23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

إنقلاب في تركيا وعاطفة كردستانية ملتهبة …!!

إنقلاب في تركيا وعاطفة كردستانية ملتهبة …!!

في الليلة التي اعلنت عن حدوث عملية الأنقلاب الفاشلة في تركيا ‘ لاحظت انه وفي هذه المنطقة التي نعيش ضمنها ( الشرق الاوسط ) لم تنفعل الد اعداء الحكم التركي الحالي فرحاً كما انفعل اهلي ( الكرد ) عموماً وهذا الجزء من كردستاننا ( الجنوبي-العراق ) حيث انطلق الافراد والجماعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يبدؤون فرحهم الغامر و ينعتون ( أوردوغان ) باِشد الكلمات : ( الديكتاتور ‘‘ العنصري البغيض ‘‘ الحليف المخلص لداعش الارهابي …..ألخ ) الى ان وصل الحال بأحدهم اطلق من خلال صفحته الخاصة نداءً عاجلاً الى الكرد في كردستان الشمالي بالذهاب الى سجن امرلي وكسر اسواره واطلاق سراح : ( الاسد !!! اوجلان …!! )
احد زملائي الصحفيين ‘ رغم معرفتي له بانه ذكي و يبحث عن الموضوعية ‘ إلاانه وفي تلك الليلة جرفه تيار الانفعال و كتب شتاءم ثقيله الى اوردوغان حتى وصل الى انه توقع شنقه قريباً ..!! ولانه صديقي كتبت له بعد التحية ( على كيفك اخي ولاتستعجل هكذا …!! ) … كمواطن بسيط في هذا المجتمع و لي تجربه متواضعة في العمل الصحفي ‘ افهم دوافع انفعال اهلي الكرد عندما يفرحون بسقوط اي نظام في تركيا ‘ لان اي من تلك الانظمة لم ينصف الكرد كقومية له الحق بتقرير
المصير ‘ ولكن ارى مع الاسف عندما يكون اي انفعال من هذا النوع ينطلق من العاطفة فقط دون اساس فكري وعملي ملموس مساند له ‘ لايؤدي الى اي نتيجه سوى الى ضياع بضعة ايام من الانفعال و في النهاية عندما يرى انه لم يستفيد سوى ( الأنفعال …!!! ) يرجع الى وضع القهر النفسي من الجديد ….!!!
عندما اسقطت تركيا الطيارة الروسية ‘ تعجبت كيف سمح احدهم لنفسه ان يكون ناطق بأسم فلاديمير بوتين ‘ بنشر كاريكاتير يظهر بوتين يضرب (جلاق …!!! ) على خلف اوردوغان ويكتب تحتها في صفحته الخاصة في الفويسبوك قائلاً : ( ان الرئيس الروسي اتصل بقادة الكرد وابلغهم بأستعداد الجيش الروسي اذا طلبو هم للتدخل وتحرير كردستان التركي …) … كتبت في حينه مقالاً ونشر في اكثر من موقع طلبت من ( المتحمسين ..في الهواء الطلق ان لا يخدوعون الناس بنفخات بوتين الفارغة ولايخوفون الناس ايضاً بعصبية اوردوغان الفارغة ايضاً …. وضحوا الامور لاهلكم بالواقعية …!! )
حسب فهمي المتواضع ‘ وقراءتي للاحداث ‘ اعتقد ان احد الاسباب الرئيسيه لمأساة الانسان الكردي ان سياسينا يتطلعون في اكثر الأندفاعات الحادة في حياة شعبهم الى خارج ارادة الارض والانسان الوطني ‘ اما الناس الطيبين سلمو حظهم الى عاصفة العواطف ‘ وعندما يبداء فوران اي حدث من حوله يفور هو دون سند من الارادة المتماسكة … وعندما يخفت الفوران دون ثمر له .. ينتقل الى مرحلة اخرى من الكبت … والله اعلم