23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

أهم مصادر التشريع في الإسلام القرآن والسنة النبوية، إلا في حالة آل بيت الرسول الكريم، يكون هناك نظر وتأويل وتفسير.
العقل حجة على الإنسان، في الدنيا والآخرة، عليه أن يستخدمه في تمييز الصالح من الطالح.
الواقع حجة أخرى على الإنسان، حيث يقرن الأفعال والأقوال، ليرى مدى تطابقهما.

القرآن الكريم يقول ” إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ؛” يجمع المفسرون على أنها نزلت بحق علي بن ابي طالب “عليه السلام”، لتبرعه بخاتمة لمن سئلة وهو ساجد، والولاية تعني من ضمن ما تعني طاعة الولي، أيضا بإجماع المفسرين واللغويين، لكن الأمة المتأسلمة؛ تصر على عدم وجود وصية أو نص يؤكد؛ أن الله ورسوله، لم يحددا خليفة بعد رحيل الرسول الكريم إلى بارئه.

غدير خم؛ الموضع الذي اجتمع إليه المسلمين، بدعوة من الرسول الكريم بعد أداء حجة الوداع، وأوصى بالنص؛ “من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وانصر من نصره واخذل من خذله”، نص واضح وصريح لا يقبل اللبس، لكن الأمة المتأسلمة، غيرت معنى المولى، بطريقة مضحكة مبكية.

العقل يقول؛ أن آل بيت الرسول الكريم، كانوا خير قادة للأمة، تلجأ إليهم في أحلك واشد التحديات التي توجهها، وتعرف أنهم مصداق لكل حرف في القرآن الكريم، وتطبيق واقعي لكل مفصل من مفاصل الرسالة الإسلامية، لكن الأمة المتأسلمة غيبت عقلها، لأجل أن تبقى على جاهليتها الأولى.

الواقع يفضح التنظير، ويظهر حقيقة الأقوال عندما يحين موعد الأفعال، علي بن ابي طالب (عليه السلام) ومن بعده أبنائه، وضعوا أسس بناء الدولة، حتى كانت دولة الكوفة في زمان أمير المؤمنين، أحسن وأفضل وأرقى نموذج في تاريخ الإسلام، في مناحي الحياة، واحترام الإنسان، لكن الأمة، التي اعتادت أن تفكر في أذانها، تصر أن لا تكون في أسفل قائمة شعوب الأرض.

إذن؛ لم الاستغراب من إسلاف تلك الأمة المتأسلمة اليوم، توالي عدوها، وتحارب نقاط الضوء في بعض زواياه، هل هناك أي غرابة عندما تضع الأمة المتأسلمة يدها بيد الصهيونية، لحرب لبنان ومقاومته الإسلامية؟! هل هناك غرابه أن تصفق الأمة لمن يحاصر ويتآمر على الشعب الفلسطيني؟! هل موقف الأمة وتحريضها للغرب ضد الشعب السوري واليماني يثير التساؤل؟! غريب أن تقف الأمة بوجه كل محاولة تهدف للانعتاق من ذل التبعية للغرب والاستكبار.

منطقي أن نرى الأمة تزحف إلى حتفها سريعا، بعد أن نشرت ثقافة الطائفية والتشدد، لتظهر داعش والقاعدة والنصرة، وسواها تهدد الكراسي الخاوية والشعوب الجاهلة المتجاهلة، لا ننتظر من امة رفضت خلافة وصي الله ورسوله، أن تقف يوما إلى جانب المطالبين بعزتها وكرامتها.

مناسبة “من كنت مولاه”، فرصة لينفض أتباع الولاية المحمدية العلوية الحسينية، أيديهم من شراذم علقت بأمة الإسلام، ليبايعوا إمامهم وصي الله ورسوله، وخليفته المنتظر أمل أتباع من “كنت مولاه”، المراجع العظام، الحشد الشعبي المقدس، قادة المقاومة الإسلامية في أرجاء المعمورة…