7 أبريل، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

” انبطاح ” لوبان وقتيل طويريج

Facebook
Twitter
LinkedIn

تابعت خلال الاسابيع الماضية انتخابات الرئاسة الفرنسية ، وأنا أفكر في بلاد الرافدين وما جرى فيها ايام الانتخابات . شاهدت المناظرات التي جرت بين المرشحين ، وخصوصا بين إيمانويل ماكرون الذي خطف ببراعة كرسي الرئاسة ، ومنافسته ” اللدود ” مارين لوبان وتوقفت عند المواجهة الأخيرة التي فقدت فيها السيدة لوبان أعصابها وصرخت في وجه الشاب ماكرون : ” انت منبطح للاتحاد الاوربي ” ، بماذا تذكركم صرخات لوبان ،؟ بالتاكيد برئيس حركة أرادة حنان الفتلاوي التي اصرت على ان تردد علينا كل يوم عبارات من عينة : “نرفض الانبطاح، أمثلة الانبطاح كثيرة، زملائي للأسف يعيشون الآن حالة من الانبطاح. انا أعطيت وعداً للناخبين ان لا اتحول الى انبطاحية.. الخطوات التي سار بها العبادي انبطاحية، انا اقول ان كل من شارك في سياسات الحكومة الاخيرة اتخذ منهجا انبطاحيا، كانت دولة القانون كتلة قوية لكنها اليوم تحولت الى كتلة منبطحة ” ، الا ان الفرق بين صاحبة عبارة ” الانبطاح ” الفرنسية ، وبين اصحاب مصطلح الانبطاح العراقي ، ان السيدة لوبان لم تقل إنها ستلغي النتائج ، ولا الفائز خرج على الناس ليسخر من هزيمة خصمه . كل ما قالته الخاسرة : ” أن هذه فرصة للنهوض بفرنسا وان الشعب من حقه ان يختار استمرارية الوضع الحالي”. لم يقل أحد إنه سوف يحيل الذين صوتوا ضده إلى النسيان .
الامتياز الحقيقي للشعوب هو حكم القانون ، لا قائمة دولة القانون . وحكم القانون شرط أن يكون نزيها. الديمقراطية تعطي الحق للأكثرية ، لكنها لا تلغي حق أحد وتطلب منه ان يصمت او يتوارى لانه أقلية . وقد جعلت كندا تختار لاجئين لمناصب وزارية ، مسلمة دخلت البلاد مع عائلتها عام 1996 تصبح وزيرة ، وهندي من الطائفة السيخية هاجر في بداية الثمانينيات يتسلم وزارة الدفاع ..
سيقول البعض ، يارجل تريد ان تشغلنا بمعارك الانبطاح في فرنسا لنغفل او نتغافل ، عن مقتل شاب ذنبه الوحيد انه وجد نفسه يقترب من ” القلاع الحصينة ” في طويريج ، فكانت خاتمته تعذيبا وحشيا وبيانا منمقا من الناطق باسم الداخلية يخبرنا بان كل شيء تحت السيطرة .
عندما يخرج العراقي اليوم من بيته يضع يده على قلبه وهو يقول “اللهم نجنا مما يُخبّأ لنا” فهذا المخلوق الخائف والبائس طبع على أنه لا يستحق شيئا في الحياة حتى الحلم .
وإذا كنا نريد دولة للقانون حقاً ، فيجب ألا نصمت أبدا على التضحية بمواطن قربانا لامزجة شرطة يعتقدون ان وجود امراة في سيارة اجرة ، أخطر على هذه البلاد من سيارات الارهابيين والمسلحين التي تتجول بكل حرية وسط غابة السيطرات .
يا لوبان ، لقد قلبت علينا المواجع، ولعل أفضل عقاب لك أن نعطيك هوية الانتماء الى حركة إرادة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب