مع کل الجهود و المحاولات المختلفة بإستخدام الاساليب البوليسية و القمعية ضد التحرکات الاحتجاجية للمعلمين الايرانيين، فإن هذه التحرکات الاحتجاجية لازالت مستمرة ولم تنتهي کما يصور و يوحي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وان السلطات الايرانية تواصل إعتقال المعلمين رغم المطالب الکثيرة و المختلفة بالافراج عنهم.
إعتراف السلطات الايرانية بوجود 1000 معلم في السجون بتهم مختلفة، دون الإشارة إلى الذين اعتقلوا بسبب المطالب المدنية، ومن بينهم أعضاء في نقابة المعلمين، تدل بمنتهى الوضوح على إن قضية التحرکات الاحتجاجية للمعلمين يأخذها النظام بمنتهى الجدية و يتربص بها بکل إمکانياته والغريب جدا إن هذه التحرکات والتي هي في الاساس من أجل تحسين الاوضاع المعيشية المتردية للمعلمين الذين يعيشون معظمهم تحت خط الفقر بإعتراف النظام نفسه، لکن السلطات الايرانية کما يبدو وبسبب الاوضاع السيئة على مختلف الاصعدة و حالة السخط و الغضب لدى أبناء الشعب کافة، فإنها تعتبر کل تحرك إحتجاجي مهما کان هدفه و غايته معاديا و مستهدفا للنظام.
الشعب الايراني الذي يعيش غالبيته العظمى تحت خط الفقر، عکست تظاهرات المعلمين و العمال و هما الشريحتين الاکبر في المجتمع الايراني و اللتين ترزخان تحت خط الفقر، حالة السخط و الاستياء على الاوضاع القائمة ومن إن هذا النظام يمنح معظم إهتماماته للمسائل القمعية و لتصدير التطرف و التدخلات في ش?ون الدول الاخرى، وإن تفشي الفقر و المجاعة في إيران وهو البلد الذي يمتلك إمکانيات و ثروات طبيعية هائلة تثبت الفشل و الاخفاق الکاملين للسياسات العامة للنظام بهذا البلد حيث إنها و بإعتراف مس?ولين في النظام نفسه قد وصلت الى طريق مسدود.
إنتفاضة المعملين و العمال و غيرهم من الشرائح الايرانية، هي إنتفاضة ضدفقر و الجوع و الحرمان، لکن إستمرار النظام في مواجهتها بأساليبه القمعية قد جعلت منها بالضرورة إنتفاضة من أجل الحرية و الکرامة الانسانية و من أجل التغيير الحقيقي في البلاد، وإن التغيير الذي دعت إليه المقاومة الايرانية و رأت في إسقاط النظام شرطا أساسيا لتحقيقه، هذه المسألة توضحت تماما لمختلف طبقات و شرائح و أطياف الشعب الايراني، ولهذا فإن القضية الرئيسية اليوم في إيران هي قضية التغيير قبل کل شئ لإنه ومن خلال تغيير النظام الذي هو سبب و اساس مشاکل و ازمات و معاناة الشعب سوف يتم إيجاد الحلول لمعظم المسائل المطروحة.