23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

إنقاذ (الجراو) أم انقاذ البشر ؟!

إنقاذ (الجراو) أم انقاذ البشر ؟!

لننظر الى اين وصلت القيم الانسانية في مجتمعات غير مجتمعاتنا ، واعني بذلك المجتمعات الغربية غير العربية والاسلامية ، والتي ينظر اليها الكثير مننا بعين الشك والريبة ، وينعتهم باشكال النعوت ، منها قول البعض : انهم كفرة ، ملحدين ، لا دين لهم ، لا يصومون لا يصلون ، لا يقرون بوجود رب ، والى غير ذلك . لكن أن هؤلاء قد وصلت درجة الانسانية عندهم الى القمة .
   والذين ذهبوا الى تلك المجتمعات ورأوا بأم اعينهم ، فلديهم صورة واضحة  عنهم اكثر مني ، انا الذي لم  اسافر الى اي بلد عربي فضلا عن الاجنبي ، لكن من خلال متابعة الاخبار وما تبثه العديد من وسائل الاعلام المختلفة صارت لدينا صورة واضحة عن تلك المجتمعات ، واتذكر ، في هذا السياق قول الشيخ محمد عبدة ، شارح كتاب نهج البلاغة ، : (وجدت الإسلام ولم اجد المسلمين) ، وذلك عندما زار فرنسا في القرن التاسع عشر وشاهد العدالة وحقوق الانسان والمساواة سائدة فيهم ، وعاد الى بلده مصر وشاهد الركود الاقتصادي والفاقة والفوارق الطبقية في طريقة العيش فاكمل قوله (وجدت المسلمين ولم اجد الاسلام) .
وهذا اكبر دليل على أن الغرب يطبقون بنود الاسلام الصحيح ، وهم ليسوا بمسلمين ، ونحن مسلمون ونخالف كل ما جاء به الاسلام !. فالشيخ يريد أن يقول أن الغرب هم افضل مننا ، ويمتلكون حس انساني اكثر مما نمتلك نحن ، حتى بخصوص الحيوان فضلا عن الانسان .
   ودعونا نقرأ هذا الخبر الذي يقول :” أنقذ فريق من المختصين في محافظة روستوف الروسية جرو كان أدخل رأسه في غطاء أباجورة بلاستيكي وعلق داخله. ويضيف الخبر جرت عملية إنقاذ الجرو وتخليصه من المأزق الذي وقع فيه بعد أن أحضره صاحبه إلى المركز المختص حين عجز عن تخليصه بنفسه . وافاد الخبر تمكن المختصون من قص الإناء ، وأخرجوا الجرو من محبسه ليعود إلى طبيعته بين يدي صاحبه الذي لم يتخل عنه ، وعمل على تخليصه مما أوقع نفسه فيه، ولعله الآن تعلم الدرس ، وبات أكثر حذرا في فضوله”
    والحمد لله على سلامته ، وله طول العمر ! .
    ولو حدث مثل هذا لدينا في المجتمع العربي ، وبالخصوص في العراق ، ولا اقول في غير العراق ، هل ينقذون هذا الجرو ؟ أم يقتلونه ويضحكون على صاحبه . الآن وفي كل يوم يقتل عشرات البشر من العراقيين ، اما بالعبوات واما بالنفخخات ، واما بالطرق الاخرى المعروفة التي لا يجهلها احد من الناس .
    وبالمقابل رأينا السيدة ميركل (حفظها الله ورعاها ! ) كيف تبكي على طفل مات غرقا في المحيط وهو في طريقه مع ابويه مهاجرين الى ارض (الكفر) حتى يعيشوا بأمن وامان . لأن مجتمهم العربي الاسلامي صار خطرا عليهم ، ففظلوا تلك المجتمعات على هذه المجتمعات ، ورحم الله محمد عبدة ، لأنه شخص الحالة ، ونزل على الجرح .