20 مايو، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

إنتبهوا لما تبقى من التحالف الوطني!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في قديم الزمان خرج من المدينة رجلان، قال الأول: سأذهب من هنا، هذا هو طريقي تعال معي، فقال الثاني: تعال أنت معي طريقي هو الأصح، لم يتفق الرجلان، وذهب كل واحد في طريقه، وبعد سنوات طوال إلتقى الرجلان، قال الأول: ماذا فعلت يا صديقي بعد هذا الزمن الطويل؟ قال الثاني: جلبت معي نقوداً كثيرة، بنيت بها مدرسة في مدينتي، فقال الأول: جلبت معي كتباً كثيرة، لأضعها في مكتبة المدرسة، فتبين أن الرجل الأول نفع الناس بكتبه، والثاني بنقوده، فخير الناس مَنْ نفع الناس.هذه القصة توحي بأن إصرار بعض المتصيدين بالماء العكر والتفرد في القرار، جعلت من الأمور تسير بإتجاه، بيان مستوى الضعف والوهن، الذي أصاب مؤسسة التحالف الوطني، لذلك نوجه الكلام لهم: لا أنتم ممَنْ بنيتم المدارس فنفعتم الناس، ولا أنتم ممَنْ جلبتم الكتب ليتثقف الناس، مع أن نوابكم الشيعة حصدوا ملايين الدولارات، ولكن دون خدمات تذكر، فبعد هذا الزمن الطويل، يا ترى هل ستكونون ممَنْ ينفع الناس، وتعودوا الى رشدكم.الأمر الذي يراد توضيحه، ما النفع الذي جناه المُبغضون للتحالف الوطني، والساعون لجعله ضعيفاً غير مجدٍ، ولا يلبي طموح الناس المؤيدين والمحبين؟ ولماذا لا يكون لدينا تحالف مثل دار الحكمة، لحل المشاكل والإتفاق على رأي واحد يمثل الأغلبية، ليكون مؤثراً وحازماً في إتخاذ القرارات التي تخدم الوطن والمواطن، في هذه الفترة العصيبة؟إن مأسسة التحالف الوطني، قضية نادت بها الأصوات المعتدلة، ليكون قوة مؤثرة فاعلة، في العمل السياسي، والحكومي، والبرلماني، لكنه مع الأسف إستغلت بعض القوى السياسية هذه الفوضى، الذي سببها الإرهاب الداعشي، متوقعةً بأنها ستحصل على المزيد، جراء التفرد بكل شيء، يخص أداء الحكومة وإدارة الدولة، ومع قناعة الطرف الأخر المنادي بالإصلاح، وإيمانه بأن التغيير طريق صعب وشائك، لكنهم إستمروا بجهودهم لتدعيم هذه المؤسسة، التي من المفترض أنها خيمة للبيت الشيعي.التظاهرات المطالبة بالإصلاح حق مشروع، بسبب ما آلت إليه الأمور في البلد، حتى بات الشعب في حالة شك بين مَنْ لديه مشروع إصلاحي من أجل الوطن، وبين مَنْ لديه مشروع شخصي، ويختلف مع الأخرين على الوطن، والمعيب جداً أن يتم تعميم الفساد، في كل مؤسسات الدولة، فهناك أناس أخلصوا السريرة، وعقدوا العزم على تحقيق إنجازات عظيمة في العراق، فهل يستوي المحسن والمسيء في المنزلة؟ختاماً: أدعياء الإصلاح واهمون بمواصلة فسادهم، أما المصلحون الحقيقيون، فهم أصحاب المشروع الإصلاحي الجذري الشامل، عندها سيكون للمتابع لشؤون التحالف أمر مخالف، لان المشروع الوطني الجامع لا يمرر، إلا بوجود الإخوة المتحدين لا المتفرقين. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب