11 أكتوبر، 2024 3:27 م
Search
Close this search box.

إنتصارات الحشد الشعبي؛  بين الإستغلال والإستهداف

إنتصارات الحشد الشعبي؛  بين الإستغلال والإستهداف

بعد إنهيار المؤسسة العسكرية إبان حكم المالكي، إثر تمكن التنظيم الإرهابي “داعش” في العاشر من حزيران الماضي، بعدما تعاون معه ضباط بعثيين سابقين، وحقيقة تورط بعض القيادات العسكرية والمدنية، من السيطرة على عدة مدن رئيسية، أفتت المرجعية الدينية بفتوى الجهاد الكفائي، ليتطوع آلاف المقاتلين لتحرير المدن وتطهيرها من دنس الإرهابيين المرتدين .
إنتصارات متلاحقة حققتها قوات الحشد الشعبي، رغم قلة الإمكانات وضعف تجهيزهم العسكري، إلا إنهم إمتلكوا ما لم يمتلكه غيرهم، العقيدة الوطنية وولائهم لمرجعيتهم الدينية، وغيرتهم على أرضهم وأهلهم، بدأت مسيرتهم بالإنتصارات إنطلاقا من سامراء، آمرلي، جرف النصر، الضلوعية وآخرها تطهير محافظة ديالى بالكامل بعدما نجحت القوات الأمنية بمساندة مجاهدي الحشد الشعبي من تحرير قضاء المقدادية، فهم أقسموا على طرد الدواعش نهائيا وإن تطلب ذلك دمائهم .
هذه الإنتصارات لم ترق لبعضهم، فما يحققه الغيارى من إنجازات ميدانية على أرض الواقع تغيضهم، حتى وصل بهم الحال إلى أن يتهموا أبناء الحشد بإرتكاب بعض المجازر الرهيبة، يأتي هذا الإستهداف في إطار التغطية على مشاريعهم الداعمة للإرهاب وإرتباطهم بأجندات خارجية، فأبناء الحشد الشعبي بريئون تماما من هذه الأفعال الشنيعة، كبراءة الذئب من دم يوسف النبي .
يسعى أخرون لتجيير هذه المؤسسة لصالحهم، من خلال مصادرة حق المرجعية بتأسيس الحشد الشعبي، حيث إدعى المالكي أنه هو من قام بتأسيسه تحت عنوان “التعبئة الجماهيرية”، يأتي هذا في إطار تجميل صورته للرأي العام، بعدما إكتشف الشعب مدى قبحها وزيفها، فهو يمني نفسه بقيادة الحشد الشعبي بعدما فشل بالإستحصال على الولاية الثالثة، والسؤال المحير والمدهش؛ كيف يعقل مطالبته بقيادة الحشد وهو من المتهمين بما يجري الآن ؟، وهل هي تأتي في إطار حملة إنتخابية مبكرة؟ .
مجلس الوزراء يحث الخطى لتشريع قانون الحرس الوطني بعدما وافق عليه مبدئيا، شريطة أن يكون مجاهدو الحشد الشعبي هم نواته الأساسية، ويشدد كثير من القيادات السياسية والعسكرية على ضرورة إرتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة، كي تفوت الفرصة على من يريد إستغلاله عسكريا وإنتخابيا، كما ويعد مشروع الحرس الوطني من ضمن البرنامج الحكومي الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي .
في ظل حاجة الجيش العراقي إلى تجهيزه بمعدات عسكرية متنوعة، يتطلب من المسؤولين وقفة جادة، فرداءة السلاح أمر غير مقبول، ولا أعرف لماذا هذا التباطئ بملف تسليح الجيش، ولماذا الإقتصار على أميركا فقط ؟، هناك دول لها تاريخ كبير بالصناعات العسكرية كروسيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى .
في إطار التقدم الذي تحرزه القوات المسلحة وبمساندة الحشد الشعبي والبيشمركة العراقية، تتجه الأنظار لتطهير محافظة كركوك بالكامل، بالتزامن مع المعارك الشرسة الجارية في محافظة الأنبار، حيث يبرهن التقدم الكبير على بسالة المقاتل العراقي وشجاعته، وأن العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية برية، فالعراقيون قادرون على تحرير أرضهم خلال أشهر معدودة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات