23 ديسمبر، 2024 4:41 ص

إنـمـا الإعـدام بالـنـيـات

إنـمـا الإعـدام بالـنـيـات

صاحب الأسطر يتعامل مع صدام حسين على أنه رجل دولة كغيره من رجالات الدول.. لايعبد ولا يلعن .. له ماله وعليه ماعليه .. والغرض من الأسطر .. لاتكفي النية للتعامل مع الناس .. ناهيك عن إعدامهم بسبب النية .. وصدام حسين جاء ذكره في سياق المثال .. ويمكن للقارئ والناقد .. أن يتابع القصة أدناه.. ثم يختار المثال الذي يعجبه .. وعايشه .. 

قال منذ 04 سنوات، وبدون سابق إنذار: صدام حسين كافر .

قلت: نعوذ بالله من ذلك، نحن لانكفّر أهل القبلة.

قال: علماء الحجاز هم الذين كفّروه.

قلت مستغربا: ولم؟.

فأجابني والبسمة تعلو محياه: إنه كافر،لأنه كان ينوي هدم الكعبة.

قلت: أيعقل هذا. أيكفّر لأنه نوى .

عربد وأزبد، وثار في وجهي قائلا: هل جننت ، كيف تناقش علماء الحجاز.

إنه كافر ، لأنهم قالوا عنه كافر ، ويجب علينا طاعتهم في كل شيء وبدون أدنى مناقشة.

 وبقيت ردحا من الزّمن، تحت صدمة التّكفير، إلى أن تراءت لي صورة الرئيس العراقي، صدام حسين.

ورأيته، يقف أمام الذين أعدموه، يطلق عبارات التهكم والاستهزاء، وهم يجرونه جراّ إلى حبل المشنقة، ليلة عيد الأضحى .. فتهتز القاعة لطلقاته، فتثير فيهم الرعب والفزع، كأنه هو من نصّب لهم الحبل.

فيتقدم بخطى ثابتة مسرعة، ليعتلي منصة الإعدام، ويوضع الحبل على رقبته، ويَشهد ويشهد العالم أجمع، أنه قال، وبصوت قوي تهتز له الجبال:

لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..

ورددها مرّتين متتاليتين، بدون أن يتلعثم، ليعلم الذين أرادوا تصغيره، بأن نطقه للشهادتين وبشهادتهم، كان رفعة لهم من حيث أرادوا له الصّغر، وقمة من حيث أرادوا له سفح الجبل.

وقد تعلمت في السنوات الأخيرة، أن النطق بالشهادتين، لاعلاقة له بعلم ولا معرفة..

فهي حالة لايتحكم فيها المرء تلك اللحظة في ما يجري على لسانه، أو تقوم به حركاته، فيخرج مابداخله وما كان يعتقده ويخفيه عن أعين الناس منذ سنوات، بدون أن يكون له دخل في ذلك، فهو إن كان ..

 يعشق الدينار والدرهم.. نطق بحب المال.

وإن كان يهوى الكأس والسيقان.. كان آخر كلامه ماكان يهوى.

وإن كان على تقى وهدى .. نطق بالشهادتين، وإن الدنيا لم تمنحه أية شهادة.

بهذه البساطة، يكفّر من شهد له الكون، ومازال، أن آخر كلامه، كان:

لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله

وفي نفس الوقت ، يقال عن  الحاكم الأمريكي بريمر، بعد الغزو الأمريكي للعراق، أنه ولي أمر المسلمين !!، يجب طاعته، وإن جار!!.

وأنه يجوز الاستعانة بالكفار، فكانت الفتوى التي غزا فيها الأمريكان وأصحاب الصلبان..  بغداد الرشيد، وعراق دجلة والفرات.