23 ديسمبر، 2024 11:30 ص

إنتبـاه ! إليكم المتهمون بقتل الحسين- عليه السلام

إنتبـاه ! إليكم المتهمون بقتل الحسين- عليه السلام

قال تعالى : ( يـوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا . وقالوا ربنــا إنا أطعنـا سادتنــــــا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) الأحزاب : 66 – 67 . ما ظننت أن عاقلا واحـدا يترك الحق وينصاع خلف البـاطل بمــلء إرادته ، وما ظننت أن إنسانا سويا يقال له : هذا هو الحق فتأخذه العزة بالأثم متذرعا بما يقوله بعض الناس : أأنت أعلم أم الذين يضعون العمائم ويطلقون اللحى ؟ قل هل كان علم هؤلاء من الله يؤخذ منه فحسب ام يؤخذ منه ويـــرد عليـه ؟ وحين يواجه بالدليل القاطع يصم عينيه وأذنيـه ويظل متمسكا بما وجد عليه أباه دون أن أن يتحرى الدليل لينجو مــــن المساءلة الإلهية . على أي حال ، سنعرف الجواب قريبا وضمن سياق متسلسل معزز بالأدلـة التي لن يستطيع معانــــد واحد ان ينكر ما جاء فيها ولو كان ذا لحية بطول كيلو متر ونصف ! لأن هذه الأدلة عبارة عن كتب ألفها علمـاء ملته وهي متداولة لحد الآن وعليها يسير العلماء المعاصرون وبها يتمسكون . فاين يكمن سبيل النجاة ، وهـل سينجو بتقليــد الشيخ فلان أو الملا علان وهل سيتمكن هؤلاء الدفاع عنه يوم لاينفع مال ولا ولد ولا حسب ولا نسب ؟ هل سيحجبون جسده عـن نـار ترمي بشرر كالقصر ؟ ام تراهـم فـي مقدمة الهاربين المنكرين الذين يرددون : نفسي نفسي ؟ ولمــاذا يصر من يسمي نفسه (عالما) بأتهام عباد الله في القرن الحالي أنهم أحفاد قتلـة سيدنا الحسين بن علـي رضي الله عنه ويحض الناس على الأخذ (بالثأر) منهم وسلب أموالهم وسفك دماءهم ؟ فهل أمر سيدنا الحسين أو أحد من أبنائه وأحفاده بذلك ؟ هذا ما سنعرفه بعيدا عن العصبيـة والتعصب ، وباب النقاش مفتوح لكل شخص يرى في نفسه القدرة على الرد العلمي الخالي من السباب والشتم لأن الرابح في تجارة السباب خاسر لامحالة .من أجل ذلك حرصــــت أن أضـع ثبتـا بالمراجع في آخر المقـال ، مخالفا بذلك ما إتبعته مـن قبل ، عســى أن يجهـد ( المشككون ) أنفسهم فـي البحث فيعلمـوا ويتيقنوا ، ويبذلوا في سبيل ذلك بعض العرق بدلا من أن يريحوا أنفسهم بتوجيه الأتهامات ويتعبوا الآخرين ، وبـــدلا من أن يجهدوا القراء بإثارة الزوابـع بغبارها الذي يخفي الحقيقة عن العيـون .. فوالله ما وددت أن ألج مواضيعا كهذه لولا الظلم والحيف الذان وقعا على بني جلدتنا من أولاد عمومتنا في ذات الأرض التي نسكنها وأياهم منذ آلاف السنين وأليكم شهادات أدلى بها عدد من أهل البيت حين أنجلاء غبار المعركة غير المتكافئة بين أصحاب سيدنا الحسين بــــــن علي رضي الله عنه وبين جيش الملعون إبن مرجانة الفارسي الأصل والهوى : الشهادة الأولى . للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها وأرضاها : (( أما بعد يا أهل الكوفة ويا أهل الختل والغدر والخذلان والمكر ، ألا فلا رقأت العبرة ، ولا هدأت الزفرة ،إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها مـن بعـد قــــــوة أنكاثا ،تتخذون من أيمانكم دخلا بينكم ، هل فيكم إلا الصلف والعجب ، والشنف والكذب ، وملق الإماء ، وغمر الأعداء ، كمرعى على دمنـة ، وكفضة على ملحـودة ، ألا بئس ما قدمـت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون أخي ؟ أجل والله ، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلآ ، فقد بليتم بعارها ، ومنيتم بشنارها ، ولن ترخصوها أبدا ، وأنى ترخصون ؟ قتل سليل خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهــــــل الجنة ، وملاذ حربكـم ، ومعاذ حزبكم ،ومقــر سلمكم ، ، ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقالتكم ، ومنار حجتكم ، ألا ساء ما قدمتم لأنفسكم وساء ما تزرون ليــوم بعثكـم ، فتعسا تعسا ونكسا نكسا ، لقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنـة ، أتذكرون – ويلكم – أي كبد لمحمد فريتم ؟ وأي عهد نكثتم ؟ وأي دم سفكتم ؟ لقد جئتم شيئـــــا إدا تكاد السموات يتفطرن منـه وتنشق الأرض وتخـر الجبــال هـدا ، لقـد جئتم بهـا شوهـاء خرقـاء كطلاع الأرض ومــلء السماء )).. الشهادة الثانيـة : أم كلثـوم رضي الله عنها (( يا أهل الكوفـة سوأة لـكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أموالـــه وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فتبا لكم ، وسحقا لكم ، أي دواه دهتكم ؟ وأي وزر على ظهوركم حملتم ؟ وأي دماء سفكتموها ؟ وأي كريمة أصبتموها ؟ وأي صبية سلبتموها ؟ وأي أموال أنتهبتموها ؟…. )) الشهادة الثالثـة : الحسين بن علي بن أبي طالب ، في وصية لأخته زينب : (( يا أختاه أقسمت عليك فأبري قسمي ، لاتشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي بالويل والثبور إذا هلكت )) وهذا أكبر رد من صاحب الشأن على كل من يصر على اللطم ومشتقاته من جلد بالزناجيل وضرب بالسيوف وحرق بالنار .. الشهادة الرابعة : الحسين بن علي بن أبي طالب (( ألم تكتبوا ألي أن قد أينعت الثمار ، وإنما تقدم على جند مجندة ؟ .. تبا لكم وسحقا أيها الجماعة حين استصرختمونا والهين ، فشحذ تم علينا سيفا كان بأيدينا ، وحششتم نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا فأصبحتم ألبا على أوليائكم ويدا على أعدائكم ، أستسرعتم الى بيعتنا كطيرة الذباء ، وتهافتم الينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفها ))
الشهادة الخامسة .. في رواية أن السيدة زينب رضي الله عنها أطلت برأسها من المحمل وقالت لأهل الكوفة : (( صـه يا اهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء )) . الشهادة السادسة نصيحة من محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ناصحا أخاه الحسين قائلا (( يا اخي إن أهــل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك .. وقد خفت ان يكون حالك كحال من مضى )) . وهنا دعا سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب على ( شيعته ) قائلا : (( ألله إن متعتهم الى حين ففرقهم فرقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فأنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا )) .
والآن اليكم المراجع الشيعية التي نقلت من بطونها ما سبق ذكره من شهادات وأحداث .. وأحمد الله حمدا كثيرا أنه لم يرد ذكر لأهل الأنبار وتكريت والموصل وبغداد وديالى وأنهم من قتلة سيدنا الحسين إنما أهل الكوفة فقط ، ولا أعني أن يأخذ ( الثار ) من الحاليين – والعياذ بالله – إنما نترك امر القتلة لمن خلقهم لأنهم قضوا لما مضوا ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) البقرة : 141 … (( المراجع )) : (علي إمام المتقين ج1/ عبد الرحمن الشرقاوي). .( أعيان الشيعةج1 / السيد محسن الأمين العاملي) ..( منتهى الآمال/ عباس القمي ) ..( الأرشاد للمفيد )..( أعلام الورى/ الطبرسي) ..( عاشوراء/ كاظم الأحسائي) …
(الأحتجاج ج2 / الطبرسي ) ..( في رحاب كربلاء / حسين الكوراني ) ..( على خطى الحسين / أحمد راسم النفيس) .. تظلم الزهراء / رضا القزويني) ..( مستدرك الوسائل ج1 / الطبرسي ) ..( نفس المهموم / عباس القمي) ..( اللهوف في قتلى الطفوف / إبن طاووس) ..( كشف الغمـة ج2 / الأردبيلي) . .(تاريخ اليعقوبـي ج1 ).. ( الفصول المهمـة/ الحر العاملي ) ..( مروج الذهب للمسعودي ج1) ..( معالم المدرستين ج3 / مرتضى العسكري) ( معالي السبطين / مرتضى العسكري) ..( بحار الأنوار / محمد باقر المجلسي )..( لواعج الأشجان / السيد محسن الأمين ) ..( ليالي بيشاور / محمد الموسوي الشيرازي)..( مع الحسين في نهضته / أسد حيدر). .(.دائرة المعارف الشيعية ج8 ) ..( كربلاء الثورة والمأساة / أحمد حسين يعقوب) .. واخيرا وليس آخرا نختم موضوعنا بالآية رقم 58 من سورة الكهف المباركـة (( وربك الغفور ذو الرحمة ، لو يؤاخذهم بمـا كسبوا لعجل لهم العذاب ، بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ))
( يتبع )..