18 نوفمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

إنـدثـار و ولادة

قد يستصعب بعض القُراء الافاضل إستساغة بعض الكلمات والمصطلحات الواردة في هذا المقال، لذا أرجو المعذرة مُقدماً
بعد 9/4/2003، ظهرَ على المسرح السياسي العراقي عدد كبير جداً من البهلوانات والقرقوزات، ليس لإدخال البسمة على شفاه المواطن العراقي وإنما للضحك عليه،ففي فترة مجلس الحكم ظهرَ علينا رئيس الحزب الاسلامي العراقي (محسن عبد الحميد) محاولاً أن يجعل نفسهُ قائداً عراقياً فذاً، بالنهاية وضع جندي أمريكي بسطالهُ على وجهه وهو ممدد على الارض، وبعد ذلك تمت إزاحتهُ لصالح (طارق الهاشمي)،
وحتى لا يُقال ان العرب السنة لم يشتركوا بالعملية السياسية تم تشكيل جبهة التوافق وإشتركت بالانتخابات، وظهرَ لنا قرقوز أسمهُ (عدنان رجاج) ولكنه لم يكن فقط قرقوز وإنما كان يلعب على 60 حبل بوقت واحد وكان يستغل منصبه وإمتيازاته لكي يتجول في دول الاقليم يتسول الاموال لكي يضعها بجيبهِ المثقوب، وبنفس الوقت ظهرَ لنا قرقوز آخر جديد هو (محمود المخبل) تولى رئاسة مجلس النواب،
وكما يعرف الجميع كان أداء جبهة التوافق أسوء من أداء أي شيء آخر،  ولكن هنا يجب أن أقول أن جبهة التوافق هي التي أجلست (طارق الهاشمي) على كرسي (السيد النائب)، وطبعاً (طارق الهاشمي) إستحلى الجلوس على هذا الكرسي حتى لو كان يلبس ملابس قرقوز وهو يجلس عليه لأن المهم لديه هو أن يُنادى (سيادة نائب الرئيس)، ولم يستحي على وجهه ولا على إسم عائلتهِ عندما ظهرَ على شاشات الفضائيات وهو يخاطب الاف السجناء الابرياء في أقفاص الديمقراطية العراقية [أنتم أكثر أمانا هنا وأنتم جالسون في السجون].
أما بقية جوقة جبهة التوافق فقد جلس (رافع العيساوي) على كرسي منصب وزارة هوائية حيثُ تولى منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، وكانت ساحة عمله الدول العربية فقط لأن الدول الاخرى من نصيب (الدون جوان هوشيار زيبارو!!)، ومع هذا فقد كان (رافع العيساوي) أسوء قرقوز من مجموعة قرقوزات جبهة التوافق حيثُ كان يتهرب من مقابلة أبناء محافظته الانبارِ، وعندما تم منحه منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية كان عبارة عن شاهد زور على كل عمليات القتل الذي جرت ضد أبناء الشعب العراقي في ذلك الوقت،
وأذكر أنه تم وضع قرقوز آخر في منصب آخر، كبير بالاسم تافه بالحجم وهو (نصير العاني) الذي تولى منصب رئيس ديوان الرئاسة !
بعد أن وصل أولئك القرقوزات الى تلك المناصب دافعين العرب السنة الى إصطفاف طائفي لا يقل طائفية عن مجلس الحكيم وبقية الجوقة من الطرف الاخر، عرفوا أولئك القرقوزات (أعضاء التوافق) أن جبهتهم إنتهت جماهيرياً وإنها ذاهبة الى مزبلة التاريخ لذا قرروا أن يقفزوا من السفينة قبل أن تغرق بهم مثلهم مثل جرذان أي سفينة نتنة في القرن السادس عشر
و دارت الدنيا، وأكتشفَ هؤلاء القرقوزات (عند إقتراب الإنتخابات) أن العراقية هي الأفضل بعد غرق التوافق، وأكتشفوا (بالصدفة) أن أهداف العراقية قريبة من أهداف الاسلام المعتدل الذي يؤمنون به ! ولهذا قرروا أن يدخلوا في العراقية والسبب الحقيقي كي يحافضوا على المناصب التي أوصلتهم لها التوافق!
وحصلت الانتخابات، وكان السيد النائب (طارق الهاشمي) يحلم بكرسي أعلى مرتبة من كرسي (السيد النائب)، وهو كرسي رئيس الجمهورية العائد لضخامة الطالباني، وذلك لان ((اللفط والخمط)) فيه أكثر وأكبر، ولكن (طارق الهاشمي) لم يعرف أن هذا الكرسي محاط بدوائر حمراء كثيرة ولهذا فقد قرر أن يعود الى كرسيه القديم ليُعيد تمثيل دور القرقوز القديم، وسبحان الله الذي لا يعلم الغيب الا هو، لأن (طارق الهاشمي) لو كان يعرف أن المالكي ناوي له على (نية كشرة) وأن الطالباني هو من سيحميه من المالكي، فأنني متأكد من أنه لم يكن ليطالب بكرسي الرئيس لنفسه أبداً.
على كل حال أنا أعترف بأنني لست على إطلاع بماذا كان يحلم (العيساوي) و (صالح جداحة) أو صالح المطلك أو (النجيفي)،
والغريب بكل الموضوع أن هناك أطباء عالميين أكتشفوا ان العراقيين ذاكرتهم ضعيفة جداً! لانهم نسوا أحداث أول أربع سنوات من عمر العملية السياسية، ولأنهم نسوا وجود 400 الف معتقل في سجون الدولة، ولأنهم نسوا بمطالبتهم بمعرفة نتائج تحقيقات مئات الحوادث المأساوية منذُ 2003 الى اليوم، وبسبب فقدان الذاكرة عاد العراقيون وإشتركوا بالانتخابات منتخبين القائمة العراقية وكأن العراقية قدمت لهم شيء على مدار أول خمس سنوات من عمر العملية السياسية
ولكن ماذا عن بقية أعضاء العراقية اليوم؟!
لقد خذل قادة العراقية اليوم جمهورهم، هكذا بكل بساطة لانه لو كان فيهم واحد فقط شريف وأبن عائلة لما كان رضي أن يدخل في حكومة شراكة تفوح منها رائحة القتل والطائفية والاقصاء والسجون، وكان هذا الشريف قد رضي بأن يجلس في كرسي المعارضة بالبرلمان ما دام غير قادر على إستلام المسؤولية الأولى في الدولة العراقية،
وأعضاء العراقية كلهم يلهثون لهثاً وراء المناصب فاذا لم يحصلوا على واحد منها إتجهوا الى الفوائد المادية ولا شيء غيرها ضاربين بعرض الجدار كل وعودهم الإنتخابية،
ولهذا فأنني أريد أن أصل الى نتيجة من كل كلامي هذا فأقول:
سينفرط عقد القائمة العراقية وهي زائلة كأختها التوافق الى مزبلة التاريخ لأن العراقيين سوف يستيقضون هذه المرة ولن ينتخبوا العراقية ولا قادتها مرة أخرى،
لانهم سئموا من الوعود،
سئموا من الوجوه المكررة،
سئموا من الشهادات المزورة،
سئموا من التسقيط والاعتقالات الكيفية،
سئموا من النفوذ الايراني الذي يحكم كل العراق،
سئموا من إمتهان الكرامة من قبل المليشيات الطائفية،
سئموا من اللحى السوداء أو البيضاء القذرة
سئموا وإنتهى الامر
والان يولد فجر عراقي جديد، مولود عراقي بأمتياز،
تيار سياسي مستقل، ليس لديه إرتباط بأحد،
قادته مثقفين عراقيين، دينهم العراق، قوميتهم العراق، طائفتهم العراق، لا غرض لديهم بكرسي أو بسلطة زائلة ولا بمال سُحت حرام لماذا؟ لانهم بكل بساطة أبناء عــوائل، عيونهم مليئة وليست جوعانة
شهاداتُ تخرجهم حقيقية وليست مزورة، ثقافتهم عالية، يحملون هموم وطنهم الجريح، يُساندهم في توجهاتهم البسطاء والمحرومين من أبناء هذا الشعب المسكين، 
الى كل العراقيين نُبشرهم بولادة البديل لكل الموجودين في العملية السياسية المتهرئة
تــــيـار ” أنا عراقي” وسيلة لانقاذ العراق مما هو فيه
[email protected]

أحدث المقالات