23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

إنتهى عهد تجاهل المخططات الايرانية عربيا

إنتهى عهد تجاهل المخططات الايرانية عربيا

لم تعد الدول العربية تلتزم الصمت حيال الدور الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة ولاسيما فيما يتعلق بتصديره للتطرف الديني و الارهاب و التدخل في شٶونها و القيام بتأسيس أحزاب و ميليشيات ترى في هذا النظام مرجعيتها السياسية و الفکرية و تقوم بتنفيذ مايطلب منها بما لايتفق و يتلائم مع أمن و إستقرار هذه الدول و مصالحها الوطنية، وإن هذه الدول کما يبدو من حقها الکامل أن تبحث عن کافة الخيارات المتاحة أمامها من أجل مواجهة و درء هذا الدور السلبي لطهران، فقد إنتهى کما يظهر جليا عهد تجاهل المخططات الايرانية المشبوهة من جانب البلدان العربية.
منذ قرابة أربعة عقود، و الجهد الدبلوماسي الرسمي الايراني مضافا إليه ماتنفخ فيه الماکنة الاعلامية الرسمية، يصب في إتجاه دق إسفين بين المعارضة الايرانية النشيطة المٶثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، وبين شعوب و دول المنطقة، وهي لم تکف عن نشر الاشاعات و التقارير المفبرکة في دهاليز و أقبية الحرس الثوري و المخابرات الايرانية عن مزاعم باطلة لاوجود لها في الواقع من حيث إن المقاومة الايرانية تعادي شعوب المنطقة وبالاخص الشعب العراقي و متورطة بإرتکاب جرائم ضده!
الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الايرانية و بين شعوب و دول المنطقة و الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الايراني، بدأ يتبدد و يتلاشى خصوصا بعد أن تيقنت الدول العربية و الاسلامية من الخطورة الکبيرة التي يجسدها هذا النظام من خلال مخططاته المشبوهة في العراق و سوريا و لبنان و اليمن.
الدول العربية التي صارت واثقة من الدور السلبي الخطير لهذا النظام ضد أمنها و إستقرارها و سيادتها الوطنية، يجب عليها أن تعلم بأن مواقفها الحالية و على مختلف الاصعدة ضد طهران، ليس کافي و عليها أن تعمل من أجل تطوير مواقفها و دفعها للأمام بصورة تکون المبادرة فيها و ليست من يقوم بالدفاع السلبي من خلال الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية حيث إن ذلك يمثل أکبر ضربة سياسية موجهة لطهران و في نفس الوقت أکبر دعم و إسناد معنوي يتم تقديمه من أجل نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية.
الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية، يعني بالضرورة توحيد المواجهة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بين المقاومة الايرانية و الشعب الايراني من جهة و بين شعوب و دول المنطقة من جهة أخرى، وإن هکذا خطوة أشبه ماتکون بدق مسمار في نعش النظام و محاصرته في زاوية ضيقة و توفير و تهيأة الارضية و الاجواء المناسبة من أجل التعجيل بالتغيير السياسي الجذري الکبير في طهران، وبهکذا اسلوب فقط يمکن رد کيد هذا النظام الى نحره و المحافظة على الامن القومي العربي و السيادة الوطنية للبلدان العربية.