لن نخوض في لوحة الإنتخابات التي خربشتها فضائح التزوير التي شملت الكبار والصغار معاً ..
ولن نخوض في البايومتري وعمل المفوضية الذي تبّين فوضويته “المتقنة ” الصنع ..
ولن نخوض في الإتهامات والإتهامات المضادة بشأن التزوير بين المرشحين أنفسهم وبينهم وبين المفوضية التي سجّلت تأريخاً أسوداً لها ..
سنتحدث عن أحد أهم مخرجات العملية الإنتخابية ونتائجها ، هذا الأهم تمثل في الغزل السياسي بين السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري والأمين العام لحزب المشروع العربي في العراق للإنخراط في ماراثون تشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان والتي ستضطلع بمهام تشكيل الحكومة العراقية وقيادة السفينة العراقية في واحدة من أخطر وأسخن المراحل بحجم تحدياتها ، ليس على مستوى العراق فحسب بل المنطقة برمتها التي يقول الخبراء عنها إنها تغلي على صفيح ساخن قد يودي الى حرب منفتحة كبيرة ..!
الرجلان تبادلا سابقاً أنواعاً من من الإنتقادات في أجواء ساخنة أيضا كانت محتقنة بالخطابات الطائفية والعدائية ، لكن المثير في تلك الانتقادات المتبادلة إنها لم تدخل في دائرة التخوين بماركتها العراقية المعروفة !
وكما يقال في حقائق السياسة الإحترافية أن ” لاصداقات دائمة ولا عداوات دائمة “..
الأكيد إن الإنتخابات ونتائجها لم تكن البداية في التقارب الممكن والمحتمل ، بل والتحالف ، بين سائرون بقيادة الصدر والقرار بقيادة الشيخ خميس …
فالتيار الصدري ومنذ سنوات إبتعد عن الخطابات الطائفية ونظّف صفوفه من صقور الحرب والإنتماءات الخارجية وإنخرط في الحراك الإحتجاجي للجماهير المكتوية بالفساد الحكومي وقلة الخدمات والعملية السياسية العرجاء ، والأكثر من ذلك وللإنصاف ن فإن السيد الصدر قد دعم غالبية مطالب حركة الإحتجاجات الكبيرة وماسميت حينها ” المنصات ” وقالها علناً ، لكن سياسلت المالكي الاقصائية وغي الحكيمة قادت الى ماحصل فيما بعد ..!
والشيخ خميس الخنجر هو الآخر غادر مقعد المعارضة البعيدة السلبية والخطاب المتشنج وإنطلق الى الفضاء الوطني بمشروعه وإنخرط في العملية السياسية ، بقيول حزبه “المشروع العربي في العراق ” حزبا رسميا ويعمل في إطار الددستور وقوانين الدولة العراقية ، وإنخرط في الانتخابات بتحالف أطلق عليه “القرار العراقي ” ..وكان الشيخ داعما لحركة الاحتجاجات عام 2011 كما هو موقف الصدر ..
وحسب نتائج القرار والمشروع معاً ، مع طرح ماسرقه التزوير ، فان الحصيلة كانت مقبولة ، خصوصاً بالنسبة الى حزب الشيخ الخنجر الذي يخوض الإنتخابات لأول مرّة ..
وللإنصاف أيضاً وجه الشيخ الخنجر أكثر من إشارة للتعاون مع الصدر لكن الأخير كان محكوماً بمعادلة التحالف الوطني التي عزلت المجتمع العراقي وقسّمته أفقياً وعمودياً ..!
المرحلة الآن لها كلام آخر ..
فقد تخلص السيد الصدر من إملاءات التحالف الوطني ..وتخلص الشيخ الخنجر من مواقف المعارضة السلبية من الخارج ..وأصبح الطريق مهيئاً الآن لأن يلتقيا معاً في إطار تحالف واسع لتشكيل الحكومة وهزيمة المخطط الإيراني الذي يرسمه قاسم سليماني في المنطقة الخضراء ..!
الآن وليس غداً ينبغي التحرك بقوة وثقة وفي إطار برنامج وطني حقيقي فيه سائرون كما فيه القرار العراقي ..كما فيه القوى السليمة في الجسد العراقي والتي تعمل لانقاذ البلاد من الخانق الذي تعاني منه ..
السباق مع الزمن هو عنوان مرحلة تشكيل التحالف الأكبر ، وأعتقد إن بإمكان كل من الصدر والخنجر أن يلعبا دوراً كبيراً في محيطيهما لتشذيب ماعلق من أدران في زمن مضى والإستفادة القصوى من نتائج الإنتخابات والجو الشعبي المحيط بها والتأييد الدولي لحكومة وطنية ، ومساعدة السيد العبادي على التخلص من الضغوط الإيرانية والدعووية ، كما هو مطلوب منه أن ينزع ثوب التحزب والإنصياع الضعيف الذي سيجره الى الإنتحار السياسي ، وقد جرب الرجل كيف إنشخصيات ميّتة سياسياً كانت ضمن قائمته أدت الى النتائج غير التي كان يتوقعها لنفسه في الإنتخابات ..!
الرسائل وحدها لن تكون كافية ، والزمن الآن زمن العمل المرن الى حدوده القصوى لإنقاذ العراق مما يحاك له من داخل المنطقة الخضراء وخارجها ..!