معظمها الضبابية و الغموض.

الجمهورية الاسلامية الايرانية التي وثقت بنفسها أکثر من اللازم و تمادت في غرورها و شعورها بالقوة و جنون عظمته و لم تستمع او تصغي لمنطق العقل و الحکمة أبدا طوال ال38 عاما المنصرمة، وبعد أن إستنفذ المجتمع الدولي مختلف الخيارات المطروحة أمامه للتعامل و التعاطي معها لحل الإشکالات العالقة”الکثيرة”معه و على رأسها برنامجها النووي المشبوه، لم يجد أمامه”أي المجتمع الدولي” من طريق سوى إبرام إتفاق معه على أمل أن يحد هذا الاتفاق و يکبح من تطلعاتها العدوانية و تضع حدا لنشاطاتها و تحرکاتها المشبوهة، لکن طهران ومن خلال تمسکها بنهجها المراوغ و المخادع فقد لجأت الى عملية خلط في الاوراق تهدف من ورائها الخروج بجرتها سالمة، وهي تسعى لإستخدام الروس کأداة من أجل ذلك لکن الذي فاتها، إن الروس لهم مصالحهم و أجندته الخاصة التي لاتتفق بالضرورة مع أهداف و غايات طهران.

التشديد و التضييق على طهران من جانب المجتمع الدولي، تشاء الاقدار أن يتصادف مع مرحلة تعاني فيها طهران من العديد من المشاکل و الازمات الحادة على مختلف الاصعدة خصوصا على الصعيد الداخلي حيث يزداد الرفض الشعبي للسياسات المتبعة و تتسع الهوة بين النظام و بين الشعب بحيث أن العديد من قادة و مسٶولي الجمهورية الاسلامية الايرانية باتوا يتخوفون من هذه المسألة و يطالبون بإيجاد حل مناسب لها قبل أن تتفاقم الامور و تصل الى نقطة اللاعودة ولاسيما فيما يتعلق بالفساد الذي تجاوز کل الحدود المأللوفة، لکن، وفي ظل تفعيل العقوبات الامريکية و الاوربية والتي هي الاقسى و الاکثر تأثيرا في تأريخ النظام خصوصا وإنها تأتي بعد الاتفاق النووي، فإن الخيارات المتاحة لحل و معالجة الاوضاع الاقتصادية الداخلية ستکون قليلة جدا بل وحتى تقترب من حافة المستحيل، والذي يدفع للإعتقاد بأن خيارات طهران ستتضيق و تتضيق أکثر أکثر هو العزم و التصميم الدوليين على المضي قدما في هذه السياسة الجديدة، التي لاتعتمد على الاتفاق النووي الذي کما يظهر لم يحد أبدا من الدور المشبوه لإيران في المنطقة کما إنه لم يکبح من جماح ممارساته القمعية ضد شعبه.

المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المقاومة الايرانية والتي طالبت المجتمع الدولي دائما و حثته على إتباع سياسة متشددة مع طهران و أکدت مرارا و تکرارا من أن هذا النظام لايفهم و لايرعوي إلا بمنطق و اسلوب القوة، أکدت أيضا بأن الحل لايکمن في ممارسة الضغوطات السياسية و الاقتصادية الدولية لوحدها فقط على الرغم من تأثيرها، وانما يجب أن يشفع ذلك بدعم و مساندة الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في النضال و الکفاح من أجل الحرية و الديمقراطية إذ أن إغناء الموقف الدولي المتشدد من طهران بهذا البعد الاضافي المهم و الحساس جدا سيکون من شأنه جعل العقوبات في منتهى التأثير و يعجل بنتائجها المرجوة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب