23 ديسمبر، 2024 4:00 م

إنفراط عقد أميركا – إيران حيال العراق وسورية؟

إنفراط عقد أميركا – إيران حيال العراق وسورية؟

فهمت من حديث الهمس الدبلوماسي التالي:

نلحظ إنفراطاً لعقد التحالف الأميركي- الإيراني حيال العراق وسورية. سببه: إعتقادهما الخاطئ بأن إتفاقهما على حل غامض يمكن أن يرى النور وسط الظلام العراقي والأكثر منه عتمةً نظيره السوري. عناصر الأزمة يصعب إحتواؤها بمشروع أو لقاء يجمع الشخصيات والمتناقضات. ومعهما يصعب منع الوضع من الإنفجار والتفجير إلا في حال سحب أدواتهما المحلية المؤتمرة بالخارجية.

واشنطن وطهران تجسان النبض وتريدا كسب الوقت. لم يعد الوضع العراقي والسوري محدداً بمصير نظام “المالكي، الأسد” والإتفاق على صفقة سرية أُخرى. الحل السلمي أصبح من الماضي. التسوية فرص نجاحها ضئيلة. (لقاء بغداد التصالحي) ومؤتمر (جنيف2) يشبه (عجوزٌ شمطاء) مجردة القرار والعواطف يخفي عيوبها زيادة المكياج.

نظاما الأسد والمالكي يستحضران عناصر صراع تأريخي بين (علي) و(معاوية). إنتصرا به على أعداءهما في فترةٍ معلومة. سيقتلهما في لحظةٍ مجهولة (العلاج بالسُم). نبش هذا الصراع من قبره في العراق ونقل رفاته الى سورية هي الكارثة بعينها.

تقف خلف هذا الصراع (أميركا وفريقها) و(إيران وفريقها). إنه صراع بين السنة والشيعة. بديلُ الصراع العربي الإسرائيلي. صراعٌ بين الإخوة الذي يريح الأعداء. من خلف الشيعة مشروع طهران بحثاً عن دور إقليمي تأخذ فيه حصتها. ومن خلف السُنة نظام يدافع عن بقائه في تركيا والخليج العربي.

ينتظر على مذبح الديمقراطية ما بعد سورية والعراق (تركيا والخليج). المال والنفط لايعطي إستقراراً. يشتري الوقت فقط. تركيا والخليج يعنيان كثيراً لواشنطن والغرب. يصعب تصور حل على حساب المصالح أو بشراكة روسية جديدة عبر طهران. إيران شريك غير مؤتمن لموسكو وواشنطن لأن نظامها الديني- المذهبي يظل نقيضاً لكل الأنظمة .

إيران مستعدة لمقايضة الأسد لقاء بقاء المالكي في السلطة. المالكي يغذي نظامها الديني الرجعي في العراق. نظام المالكي يبقي إيران على تماس مع إسرائيل عبر حدودها الأُردنية. وعلى أكتاف (النفط) السعودي الكويتي جيران العراقي. مصالح إيران في الشام يحرسها الأسد وبغيابه (ديونها) بذمته. وحاجة النظام البديل لدعم إيران لمواصلة كذبة تحرير (الجولان) التي تكسب أي نظام سوري شرعية البقاء. 

ردود الفعل الأولية في باريس ولندن أن الإتفاق بين واشنطن وموسكو يجب أن لايشمل طهران. أو على أقل تقدير لا يهبها مالا تملك من أوراق وأدوار. ممكن أن يكون مجرد كسباً للوقت ريثما تتوفر ظروف أفضل لحسم الأمر. واشنطن لأوروبا والخليج وتركيا.. تقول: سئمنا وحشية نظام الأسد والمالكي. يقاتل دفاعاً عن بقائه ومازال مستعداً لمزيدٍ من الخسارة والمقامرة والمغامرة بخيرة الشباب الذي يمتح من بئر الطائفية دفاعاً عن علي ضد معاوية. طهران بلسان موسكو تقول: النظام يملك الشرعية وتقدم مشروع مشاركة مع المعارضة عبر حكومة دمشقية مجردةً من صلاحياتها الأمنية والعسكرية والمالية شبيهة لوضع (صالح المطلك مع المالكي) و(ميدفيديف مع بوتين). يبقى الخوف مما هو داخل الإتفاق ولم يعلن، ومما هو بعد الإتفاق ومازال مجهولاً لن يمنحه فرصة البقاء. معارضوا الأسد والمالكي يقولون: باعتنا واشنطن ويبكون. بعض أهل السلطة يقول: باعتنا طهران وموسكو ويضحك.  
المراقبون يسألون: هل هذا الإتفاق مجرد تسوية موقتة أو تبرير لعدم التدخل، ومادور (إسرائيل والجوار العراقي السوري) في صياغة الموقف الأميركي؟

تعليق: الصلاة خلف (علي) أقوم. والطعام على مائدة (معاوية) أدسم؟!