18 ديسمبر، 2024 11:19 م

إنتخابات أم إنتكاسات مبكرة  ..

إنتخابات أم إنتكاسات مبكرة  ..

الانتخابات المبكرة دعوات اطلقها بعض رؤساء الكتل لإيجاد حل للاحتقان السياسي الحاد الذي يلف البلد ،،، مبادرة بدأها السيد أياد علاوي وها هو السيد المالكي يُعيد  تأكيدها كحل واقعي ضمن الحلول المطروحة للمشاكل المتراكمة  ،، 
وقد تبدو للوهلة الاولى حلاً موضوعياً لأزمة العملية السياسية المحنطة  التي وضعت الطبقة السياسية بأكملها في حالة انعدام الحراك القادر على كسب ثقة الناس ،، لذلك ربما تساهم هذه الخطوة من وجهة نظر  البعض  في اعادة رسم  خارطة التحالفات عبر القاء الكرة في ملعب الناخب العراقي بإعطائه  فرصة لرسم المشهد من جديد ،،   ولكن من خلال تجربة الانتخابات السابقة  ،، ثمة اشتراطات للتغيير يجب توفرها أولاً قبل الحديث عن اي انتخابات حقيقية ،،،، حيث لا إنتخابات بدون ثورة تصحيحية واضحة داخل الاحزاب عبر اصلاحات تطيح برموز الفساد وتأتي بجيل جديد خارج اطار الشبهات ،،   لأانتخابات مبكرة بدون قانون جديد لها …..بدون قانون احزاب ،!!!!   بدون تغيير مفوضيّ الانتخابات الحزبيين   وأستبدالهم بكفاءات مستقلة ،، بدون  تفعيل القضاء المتهم بالفساد وهيئة النزاهة المعطلة تماما،، 
بدون كل ذلك فان الدعوة لانتخابات مبكرة هي دعوة لإنتاج الفساد من جديد   ،، لأنها ستمثل أستغلال لحالة الاحباط واليأس القائمة في الشارع  ومقاطعة الناس للعملية السياسية  حتى تُترَك الساحة فارغة للجماهير الحزبية  في اعادة انتخاب نفس الطبقة الفاسدة  ،، ويبدو أن الاحزاب تدفع بهذا السيناريو  الذي يضمن بقاءها في الحكم  ،،  حتى لو كانت نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية ومختصرة على القواعد  الحزبية التي لاتتجارز ١٥ ٪ من نسبة الناخبين  الا انها ستكون شرعية وتنال  دعم المجتمع الدولي الذي سيتعاطي معها كأمر واقع وهذا يؤكد اننا  ندور في حلقة مفرغة بين ثلاث سلطات فقدت ثقة الناس بها  ،،تشريعية وتنفيذية وقضائية ،، يضاف لها سلطة رابعه اخرى نخرها الفساد وهي  سلطةالاعلام  بعد ان استطاعت مافيات الفساد ان تشتري الذمم وتؤسس الفضائيات والصحف ،،،
لذلك فان مهمة الاصلاح  أصبحت صعبة ان لم تكن مستحيلة ضمن هذه المعطيات  ويبقى خيار الثورة السلمية الكبرى  قائم و الذي   تشارك  فيها النخب والكفاءات  من رياضيين وفنانيين واعلاميين  وأكاديميين وجامعيين تُعطي زخما كبيراً لانتفاضة المحتجين في الشارع ،،، لإيجاد رأي عام ضاغط يفرض أشتراطات التغيير بالقوة لان الكنل والاحزاب متفقة تماما على بقاء الحال  على ماهو عليه وترحيل المشاكل الى الانتخابات سواء كانت انتخابات مبكرة أو تجرى في وقتها المحدد …
واذا لم يحصل تصعيد في الشارع في الفترة المقبلة فان هذا السيناريو هو الاقرب ،،،
وهذا يعني موت محقق للعملية السياسية وفتح الباب لخيارات اكثر مرارة ومخاطرة ،،،،