اعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات والإستفتاء في اقليم كوردستان النتائج الرسمية لانتخابات الدورة الخامسة لبرلمان اقليم كوردستان العراق بحصول الحزب الديمقراطي الكوردستاني على 45 مقعداً من أصل 100 مقعد وبذلك يكون قد حقق أعلى نسبة تصويت من الناخبين على مستوى كوردستان سبقها تحدي أكبر عندما حقق أعلى نسبة تصويت كحزب منفرد يخوض الانتخابات البرلمانية على مستوى العراق ب 25 مقعد من خلال الثورة البنفسجية التي إنفجرت صباح يوم الإقتراع ليزحف الكورد بكامل إرادتهم عن بكرة أبيهم ليثبتوا للعالم أجمع أنهم شعب مسالم ويحب الحرية ويمارس الديمقراطية في أروع صورها كثقافة شعب حي مؤمن بقدراته التي قارعت الظلم والطواغيت لسنوات خلت وعانت من تداعيتها التي أفرزتها من خلال القصف بالأسلحة المحرمة دولياً وترحيل وتهجير وقتل وتعذيب وتغييب الآلاف من المواطنين العزل الأبرياء , ليشكل بذلك القوة السياسية الأولى متحدياً كل الظروف التي أحاطت به من الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان ويرسل برسائل إيجابية لكل الأطراف السياسية على الساحة الكوردستانية على إلتحام المواطنين مع القيادة الشرعية التي تمثل الشعب الكوردي وهذا خير شاهد على مقبولية وجماهيرية الحزب بلا منازع بين أبناء كوردستان كونه يتميز بتاريخ نضالي طويل وسجل حافل بالتضحيات دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الكوردي .
هذه النسبة التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت متوقعة ولم تكن مفاجأة لثقة الحزب المطلقة بالشارع الكوردستاني حيث لم تأت من فراغ بين ليلة وضحاها بل نتيجة نضال مرير لأكثر من أثنتين وسبعين عاماً ضد الدكتاتورية المقيتة وتقديم قوافل من القرابين الذين نذروا أرواحهم للدفاع عن تربة كوردستان وإمتداداً لنضال الحركة التحريرية الكوردية ابتداءً من ثورة الشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد بيران والقاضي محمد والملا مصطفى البارزاني الخالد هؤلاء القادة الذين أسسوا مدرسة النضال والتضحية والفداء وأرسوا دعائم المقاومة وألهبوا روح الحماس في نفوس المناضلين ضد الطغاة , بالإضافة الى الدور القيادي الذي يمارسه قادة الحزب من خلال الاجهزة التنفيذية في تقديم أفضل الخدمات الضرورية وبناء البنى التحتية وإعمار كوردستان بما يضاهي عواصم الدول المتقدمة , ناهيك عن توفير الأمن والأمان الذي أصبح من أصعب متطلبات الحياة في الظروف الحالية بهمة الغيارى من قوات الآسايش البطلة نتيجة لنشاط المجاميع المسلحة والميليشيات المنفلتة خارج إقليم كوردستان مما يشكل تحدي أكبر في حفظ الأمن والنظام وحماية المؤسسات الرسمية .
نعم فازت إرادة شعب كوردستان لبناء حكومة قوية وبقيادة أقوى لأن قوة كوردستان من قوة البارتي في المحافل الدولية والمحلية والمتمثلة بالدبلوماسية الهادئة للسيد نيجيرفان البارزاني التي قادت الأقليم الى بر الأمان بالرغم من الحصار الإقتصادي المفتعل والذي فرض من قبل حكومة بغداد في حينها خرقاً للدستور العراقي مستهدفين بذلك حالة التطور والتقدم الحاصل في الإقليم وإمكانية هيكلته , لكن هيهات هيهات , وسيرد كيد الظالمين الى نحورهم حيث إنقلب السحر على الساحر , وعادت كوردستان أقوى من ذي قبل بحكمة وحنكة المخلصين من أبناء كوردستان الحبيبة .