إنكشف الملعوب وبانت الحقيقة فمجلس النواب سحب التفويض الذي منحه للسيد العبادي .بعدَ أن زالَ الرعب الذي عاشه أعضاء هذا المجلس عندما إنتفض الشعب ,كلُّ الشعب مطالباً بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين . حينها صوت كل النواب مُرغمينَ وجلُهم فاسدون على الأصلاح ومحاسبة الفاسدين وإبعادهم .وتسليمهم للقضاء ليرى كلمته فيهم .فمُيِّعت القضية وبرد الموقف.وعادت حليمة لعادتها القديمة.والخاسران هما الشعب والسيد العبادي الذي شارك في المؤامرة أوخُدِع, فخسر تأييد الشعب و المرجعية الدينية العليا . فأصبح العبادي كالملاكم الذي ضَيَّقَ عليه خصمُه وحشره في الزاوية. يكيل اللكمات لوجهه وتحت الحزام, بعدَ أنْ خارت قواه وفقدَ زخمَ وقوةَ الهجوم ولم يعد متمكنناً من حماية وجهه.
لم يستغل السيد العبادي بجرأةٍ مطلوبة فرصةَ الحظ التي هيأها له القدر, عندما أُسند له منصب رئيس مجلس الوزراء. ولم يحققْ شيئاً من المجد والنجاح المرجو, أو بعضٍ من أماني ومتطلبات الشعب .
ووقع في الأخطاء التي أرتكبها منْ سبقه,في الغوص في وحلِ المحاصصة وعدم التمحيص والتدقيق في مستشاريه والوزراء الذين إستوزرهم . فلم يلمسْ الشعب تغييراً حقيقياً في منهج السلطة من حيث القضاء على الفساد وتحقيق الأصلاح في أجهزة الدولة والعملية السياسية الفاشلة .ولم يتمكن من إحراز نصر عسكري حازم على الإرهاب.فظل يدور في حلقة مفرغة من الأحاديث الأعلامية المضلِلة وجعجعةٍ بلا طحين دونَ مقدرةٍ على إنجاز أي وعد من وعوده.
وجاءت ضربة الحظ الثانية عندما خرج المتظاهرون بالآف وفي كل شبر من العراق طالبين الأصلاح ومحاسبة المفسدين .وفوضه الشعب إجراءالأصلاحات والتغيير اللازم .ودعمته المرجعية العليا.ولكنه تهاون في كل شيء وتردد, لا بل أخطأ التصرف بقراراتٍ غير مغطاة بسند
قانوني ودون أخذ موافقة مجلس النواب .علماً إن مجلس النواب بكامل أعضائه كانَ يرتجف مرعوباً أمام الجماهير الغاضبة الساحقة التي طالبت بالأصلاح وكانوا مستعدين لكل إجراء. لم يفلح السيد العبادي بسببِ تردده وأمية مستشاريه من إصلاح القضاء أو إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية فهم لا يزالون في السلطة وعلى عينك يا تاجر.
حينما كانت الجماهير على أهبة الأستعداد للتوجه للمنطقة الخضراء وإقتلاع الفاسدين من جذورهم, كان المفترض بالسيد العبادي أن يستغل الفرصة ويحل الوزارة الركيكة المشوهة المترهلة المبنية على المحاصصة.ويشكل وزارة كفاءات من التكنوقراط ,بعيدة كل البعد عن كتل الفساد والأرهاب والفتنة.ولم يكون هذا صعباً عليه وإنما سهل المنال. لأن جموع الشعب تسانده في هذا وكانت مستعدة لأجتياح المنطقة الخضراء.كان المفترض به الإستقلال السياسي أو تجميد علاقته الحزبية على الأقل وعزل كل المستشارين السابقين وتعيين العدد القليل من ذوي الأختاص والعلم والمعرفة.إلا إنه مع الأسف بقيَّ حبيس ماضيه.ولم يكنْ على قدر المسؤولية ولم يستغل ضربات الحظ مع الأسف.ووضعه الله أمام إمتحان أصعب هو تفشي الأمراض والفيضانات الناتجة عن تهدم شبكات تصريف المياه لقدمها وللفساد الذي شاب أمانة العاصمة والبلديات والدوائر الخدمية.فهكذا المتردد تأتيه الصفعات من كل حدبٍ وصوب.وهو فاقد العزم والحيلة تأخذه الحيرة ومآبه الفشلٌ ثُمَّ الفشل. ولكن أمامك سيدي فرصة أخيرة و قصيرة. وهي أن تبدأ فعلاً بحل الوزارة كخطوة أولى, معلناً للشعب عن الأسباب الحقيقية بكل صراحة. محملاً الكتل السياسية كل النتائج وأسباب الفشل. وتعلن إستقلاليتك السياسية أو تجميد عضويتك الحزبية وتتقدم لمجلس النواب بمشروع تعديل لقانون الأنتخابات.لسحب البساط من تحت أقدام كتل الضلالة والفساد والفتنة سارقي قوت الشعب وأمواله,ومن ثمَّ حل هذا المجلس وإجراء إنتخابات نيابية جديدة.وإلا فأنصحك إن بقيت على هذه الحال فتَنَحَّ وإرحل فرحيلك أفضل وإترك الحكم لمن هو أجدر منك , قبل فوات الأوان وخسارة كل شيء.فقد إنكشف الملعوب