19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

إنتهاكات ؟!

إنتهاكات ؟!

شرائع الانبياء جميعا  من آدم  والى الخاتم محمد (ص) … إستهدفت إصلاح الناس  خلقيا … فموسى  جاء لمحاربة رذيلة الخضوع للطغاة وعيسى لمحاربة رذيلة عبادة المادة وحب الشهوات .. وكانت رسالة نبينا (ص) مكملّة لاخلاقيات الانبياء السابقين كما يقول هو (ص) :  إنما بُعثت لأتمم مكارم الاخلاق ..  ولا يخف على كل ذي لب  أهمية  الجانب الاخلاقي في بناء النفس الانسانية والذي ينعكس ايجابيا في بناء المجتمعات … حيث إنما الامم الاخلاق فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا … نخلص من هذا المدخل الى نتيجة بان للجانب الخلقي حرمات وخطوط حمر كفلت قوانين السماء وقوانين الارض وما تسالمت عليه الانسانية  بعدم السماح بتجاوزها .. فالسياسي الذي يكون أداة لتنفيذ أجندات اسياده في الخارج  .. يعتبر في أعلى درجات الانحطاط الاخلاقي بانتهاكه حرمة .. الوطن .. وقدسية  هوية المواطنة  التي  منحها له إنتمائه لتراب العراق ..  ومن يعتدي على  حرمة المال العام  يرتقي الى ذروة درجات الانتهاك لحقوق اليتامى والفقراء والمعوزين  .. من الذين لهم الحق فيه .. وكما قال سيد الحكماء علي : ” فما جاء فقير الاّ بما متّع به غني غاصب  .. وما رأيت نعمة موفّرة الاّ  وبجانبها حق مُضّيّع ..و يعتبر أشاعة الانتهاك في بلد ما  مُؤشرا  على  وجود اختلال في بنية ذلك المجتمع … فحين  يكون الوطن مُهدّدا في وجوده من اخطر عصابة إرهاب في العصر .. داعش القذرة ..  ويخرج من هو محسوب على النخبة في السياسة والثقافة  معترضا على التصّدي لها من قبل ..  قوات بلاده  الامنية  ..  فهذا نوع من الانتهاك لحق الوطن والمواطن ولرجل الامن  المُصّحي  بنفسه  في مقارعة هذه العصابات القذرة …  وحاله حال الرديء من مواطني بلده من كان حاضنا وراعيا لشذاذ الآفاق والقتلة .. وهو انتهاك خطير قد تجاوز المئات من الخطوط الحمر ..  ولا ننسى بان الانتهاك للحرمات ثقافة موروثة  .. ففي  عهود ما قبل .. الديمقراطية  المُدّجّنة في تربة غير صالحة لها كما يبدوا ..  كانت السلطة بكل  مخالبها  منتهكة لحقوق مواطنيها ولعدة عقود .. فامست ثقافة راسخة في وعي الناس  .. فكل ذو نفوذ وسلطة  ينتهك  حقوق من هم تحت سلطته  .. والرئيس  يتطاول على حقوق مرؤوسيه  .. وقد ترى الانتهاك في داخل الاسرة الواحدة  من قبل رب تلك الاسرة  .. وحين تسير في الشارع وفي العمل وفي السوق ترى الكثير من مشاهد انتهاك البعض على الآخرين  … فالسائق  ينتهك حق الغير في الطريق .. وصاحب المحل في السوق يتجاوز على حقك بغشك بالرديء  .. والرجل ينتهك حق شريكته المرأة  ..  وختاما  لا يوجد  رمز مُقّدس كدماء بني الانسان  ومن ينتهك حرمته  , فقد بلغ القمة في السوء والخطأ والخطايا .. وليس له إلاّ السيف .. فهل يفهم الداعشيون ومن يحتضنهم ؟!
قال والدي السومري : سلاما على المدافعين .. سلاما على الداعمين .. سلاما لقلوب المحبين للعراق