أعلن قبل ساعات فوز مرشح الإصلاحين الشيخ حسن روحاني بأنتخابات الرئاسة الإيرانية في الجولة الأولى وقد حصد أكثر من نصف الأصوات و بلغت نسبة المشاركة في هذة الأنتخابات أكثر من 72% من أصل 50 مليون كان لهم الحق بالتصويت. وخلال مناظرة سياسية بين المرشحين الرئاسيين أثار روحاني قضايا حساسة مثل المواجهة مع الغرب بخصوص الملف النووي وتردي علاقات إيران دوليا والوضع المتردي للاقتصاد الإيراني وعزلة طهران عن المجتمع الدولي.وتعهد روحاني باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. في حين أصر مرشحوا الأوصولين على الأستمرار بخط المواجهة من الغرب عبر تفعيل برنامج أيران النووي ورفع راية المقاومة بوجه أمريكا وحلفاءها ….. فهل ماجرى في أيران هو إنتخاب أم إستفتاء ؟؟
بكل المقايس يرى المراقبون أن فوز روحاني وبهذا الفارق الكبير من الأصوات هو أستفتاء على رفض الغالبية من الشعب الإيراني للأستمرار في خط المواجهة مع الغرب (وهذا ما أكدنا علية في مناسبات عدة) والذي كبد أيران خسائر مادية جسيمة بسبب تدهور الوضع الإقتصادي وكذلك تعبير عن المطالبة بعلاقات معتدلة مع دول الجوار والمجتمع الدولي وبحيز أكبر من الحريات العامة. علمآ ان العملية السياسية في أيران تختلف عن شبيهاتها منذ أن أرسا قواعدها الراحل مؤسس الثورة من حيث أن كلمة الفصل هي بيد ولي الفقيه في كل الملفات. فهل سينجح روحاني في برنامجه الإنتخابي والذي يمثل طموحات الأوصوليين وشريحة كبيرة من الشعب الأيراني ؟ وهذا يصب في مصلحة أيران حكومتآ وشعبآ . أم سوف تنشغل أيران في حراكها السياسي الداخلي مما يضعف دورها في ملفات إقليمية ودولية وبالنتيجة تتغير الخارطة السياسية لصالح أطراف أخرى ؟؟؟ نتاج هذا الحراك وهل يستطيع روحاني أجراء التغيرهو من متغيرات السياسة وليس من ثوابتها , والأشهر المقبلة سوف تبرهن مصادقية روحاني وسعيه للتغيرلن الشعب منحة أداة التغير وهي الأصوات الكافية لإجراء التغير والتي هي من ثوابت السياسة.
أن مشاركة شريحة كبير من الشعب الأيراني بهذة الإنتخابات ومنحها لمرشح شخص إحتياجات الناخبين وقدم إطروحات تتناغم وأحتياجات الشعب مشهد نحتاج أن نتعلم منه نحن أبناء العراق على كيفية التعامل مع الساسة وكيفية التفاعل مع العملية السياسية. أن العزوف عن المشاركة أو الإكتفاء بنقد الساسة سوف لن يحل معضلة العراق القائمة منذ 2003. أن البحث عن القائد الذي يخرجنا من هذة المحنة هو واجب الشعب وهو من الثوابت, وان القائد الذي يريد أن يقود يجب أن يشخص إحتياجة الشعب ويتفاعل مع شعبه وهي أيضآ من الثوابت, وموعد اللقاء بين الأثنين هو الأنتخابات و صندوف الأقتراع ودونها هو من المتغيرات السياسية. لذا علينا كشعب أن نبداء البحث عن السياسي الذي يشخص أحتياجتنا ونمنحه الفرصة لإجراء التغير, وعلى السياسي الذي يريد أن يقود أن يتفاعل مع شعبه ويعيش محنته حتى يستطيع رسم خارطة الخلاصة من هذة المحنة …… وليتذكر الجميع أن الأنتخابات ليست ببعيدة .
[email protected]