18 ديسمبر، 2024 9:51 م

إنقاذا للأجيال القادمة اجعلوا مدارسنا جاذبة جذابة

إنقاذا للأجيال القادمة اجعلوا مدارسنا جاذبة جذابة

ونحن نتأمل مدارسنا وهي على أبواب العام الدراسي الجديد نجد ان اغلبها طاردة لكونها تتراوح بين القديمة المتماسكة وبين المتهالكة الايلة للسقوط ،اوالطينية التي تحيطها الشوارع الترابية ، او ما هو منها على شكل كرفانات او حاويات للمواد ، او ان بعضها تحيط به العشوائيات او ان العشوائيات أقيمت على جزء من مساحاتها ، ونادرا ما تجد مدرسة قد اعشوشبت ساحاتها او شجرت اسيجتها ، والبعض منها يبدو للناظر اشبه بمكان مهجور ، وأن الكثير منها يعاني تأكل حماماتها ومرافقها الصحية ، او ان بعضها لا تتوفر فيه المياه الصالحة للاغتسال والشرب، ولو اراد اي منا التجول في مدارسنا المحاذية للمدن او مدارسنا الريفية لوجد ان اغلب صفوفها لم تنظف منذ زمن طويل او ان بعض زجاج النوافذ قد غادر مواقعه لأسباب مجهولة ، وكذا ينطبق التراجع على السبورة والرحلة ووسائل الايضاح . وان هذا التراجع والاهمال مزمن ، ولكن بعد العام 2003 زادت اوضاع مدارسنا سوءا ونال منها الفساد وطرا ، ولعل من يقول ان حالها حال مرافق الدولة الاخرى ، وأرد على هذا القول ، بالجواب التالي ان تخصيصات وزارة التربية للعام 2021 كانت 2،36 ترليون دينار ، وأن الموازنة العامة للدولة كانت 128 تريليون دينار ، أي ان حصة الوزارة المخصصة لتعليم الاجيال اقل من 2 بالمئة . وأن تخصيصات الرئاسات او مصاريفها وبذخها او بعض الدوائر الترفية كانت مخزية امام التقصير الذي يصيب التربية ، لان الكثير من هذا المخصص القليل سيسرق، وأن الوزارات الخدمية والبلديات لا يهمها واقع المدارس المزري ، وأن مدراء النواحي ومن قام مقام الدولة والمحافظين كل منهم لاه بالسياسة وسوق النخاسة وليذهب ابناؤهم إلى المدارس الأهلية ما دامت أموالهم لا تعد ولا تحصى من المال الحرام .
ان وزارة التربية هي غير الوزارات الاخرى ، هي وزارة بناء الاجيال بحاجة إلى وزير شريف واب حقيقي لا تنتجه المحاصصة الرخيصة ، ولا تدفعه الى المنصب الرغبة بالترؤس، ، انها بحاجة لوزير لا يلاحق دوائر وزارته من أجل ان ينجح أخيه الراسب في الامتحان، او وزير يدفع بالسكت المنتهي الصلاحية لأطفال العراق المنكوبين او وزير يترك المدارس وهي على شكل أشكال هندسية حديدية صماء او وزير يغيير المناهج من اجل اعادة الطبع والكسب الحرام ،، أننا بحاجة لوزير يجعل من مدارسنا جاذبة لا طاردة مدفأة لا قارصة البرد مبردة لا شديدة الحرارة ، مدرسة إدارتها تلامس مشاعر الاطفال وتغدق عليم من أموال بلدهم السائبة لكل من هب ودب على أرض العراق المنكوب بحكومات أمية لا تفهم معنى تربية الاجيال ، بل همها الفساد وجمع المال ، مرحبا بعامنا التربوي الجديد مدارسنا بأسوأ حال ، والله المستعان ومنه نطلب تغيير الحال…