18 نوفمبر، 2024 5:55 ص
Search
Close this search box.

إمريكا في صمتكم كل الحكمة!

إمريكا في صمتكم كل الحكمة!

القرار الأخير الذي تسعى إمريكا الى إقراره، والذي تفوح منه رائحة إسرائيل العفنة، حين صرح به (بايدن) في بادئ الأمر، قد لاقى إستياء وإسهجان من كل عراقي غيور، حين رسموا صورة لجسد واحد، يجمع كل الأطيافه الأصيلة في عراق الحضارة.
إن دعوة المرجعية الرشيدة، وأصوات الشرفاء من رجال السياسة، قد زلزلت الأرض, حتى أخرجت أثقالها, متمثلة بحشود مليونية مؤمنة, عندما زحفت قوافل المتطوعين, وهم كالينابيع الزاخرة بالنقاء الازلي.
خارطة الاطمئنان رسمت بحبر أجسادهم الطاهرة، وأعادوا الأمان الى نفوسنا، رجال صدقوا ما عاهدوا الخالق عليه، إنهم أبطال الحشد الشعبي، عندما أختاروا طريق الحق، والوصول الى مبتغاهم ونيل الشهادة، والإلتحاق بركب الصالحين في عليين.
إن العراق لا يقبل القسمة على ثلاثة، الشيعة، والسنة، والكرد، لأنهم بمجموعهم كنز وطني، أراد الدواعش إقتلاعه، وبمساعدة بعض المحسوبين على السياسة، وهم أشد خطراً علينا من جرذان الصحراء، فنجدهم يتهامسون بثرثرة فارغة، أصبحت واضحة للناس، وهي لا تغني عن جوع.
جميعنا على يقين أن في المرجعية رجل أسطوري, ذو تاريخٍ عريق, وارضٍ خصبة لولادة عمالقة, بعِثوا من عالم التضحية والإيثار, ألا وهو السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف), الذي لم يطلق الجهاد الكفائي إلا بعد أن دخل العراق في نفق مظلم, لا يعرف طريقاً للخلاص, غير التكاتف وتشابك الأيادي, فكانت دعوة ثمينة للكرامة والشهادة, مضيئة للنفس بسموها ورفعتها.
دعوة الجهاد الكفائي لم تكن مقتصرة على الشيعة فحسب، بل جمعت الحشود كل أطياف الشعب العراقي الجريح، فنجد المسيحيين، والصابئة، والكورد يقاتلون جنباً الى جنب مع إخوانهم العرب، من السنة والشيعة، وما عزز الأمل وأشرح القلوب، أن السواعد توحدت، والحناجر صدحت، لا للتكفير والطائفية، وهذا ما سعت إليه المرجعية الرشيدة، لنكون يداً واحدة تقاتل من أجل شعب العراق بكل أطيافه.
أصحاب الخطاب المتطرف، أتباع الإمريكان وجِرائها أرادوا للعراق الغرق في بحر التقسيم الطائفي، متوهمين أن الضمائر والقلوب النقية بمكوناتها لن تتفق، لكن هيهات أن يخضع الشعب، لهذه الأصوات النشاز.
آن الآوان لنقول لإمريكا وأذنابها: كفاكم ثرثرة, ما تريدونه وتسعون إليه عراق مقسم, ونزيف دموي يفتك بنا كل يوم, ويضع العراق على شفا جرف هارٍ, تصريحاتكم أصبحت قنابل, تحصد الارواح, وأقنعتكم القبيحة باتت كابوساً يجثم على صدورنا, فتباً لثرثرتكم القاتلة, فأنتم إعلام داعشي, جعل منه بعبعاً مخيفاً رغم أنه أجوف لا يستطيع المواجهة, فقليلاً من الصمت أيها المستذئبون, فإن كان في الكلام بعض الحكمة, ففي صمتكم كل الحكمة.

أحدث المقالات