سألت إمرأة ثكلى النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، متى ستنتهي الحرب يارسول الله؟ فقال لها: عندما يمتلئ الوعاء، بحسبنا الله ونعم الوكيل، لذا أكثروا من قولها إذا الأمة في حرب، فيا ترى لمَ وجهت هذه المرأة سؤالاً يخص الحرب، لنبي الأمة وقائد جيشها؟!أُحيطت الأمة الإسلامية بضروب المحن، كادت تعصف بها لولا أن النبي المصطفى، (صلواته تعالى عليه وعلى أله وسلم)، مؤيداً يستمد قواه من العلي الأعلى، ليُفتح له النصر فتحاً مبيناً، لكن أعداء الدين المارقين مَنْ يقود قطيعهم، ليقاتلوا معسكر الحق بهذه الروح الإنتقامية الجاهلية؟ إنها المرأة! المرأة ذلك الكيان الخارق، الذي وهبه خالقها مزايا، لا يمكن للرجل أن يمتلكها ويحاول إمتلاكها، فهذه المخلوقة الرقيقة الصلبة، تمتلك خبرة قيمة حول ظروف الحرب، أتاحتها لها قدرتها على تحمل صعابها، والتعامل معها بحكمة ودراية فهي تلاعب العدو، وتضربه بقوة، وتنتصر لدينها، ألديها سلاح عسكري! عندما يمتلئ وعاء الحرب، بحسبنا الله ونعم الوكيل، ستشعر الأمة بأن نهاية العدو قريبة، لأن الإيمان المطلق والتوكل على العزيز الجبار، يعني أن المؤمنين المشاركين بالحرب، لديهم موقف صلب، وعقيدة راسخة بتحقيق النصر، ومن هؤلاء المنتصرين المرأة نفسها، لكن لمَ تعاني وتسأل متى ستنتهي الحرب؟المرأة العراقية الصابرة عاشت أطواراً، من القمع، والتسلط، والحزن، والألم، وكل أنواع المصاعب والشدائد، منذ عشرات السنين مع وجود الطواغيت، فهي قد سألت: لمَ كرهنا نظام صدام المقبور، وإعتقل أزواجنا، وأبناءنا، وإخواننا، وكمم أفواهنا، وغزا جيراننا، وحاصر حياتنا بصنوف العذاب، وجفف أهوارنا، فهل سينتهي الظلم؟حسبنا الله ونعم الوكيل، ملأنا بها السماوات والأرض، فأزالت طاغية العصر المجرم، وسعدنا بالديمقراطية، التي فاجأتنا بالقسم الأول منها(الدم)، وأحضرت لنا الجزء الأول من الدكتاتورية الجديدة(الدك)، وضاع ثلث العراق بين دم ودك، فأستبيحت الأرض في ليلة وضحاها، والثكالى تنادي: متى سينتهي الإرهاب، والفساد، وهذه الحرب؟تفجيرات مدينة الصدر والكاظمية الأخيرة، وفي هذه الأيام، يعني أن تعي الحكومة خطورة الوضع الأمني، بالخروقات التي يندى لها جبين الإنسانية، فهي تحشد حقدها المتطرف على العراقيين، وهم مابين تسوق منزلي، وقضاء معاملة، وتأدية إمتحان، فهل ستقف الدولة عاجزة لتتفرج على مشاهد الدم، وسوق عريبة سيسأل؟ قول المرأة:( حسبنا الله ونعم الوكيل)، إنتصار للأمة بقواها الظاهرية، (المرجعية وفتواها، وحشدها المقدس)، الذي وقفت فيه المرأة العراقية موقفاً بطولياً، يعد إمتداداً لخط نساء البيت العلوي، حيث القتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة، لذا فمن المؤكد أن الحرب ستنتهي، بظهور دولة العدل الإلهي! نعم أيتها المرأة المؤمنة الصابرة: ستنتهي الحرب، حين نثأر لدماء المقابر الجماعية، وآل الصدر، وآل الحكيم، والانتفاضة الشعبانية، وضحايا الأرهاب الداعشي الوهابي، وشباب سبايكر والصقلاوية، ومجازر الساسة المتآمرين، عندها ستدفنين دموعك معهم، ليمتلئ وعاء الأمة، حسبنا الله ونعم الوكيل، يومئذٍ ستنتهي الحرب بإنتصارنا لا محالة!