22 نوفمبر، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

إنزلق رائد فهمي ، فتلاشى الوطن الحر ، و تشرذم الوطن السعيد

إنزلق رائد فهمي ، فتلاشى الوطن الحر ، و تشرذم الوطن السعيد

هذا هو قدرنا ، أن نأتي الى الحياة لنعيش الاحلام الوردية ، في أن يكون لنا وطناً حراً و نكونُ شعبٌ سعيد
إنها أبجدية الحزب الشيوعي ، و إنشودته اليتيمة ، و سمفونيته التي ما برح يعزف على إيقاع أوتارها ، و هو يعرف أنها لاتتحقق و لن تتحقق من خلال جميع الاحزاب العاملة في الساحة العراقية ، و أن التجارب قد علّمتنا أن الحزب دائما هو فوق الشعب ، و أن مصلحة الحزب تتقدم على مصلحة الوطن ، و أن الغاية لديه تبرر الوسيلة حتى لو تطلّب ذلك إزهاق أرواح الآلاف من أبناء الشعب ، لتجري أنهاراً من الدم ، و أننا نجد هذا المشهد القاتم معمولاً به حتى داخل أروقة الحزب نفسه حينما تتعاظم الخلافات بين أفراده و أقطابه لتصل حتى الى التسقيط الشخصي ، و لربما نجد البيئة المناسبة للسمسرة في داخل دهاليزه ، و ستبقى الشعارات الجميلة فخاً لاصطياد المغفلين من أبناء الشعب ، و تبقى إسلوباً للتضليل و الخداع ، و ها هي السنوات العجاف من مسيرة الحزب بتعرجاتها الكثيرة ، و إحباطاتها المتلاحقة ، و ركودها أمام التيارات الناهضة ، و هي تتخطى ثمانية عقود دون أن تُحقق قدراً يسيراً و مُقنعاً ، بل بالعكس من ذلك كانت لها محطات من الصراعات التي جعلت حتى البيوت الآمنة ميداناً لها ، و أصبح العراق في فترات كثيرة جبهة ساخنة للتراشق بالكلام و التصادم بالافكار و نبال الحقد ، و سيوفاً للقتل و التعدي على القانون و النظام ، و اليوم بعد أن يَئِستْ مما كانت تفكر به ، و بدلاً من أن تلجأ الى تحالفات تحمل صوراً للحياة المدنية ، رغم أنها تعرف أن الإبحار في عالم الحياة المدنية الديمقراطي الحر ، لا يتناغم مع أفكارها العقائدية و توجهاتها الفلسفية ، و لا يوجد أصلاً في مفردات قواميس نظرياتها ، و هي تصرُّ على البقاء و التشبث بنظريات حزبها ، بينما هي تعرض في سوق النخاسة السياسي وجهاً آخر ، و هذا منتهى التناقض و الابتعاد عن الموضوعية ، و عليها إعادة النظر في ما ذهبت اليه ، ليبقى أمامها … (إما) الخروج من تشرنقها الفكري بعد أن تنزع عنها جلباب أفكار حزبها لتنطلق في الحياة الجديدة (أو) أن تتشبث بنظرياتها و فلسفتها …. إلاّ أنها ذهبت و لأسف الى أبعد من ذلك ، حينما إختارت طريقاً آخر يُناسب أهواءها ، فانزلقت ضمن مجاميع مجرمة يقودها مقتدى أفندي ، و هو شخصاً طائشاً لا يمتلك الحد الادنى من الروح الوطنية ، و لايتوفر فيه سمو المعاني الانسانية ، و هو و عصاباته موصوفة للجميع بعدوانيتها و دمويتها و موبقاتها و فسادها المُعلن ، و الذي يُحاكي توجهات أفكارها الموغِلة في جميع أنواع الشرور ، و جرّاء هذا التصرف الأهوج و اللامسؤول للحزب الشيوعي ، فانه يكون قد دَفن نفسه في مهاوي الردى الى الابد ، و لن يبقى وطن حر و لا شعب سعيد.

أحدث المقالات