7 أبريل، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

إنت َ معوق إيران …. مو و و ؟؟؟؟ !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أيام كانت مجموعة من جرحى ومعوقي الحرب من منتسبي الجيش ( السابق ) على أعتاب ( الباب العالي ) لهيئة التقاعد الوطنية ( المقدسة ) في إستفسار حول سلفة المتقاعدين …. لم يكن العامل في إستعلامات الهيئة ودودا ً في تعامله معهم أو الإجابة على إستفساراتهم وفق الأصول بل راح يتحدث معهم بتعال ٍ واضح وبلا مبالاة دون إحترام وضعهم الصحي ومنهم من كان على كرسيه المتحرك … وبدلا ً عن إجابتهم عما جاؤوا من أجله راح يسأل أحدهم بتهكم … إنت معوق إيران … مو ؟؟؟؟

ما هذا ؟؟ وما هذا السلوك الشائن والمنحرف في التعامل والنظرة ؟ وما هذه الضحالة ؟؟ إن هذا الموظف لا يتصرف بقناعاته هو وإنما يجد ذلك في نظرة رؤسائه والقائمين على مؤسسات وجدت لخدمة المواطن و يجده في ضمير النظام السياسي الحالي كله وكيف ينظر إلى جيش عريق بنظرة قاصرة ومتخلفة أساءت إلى تأريخه المشرف وإنضباطه وشجاعته وإقدامه في كل الحروب التي أبلى فيها بلاء ً أذهل من يكتب التأريخ …

ما هذا ؟؟؟ ما هذا التخلف ؟ ماهذا الباطل ؟ هل أن مشاركته في الحرب العراقية الإيرانية ما يدفع البعض من سياسيينا إلى غمط حقوقه كما فعلوا بقانون تقاعدهم الموحد الأخير سيء الصيت الذي سلب كل حقوق منتسبيه وجرحى الحرب منهم بشكل خاص وتعامل معهم بمكيالين ، إضافة لتشويه تاريخه وهو ينفذ أوامر صدرت له من قيادة سياسية في حينه عليه تنفيذها مهما كانت تلك الأوامر ومهما كان تقييمها ودون النظر لخطئها وصوابها فالجيش لا يفعل إلا ما عليه وهذا شأنه دائما ً .

ألا يمكن أن يوضع حد ٌ لهذا الإستخفاف بحقوق جرحى الحرب بل كل منتسبي الجيش السابق ؟ هل يؤاخذ هؤلاء الجنود على تنفيذ واجب كان عليهم تأديته في حرب مضت ومر عليها أكثر من ثلاثين عاما ً … وإلى أين ستأخذنا هذه النظرة الحاقدة ؟؟؟

من تكون إيران ومن تكون الكويت ومن تكون تركيا اوالسعودية وغيرها في قاموس الحرب والعلاقات السياسية ، إن الجيوش لا تبالي من يكون الخصم

بل إن ما يهمها هو تنفيذ واجباتها المكلفة بها وفق أوامر قياداتها السياسية وليس غير ذلك دون مناقشة مضمونها فذلك ليس من شأنها مطلقا ً.

إنني أعلم جيدا ً وكل المتابعين إن القليل فقط من سياسيينا عانوا ما عانوا خلال الحقبة السابقة إيمانا ً منهم بمبادئهم وقد كان لهم موقف خيّر واضح ، ولكن من يضمر العداء لمنتسبي الجيش السابق هم من ركبوا الموجة كما يقال وجاءت فرصتهم في التسلق غير المشروع وكانت لهم اليد الطولى في القرار على الإنتقام وسلب حقوق رجال لهم الحق في أن يكونوا كأقرانهم في الجيش الحالي وكان هؤلاء المتسلقين قبل ذلك من الهاربين من الخدمة العسكرية وقت الحرب … نعم لم يكن هؤلاء من المناضلين والمجاهدين بل كانوا مجرد أقزام وهم بعيدون كل البعد عن معاني النضال والجهاد ..

أمضوا سنين حياتهم في ربوع بلدان العالم متنعمين بعيدين عن معاناة الحروب وضيم الحصار جاؤوا بجنسيات تلك البلدان ولم يعودوا حبا ً بالعراق وإنما عادوا من أجل السلطة والنفوذ وملء الجيوب … هؤلاء هم من كان السبب في زرع هذه الرؤى في نفس موظف إستعلامات التقاعد الوطنية المذكور وغيره ، ومن ثم السبب في ضياع الحقوق التي نصت عليها القوانين العسكرية في تأريخ الجيش العراقي … لم يكن لأولئك ولا لغيرهم يد في التغيير الذي حصل في العراق والذي جاء بهم إلى ماهم فيه الآن … وهم يعلمون جيدا ً كيف تم ذلك وبأي قوة فلا مبرر لغطرستهم الجوفاء وتحاملهم على رجال أسمى موقعا ً وأشرف تأريخا ً منهم خدموا جندبتهم بكل تفان ٍ وإخلاص ولاشيء غير هذا ..

ألا يكفي ما عانى منه ضباط الجيش السابق وهم مشردون في دول الجوار بلا أي حقوق وقد أخذ منهم العوز مأخذا ً ، ومنهم من يئن من الألم وهو يرى جيشنا الآن في كبواته المتكررة بلا قيادة مقتدرة وهم ذوو الخبرة والقدرة على القيادة والإدارة في كل وقت وقد أبعدتهم تيارات سياسية لاتريد خيرا ً للعراق وشعبه … ألا يكفي إجتثاث الكثير منهم بحجج واهية وهم لم يؤذوا أحدا ً بل كانوا مثالا ً للضبط والإنضباط العالي وكان العراق هو الأولى بهم في الإستفادة منهم خاصة في الواقع الأمني الخطير الذي يعيشه …

هل من حكيم يبتعد عن حقد ٍغير مبرر ويتعامل مع رجال والله هم الرجال في إستدعائهم من أجل البلد ومن أجل أمنه ومن أجل بناء جيش قوي وفق أسس علمية …

هل من أحد يعيد الحق ويرضي الله … هل من أحد يكون بمستوى المسؤولية وينصف من طالهم الظلم والضيم والأذى دون سبب ٍ مبرر …

من أجل العراق وشعبه .. من أجل المحافظة عل وحدته ومستقبل أجياله ، أعيدوا النظر في الإستفادة ممن فيه ما يساعده على الخدمة في الجيش حاليا ً وهناك الكثير منهم بلا شك . .. إنصفوا رجالا ً قدموا ماقدموه لوطنهم وجيشهم … إنصفوا رجالا ً هم الآن خلف القضبان لا ذنب لهم إلا تنفيذهم أوامر عسكرية صارمة قال لكم صدام حسين في حينه إنه هو المسؤول الأول والأخير عن أي أمر صدر ولا مبرر لمحاسبة من أطاع ..

رفقا ً بتأريخهم ورفقا ً بسنوات العمر وقد غزاهم الشيب وأنهكهم الوهن و المرض …

هل من حكيم …. هل من يسعى للخير ورضا الله ورحمته .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب