18 ديسمبر، 2024 9:13 م

إمكانية القوات المسلحة في العراق بين الحقيقة والتهويل

إمكانية القوات المسلحة في العراق بين الحقيقة والتهويل

نسمع كثيراً تصريحات من هنا وهناك ، من هذا السياسي أو ذاك المحلل وبالذات خلال هذه الايام التي تستعد فيها القوات الصديقة ( المحتلة ) بالخروج من البلد ، يقولون إننا على تمام الإستعداد أن نمسك الأرض ونحل محل القوات المغادرة ، وهنا وجب علينا أن نكون بلا عقل لنصدق هذا الكلام ، أو نكون بعقل لنسخر من هذا القول ، كيف نمسك الأرض ونحن لا نملك إلا البندقية ومزيداً من العجلات ودبابات مهترئة لا تستطيع مواصلة السير لمسافة بسيطة ، من أين لنا الآليات المدرعة ، أين هي القوة الجوية وكم طائرة مقاتلة وقاصفة نملك ، ماهي قوتنا من طيران الجيش ، أين هي كتائب المدفعية الثقيلة والمتوسطة وكتائب الإستمكان ، أين الوحدات المجوقلة ونحن لا نملك مدرسة تخرج الصنوف المقاتلة والتي تدربت على أصعب التدريبات وقفزت بالمظلات ، أين كتائب المخابرة ، أين كتائب الهندسة العسكرية ، أين هي صواريخ أرض أرض ، أين هي وحدات مقاومة الطائرات ، أين هي المستشفيات العسكرية الثابتة والمتحركة ، أما القوة البحرية فحدث ولا حرج فنحن لا نملك زورق مشحوف ينقل وحدات الإستطلاع فكيف نعتقد إننا جاهزون ، نعم جاهزون إعلاميا وجاهزون كارتونياً ، ربما قد أخذ ساستنا عهود ووعود من دولة مجاورة بحماية العراق أرضنا وشعبا وسمائنا مقابل إحتلال جزء من البلد ومنحهم البترول، لهم الحق أهل الكويت إن قالوا نستيطع إحتلال العراق فهم يمتلكون طائرات وجيش مدرب ودبابات وكتائب معالجة هندسية ونحن لا نمتلك إلا بنادق وجيش نصفه بلا تدريب ، وضابط نصفهم دمج والنص الآخر مليشيات لا تفهم لغة الوطن حالها حال القوات المرتزقة ، بإمكان لواء متدرب جيداً من إحتلال نصف العراق دون إعطاء خسائر سوى بعض الأتربة تسقط من جراء حركة العجلات على رؤوسهم ، أين أنتم ذاهبون بالبلد ، والجيش العراقي الجديد أصبح كشرطي المرور في الساحات والقسم الآخر أخذ يكتسب خبرة الشرطة المحلية في التوسل بسواق التكسيات لأجل إعطاءه كارت آسيا فئة ( 5 الآف دينار ) وبعضهم يتوسل الشحاذين الواقفين قرب السيطرات بعد أن يستلموا حصصهم من جيوب المواطنين والجندي كله أمل أن يحصل منهم على كارت عراقنا بعد إنتهاء عمل الشحاذ ، أين الوحدات المتوزعة على حدود العراق الطويلة والعريضة ، أين قوات الحدود التي همها الآن التنسيق مع تجار المخدرات القادمين من دول الجوار ، أين هي وحدات الإستخبارات والإستطلاع العميق وأنتم لا تستطيعون السيطرة على قلب بغداد وعددكم جاوز المليون مقاتل ، تتهمون القاعدة وهم حسب تصريحاتكم الرنانة لا يتجاوزن بضعة الآف ، هل أستطعتم أن تسيطروا على شارع قصير في قلب بغداد وهو طريق مطار المثنى سابقا حتى تطلقوا التصريحات التهويلية ، كفاكم نفخا وكذبا ، رحم الله أمرء عرف قدر نفسه ، بالإمكان أن نكذب ولكن لا يمكن أن نقول لدينا فيلُ يطير ، بالإمكان أن نقول رأينا ديكُ يطير حتى نكون أقرب للمصداقية حين نسئل عندها سنردُ ” نعم رأينا نسرُ كبير يحمل بين مخالبه ديكُ صغير” ، لا أن نقول رأينا فيلُ يطير ، أرحمونا ياساسة فالكذب له أصول ، كذبُ بأصول أفضل من صدقُ بلا أصول ، أين ستذهبون بجنودكم إن اكتسح العراق من قبل القوات التركية أو القوات الإيرانية أو السعودية وغطائهم الجوي يغطي سماء بغداد بل سماء العراق ، أين ستذهبون حينها، هل ستفيد الكتل الكونكريتية التي صرف عليها ملايين الدولارات ، أين ستذهبون وهل عجلاتكم المدرعة ستفيد أم أن لكم جوازات سفر بأسماء مختلفة تستطيعون المرور منها عبر الحدود ولكل واحداً منكم له قبلة ، فالقسم الأكبر سيذهب لقبلة الشرق والباقي متوزع بين الشمال والغرب ، لا ضير إن تكذبوا في أمور بسيطة ولكن أن تكذبوا في هذه المسألة فهذا شيء مضحك ، فالمجنون سيضحك لأنه مجنون والعاقل سيضحك لأنه عاقل وسنفقد حينها بوصلة التمييز لأننا لا نعرف من هو المجنون ومن هو العاقل وقبلها فقدنا بوصلة الوطن فلا نعرف أين هو وطننا هل هو حديقة لدولة شرقية أم محافظة تابعة لدولة شمالية أو ملحق لدولة غربية أو ننتمي للفرع ونحن الأصل .