11 أبريل، 2024 6:07 م
Search
Close this search box.

إمريكا بين التغييرات في المنطقة العربية ولعبة المصالح التكتكية والاستراتيجية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان واحد من اقوى الاسباب في الذي آل اليه الوضع في الاوطان العربية بجميع ما فيه من السوء والرداءة في الوقت الحاضر، وهو الذي ايضا، كان له الفعل والتاثير الحاسمان في احداث كارثية ما حصل في الدول العربية من خراب ودمار اهتزت له ألما، الانفس العربية المؤمنه بحقها وحق اوطانها في الحياة بامن وسلام وتطور وانفتاح على العالم الصاعد على درجات سلم التطور المنفتح على فضاءات مفتوحة على النمو والتطور بلاحدود؛ هو التمسك حتى الموت بكرسي الحكم. وهذا الاصرار بالجلوس عليه وعدم تركه إلا حين يحين الوقت بالذهاب قسرا الى القبر وبطرق مختلفة..هو الذي فتح ويفتح الابواب مشرعة الى التدخل الاجنبي المشيطن مصلحيا باستثمار لحظة التاريخ هذه بما يلبي اهدافه ويفتح الدروب واسعة لمخططه القاضي باعادة انتاج الانظمة بروح عصرية وحداثوية في الاطار العام فقط وليس في الجوهر الذي يقود او يدفع باتجاه انتاج عملية تحول عميق في البنية التحتية على صعد المجتمع والسياسة والثقافة والاقتصاد والصناعة والزراعة بل الذي حصل على العكس من هذا وبزاوية 180درجة. هذا التدخل كان من جهتين، الاقليمي والدولي وعلى وجه التحديد هو الدولي لجهة الفعل كلي الحضور والنتائج كلية التاثير في اتجاه حركة الاحداث.. وهو الذي ايضا من خلق ولم يزل الى الان يخلق البيئة السياسية لتنشط على الارض، العوامل الدولية بدرجة كبيرة جدا واهم عامل دولي هو الامريكي والاسرائيلي بالاضافة الى عوامل دولية اخرى بدرجة اقل و العامل الاقليمي بدرجة اقل كثيرا وبعبارة اكثر دقة ووضوح؛ العامل الاقليمي في جله عامل تابع او منفذ لإرادة الدولي. هذه العوامل جميعها كانت ولم تزل الى الان، بالضد من إرادة الشعب الساعي الى الحرية والانعتاق والنمو والتطور والتى وفي الجانب الانساني والوطني منها؛ كانت ومنذ حين قبل هذا الحين والذي فيه، قبل ما يقارب عقدا من الان، ذاق الشعب ذرعا من طغيان النظام الرسمي العربي ، لذا انتفض في الشوارع هاتفا: الشعب يريد تغير الظام.. بعد ان كانت صرخة الغضب المشروع هذه ولعقود طويلة حبيسة في الصدور او في الغرف المغلقة، خوفا من ظلم الحاكم العربي المستبد المدعوم والمسنود من امريكا، الدولة العظمى والتى هي الى الان تدعم وتغطي اعلاميا على ظلم وجبروت والافعال الشنيعة لممالك ومشايخ عرب القرون الوسطى. أذ، ليس هناك في الدول العربية التى لم تصلها رياح التغيير بعد باستثناء اثنين وصلتها رياح التغيير في الوقت الحاضر وهما السودان والجزائر؛ حرية لا في الرأي ولا في الكلمة ولاهناك تبادل سلمي للسلطة. هنا وفي هذا الفضاء المحكوم بالظلم والاستبداد الذي تتسيد فيه سياسة التجهيل وتسطيح الاراء والمواقف لجهة الرأي الواحد الذي لا يرقى اليه الشك او لايدانيه الباطل، فهو الماسك الوحيد والاوحد للحقيقة وليس هناك حقيقة اخرى غيرها، خارج ما يفتي به السلطان العربي. من الغريب ومن عجب العجاب ان الحكام العرب اللذان وصلتهما رياح التغيير وهما كما اسلفنا السودان والجزائر ولكل من الدولتين او النظامين، اسباب مختلفة لغضب الناس ونزولهم الى الشوارع مطالبين بالتغيير. النظام في السودان بدل ان ينزل من على عرش الطاووس ويتجاوب مع إرادة الناس ورغبتهم في احداث التغيير المطلوب، يقوم باصدار قانون للطورايء ليتحول من نظلم دكتاتوري فيه هامش قليل جدا من حرية لحركة الاحزاب وما يتصل بتلك الحركة من فضاءات محدودة جدا، اي تحت سيطرة النظام الى نظام طواريء عسكري مستبد يغطي جميع الولايات السودانية. نعتقد وفي هذه السطور المتواضعة؛ ربما ان هذه الفكرة اي فكرة قانون الطواريء جاءت بمشورة النظام المصري لتطويق الحراك الشعبي وخنقه ومنع تطوره واتساعه. هنا نسأل هل هذا هو الاجراء الناجع لناحية التكتيك والاستراتيج، بالتاكيد هو اجراء غير ناجع بالمرة. ولكن ومن الجهة الاخرى ربما ينجح في اخماد الحراك الشعبي والى حين، بسبب الوضع الاقليمي لجوار السودان وما فيه من (ملفات معلقة؟!..) تنتظر الحل او تنتظر ان تتحول الى واقع لامجال للخوض فيها وفي هذه السطور المتواضعة ونترك معرفتها للقاريء الكريم. وهذا هو ما يفسر لنا وبصورة واضحة عدم تسليط الاضواء الاعلامية سواء البعض من الاقليمية والدولية، على الحراك الجماهيري في السودان. في الجزائر التى يصر فيها الرئيس الجزائري البالغ من العمر اكثر من 28عاما والذي يتحرك على كرسي متحرك، على الترشح وهو قد رشح نفسه لولاية خامسة، نعتقد ربما وبدرجة كبيرة جدا، ان لاتتطور الاوضاع والاحتجاجات في الجزائر بدرجة يصعب معها السيطرة على الاوضاع. وسوف وبشكل او باخر احتواء حركة الناس وامتصاص غضبهم لذات الاسباب التى تخص السودان ولكن في رؤية واتجاه مختلف لناحية الاقليمي والدولي وبالذات وهو الحاسم، العامل الدولي ونقصد به الامريكي والغربي معا. في الخلاصة نقول ان امريكا والبعض من الدول الكبرى وعلى وجه التحديد امريكا التى وحتى هذه اللحظة هي التى تتحكم في صناعة التحولات في منطقتنا العربية والعالم عبر قدرتها في الاعلام وكذلك في تحريك انظمة عربية واخرى في العالم وهي كثيرة جدا، على لعب الدور الذي تريد امريكا منها ان تلعبه وفق رؤيتها وتصورها بما يخدم مخططها تكتيكيا وسراتيجيا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب