إنسحابٌ تكتيكيٌ أم تغييرٌقواعد اللُّعبة..!!!

إنسحابٌ تكتيكيٌ أم تغييرٌقواعد اللُّعبة..!!!

أثار الإنسحاب الأمريكي السريع من العراق،إندهاش الكثير من المتابعين والمحللين والمراقبين،وزاد هذا الاندهاش، تصريحات المتحدث أمريكية ،حول عودة داعش الى العراق،فماهي هي حقيقة الإنسحاب الأمريكي من العراق، وماهي فرص عودة داعش بعد الإنسحاب، وهل هذا سيناريو أمريكي جديد،أو هو تغيير في قواعد اللعبة في المنطقة ،إستكمالاً لما جرى في سوريا ولبنان وغزة،هذه الاسئلة التي تشغل وتقلق الشارع العراقي،إبتداء أجابت حكومة السوداني، على فرّية عودة داعش الى العراق، ونفت الخطر جملة وتفصيلاً ،على لسان الناطق بإسم القائد العام للقوات المسلحة،(التنظيم أصبح مشلولاً،وتنظيم داعش لايشكّل خطراً على العراق ،والجيش على أُهبة الإستعداد)، يأتي هذا التصريح وسط صراعات سياسية، داخل الاطار التنسيقي وخارجه، حول التصويت على قانون الحشد الشعبي، بعد تبليغ حكومة السوداني والإطار، رسالة أمريكية ،شديدة اللهجة وتهديد مباشر،عبر القائم بأعمال السفارة ببغداد،إذا صوّت البرلمان على قانون الحشد الشعبي، سيعرّض العراق فوراً الى حصار نفطي واقتصادي ومالي بالدولار،وستنهار بعده حكومتكم بإسبوع ،هذا التهديد سبقهُ تهديد آخر هو حلّ الحشد الشعبي ،ونزع سلاح الفصائل الولائية ،جاءت هذه التهديدات وسط عاصفة من الأخبار التي تؤكد(عودة الحرب على إيران)، وإستعدادات وإستحضارات إسرائيلية عسكرية وإيرانية ، وإحتمالية إندلاعها بين لحظة وأخرى، حسب التكهنات ومجريات الاحداث السياسية وتسارعها، التي من ضمنها المحادثات الروسية – الاوكرانية ،برعاية الرئيس ترمب، وإصرار أمريكي –أوروبي – اسرائيلي دعم الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله ، وضربة قاصمة لأنصار الحوثي ،يضاف الى هذا الإنسحاب المفاجيء من العراق، وإطلاق تهديد وتخويف أمريكي، من عودة تنظيم داعش الى العراق،يرسل رسالة واضحة ،أن هناك ضربة إسرائيلية حتّمية للفصائل الولائية في العراق، تأجلت بسبب تواجد قوات عسكرية أمريكية ،في قواعد داخل العراق، وما الإنسحاب إلاّ اعادة تموضع وإنتشار أمريكي في المنطقة ،لإتاحة الفرصة لإسرائيل تنفيذ هجومها على الفصائل،كما حصل في صنعاء قبل يومين،لاسيما وأن اسرائيل أعلنت أكثر من مرة ،(أن قصف الفصائل الولائية لتل ابيب ومدن اسرائيلية لن يمر بسلام)،اليوم الشرق الأوسط كله، أمام تحولات دراماتيكية ،فالأوضاع في سوريا مقلقة وفوضى أمنية ،والتقسيم يطل برأسه هناك،وفي لبنان الأوضاع تزداد ضبابية وخطورة نحو حرب اهلية بين الجيش وحزب الله، الذي يرفض نزع السلاح ، ويرفض تنفيذ قرارات دولية بذلك، وفي اليمن أنصار الله تقصف أسرائيل بالصواريخ ،مما يقلق العدو الصهيوني ويسمح ويبررله بقصف مدن وموانيء اليمن، كتبرير منطقي،ثم الوضع الأسوأ في العراق، حيث الصراع السياسي بين الكتل، ومعركة الإنتخابات المقبلة، وسوء وفشل حكومة السوداني بتوفير الخدمات والكهرباء، وعدم التصويت على الموازنة ،وإفلاس شديد في تنفيذ المشاريع الكبرى وتوزيع رواتب الموظفين،وخطر السلاح المنفلت ،والفوضى التي يسببها في الشارع العراق، والذي يمنع تطبيق القانون ،والمواطن يعيش بقلق وخطر غياب القانون، وتهديد السلاح المنفلت له،هذا المشهد الذي تعيشه المنطقة،يضاف له الحرب المرتقبة ،بين العدو الصهيوني وإيران، مما يدخل المنطقة كلها في حرب لانهاية لها،خاصة وأن الفصائل المسلحة الولائية العراقية ، والإطار التنسيقي يرفضان حلّ الحشد الشعبي ونزع سلاح الفصائل،نزولاً عند رغبة وأوامر إيرانية علنية ،وزيارة قاآني ولاريجاني لبغداد وبيروت، تؤكد هذا ،وأزاء هذا كله،يترقّب العراق والمنطقة، حدثاً وزلزالاً،عواقبه وخيمة على الجميع،وحرباً لانهاية لها،بسبب ذلك،ليأتي الإنسحاب الأمريكي ، ليضع الجميع في مواجهة الحرب،ولاطريق سواه،ويشكل هذا الإنسحاب التكتيكي الامريكي،تغييراً واضحاً في قواعد اللعبة، بعد أن بنَتْ امريكا لها في بغداد ،أكبر سفارة في العالم، وأنشأت أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الاوسط ،هي قاعدة عين الاسد في الانبار وحرير في أربيل،كما بَنتْ أكبر قنصلية في العالم في أربيل، إذن ماحدا مما بدا لكي تنسحب أمريكا من العراق ،بشكل مفاجيء ومريب،وتغادر بليلة ظلماء مطار بغداد وفيكتوريا  وقاعدة عين الاسد، وتتموّضع في قاعدة أربيل وحرير قرب المطار، وفي الاراضي السورية المحاددة للعراق،إذن هذا التموضع له مدلولات وتداعيات، وهو رسالة قوية، على حكومة بغداد وتحديداً الاطار التنسيقي فهمها ، وأن يدرك أهداف وخطر الإنسحاب السريع من العراق، قبل فوات الاوان، ويعلن موقفه الواضح ،من الإنسحاب خلال ثلاثة أسابيع، لاسيما بعد أن لوّحتْ أمريكا بورقتها (عودة داعش وخطره على العراق)، وبالمناسبة الإنسحاب يعني ايضا ، ترك سماء العراق مكشوفة للطيران العسكري، ومنع تزويد الطائرات العراق بالمعلومات والرّصد الجوي، وكشف سماء وأرض العراق، لكل من له أهداف في العراق،هذا هو الهدف من تخويف حكومة السوداني، من عودة داعش، وتعرف أمريكا وتدرك أن الجيش العراقي ، ليس له القدرة على مواجهة داعش ،وهو مسلوب القوة الجوية،التي غالباً ما تحسم المعارك مع العدو،فالجيش لايكفي لمواجهة داعش، بدون غطاء جوي، يربك العدو ،خاصة وأن داعش غير منظّم ويخرج من الأنفاق، والكهوف والحواضن القريبة من الحدود والصحراء وغيرها، فهو يقاتل بطريقة الذئاب المنفردة، التي تخرج من الأنفاق والكهوف في الصحراء، بإختصار، الإطار التنسيقي وحكومة السوداني، أمام استحقاقات امريكية لامناص منها، عليه تنفيذها بدقة وبسرعة وتحمل المسؤولية التاريخية، قبل فوات الاوان والتنسيق والتفاهم مع أمريكا ، وعدم الركض وراء سراب الاخرين ، وترك المعركة خارج العراق، فهو الحل الوحيد لنجاة العراق، من حرب مدمرة اخرى ينتظرها، نتيجة وقوفه مع إيران المهددة من العدو الصهيوني وأمريكا، بسبب أصرارها على تخصيب اليورانيوم ،وبرنامجها النووي العسكري،فالفرصة سانحة أمام حكومة السوداني، والتي فشلت هي والإطار في كبح جماح السلاح المنفلت، والتفاهم مع الفصائل ،ودمج الحشد الشعبي لتجنيب العراق حرب خاسرة، لاناقة له فيها ولاجمل،لايمكن للعراق الضعيف ،ولأي قوة في المنطقة ،أن يقف بوجه عاصفة ترمب ،وتغوّل العدو الصهيوني في المنطقة ،ونحن نرى مافعلته في لبنان وسوريا وغزة وايران في حرب ال12 يوم،أما العنجهية الفارغة، والتهديد الذي لايستند الى قوة عسكرية وتكنولوجيا معلوماتية،ولبس المرقّط بدل الزيتوني ،فهي جعجعة بلا طحين، على الإطار التنسيقي ان يحتكم للمنطق والعقل، ويخرج من عباءة التخندق مع ايران ، ويركن الى الواقع الخطير،الذي تعيش عموم المنطقة ، ولا تأخذه العزة بإيران، فهي لاتحمي أحد وتتخلّى عن حلفائها كي تنجيها من الغرق،ومثال لبنان وسوريا واليمن أمامكم،أمريكا مصممة على تنفيذ مشروعها التوسعي، بالقوة والدبلوماسية ،وتعمل على إفشال وهزيمة المشروع الايراني التوسعي الكوني، المسمّى( بالهلال الشيعي الفارسي)وبرنامجها النووي، ولو بالقوة العسكرية ،وقد فعلت بدعمها لإسرائيل في حربها الأخيرة ، وستكرر هذا ،بعد أن أنتهى عصر التخادم معها ،إذن نحن أمام قوة عسكرية أمريكية ناعمة ،تعمل على اخضاع المنطقة كلها لنفوذها وهيمنتها، لضمان أمن وتوسع العدو الصهيوني،وضمان امتلاكها النفط في الشرق الاوسط لتعزيز اقتصادها المنهار،نعم إنه إنسحاب تكتيكي لخلق واقع جديد ،ومنها التلويح بورقة عودة فرّية داعش للعراق،هكذا تغيّر أمريكا قواعد اللعبة في العراق والمنطقة بحربها الناعمة….!!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات