23 ديسمبر، 2024 11:38 ص

إمرأة عراقية تستحق أن نقف عندها

إمرأة عراقية تستحق أن نقف عندها

غالباً ما يستوقف نظري صاحب المنصب الرفيع، والمكانة المميزة، عندما تقترن رفعته ومكانته بسمو الأخلاق والفطنة  والكياسة.. وأود هنا أن أذكر مثالاً لهٌ من النظائر ليس بالكثير.. وكم تمنيت أن تكون الأمثلة الفردية قواعد عامة، ليعم خيرها وتصبح ظاهرة تألفها النفوس وتتعاطاها الناس إخلاصاً منا لشعبنا وبلدنا الجريح…
ولا أريد أن أشطط كثيراً في أغوار أسبار مثل هكذا شخصيات نسويه نادرة، لكن النموذج والمثال الرائع الذي يستحق أن يحتذى به، كمعطى إجتماعي وإداري، هو الشخصية التي خضت معها تجربة عن قرب، ألا وهي الملحق الثقافي في بيروت أ. د احلام الباهلي.. هذه الإستاذة والأم والاخت، ما أن يقع بصرك على محياها وتتبادل معها أطراف الحديث حتى تتلمس منها الذكاء وبعد النظر وعمق الفكر وحب الناس، وكأن الله أستودع في قلبها عشق الخير والمحبة لمواطنيها وبلدها، لذلك تجد رشحات فيضه الأقدس تتجسد في أخيار عباده أصحاب السريرة النقية والضمائر اليقضة، وقد ألحقها الله في هذا الرهط المبارك، لتؤدي دورها بإسلوبها الإنساني الكريم المميز وبسمتها وضوءها المشع بوجه الآخرين .. هذا وغيره، ما هو إلاّ ترجمة حقيقية لتواضعها الذي أصبح محلاً لثناء كل من قابل أو التقى جنابها. وهذه الشمائل ليست ببعيده عن الساعين في طريق الإنسانية.. القاصدين رضا الله ونيل ألطافة.
لقد تجلى دورها كمثقفة ومسؤولة، حينما سخّرت طاقاتها لخدمة الآخرين، مما جعل الآخرون أن يحيطوها بهالة من التقدير والتوقير، ليسطع نجمها على أكثر من صعيدٍ وصعيد بسبب تفاعلها الإيجابي، لاسيما مع أبناء بلدها في هذا البلد العربي.
 لقد جعلت هذه الموظفة من نفسها حلقة وصل بين دائرتها وبين المواطنين من الطلبة العراقيين، لترفد المحتاجين بما تيسر من عون ودعم مستمرين متى ماتطلب ذلك، لتذليل الصعوبات التي تواجه البعض من الطلبة المتواجدين في لبنان، من خلال شبكة من العلاقات الناجحة مع رؤساء الجامعات والمعاهد اللبنانية، والمؤسسات الثقافية والإجتماعية والمعرفية في هذا البلد ..
 إستطاعت المرأة العراقية الفاضلة الباهلي، أن تحقق نجاحات طيبة في العمل الإداري والدبلوماسي في لبنان، وأن تكّون شبكة من العلائق الاجتماعية والإدارية والثقافية على شتى المستويات والأصعدة، وهذا ناجم بلا ريب عن رفعه أخلاقها وعلو شأنها وحلو ألفاظها الأخاّذة وأدائها لعملها بكل تفان وإخلاص، وان دلّ على شيء إنما يدل على سمو ورفعة المرأة العراقية عندما تتوفر لها الفرصة وتكون قائداً في المجتمع، لتثبت جدارتها من خلال إبراز قدراتها ومواهبها الإدارية الفذة .
 إن هذه السيرة الوظيفية الوضاءة والحسنة تعد وبكل حق رسالة صامتة إلى مراجعها في بغداد على دقة الإختيار لهذا النموذج الرائع، كممثل ناجح وموظف مثالي يعكس سمعة بلدنا العراق، كملحق ثقافي في السفارة العراقية ببيروت .
وفي الوقت الذي يتناها إلى مسامعنا أخبار بخصوص تشكيل لجان تحقيقية حول عدد غير قليل من العاملين في البعثات الدبلوماسية العراقية، بسبب ثبوت عدم إمتلاكهم لشهادات أكاديمية، وما يتركه ذلك من أثر سلبي بالغ الأهمية، وغصة في قلوب العراقيين  وهم يقفون على اطلال وطنهم الجريح الذي يعاني، إلى جانب عدد من الأزمات، أزمة إدارية عمّت كافة مرافق الدولة، برغم توفر الآلاف من الكفاءات العراقية المركونة، وما رافق ذلك من ضغوط من عدة جهات لإبعاد العناصر غير الكفوءة من العمل في السلك الدبلوماسي، وعلى الرغم من كل ذلك، فإننا لا نستغرب عندما نسمع ونرى نداءات ملحة من الجالية العراقية، وخاصة الدارسين في لبنان على تجدبد فترة عمل الدكتورة احلام الباهلي، كملحق ثقافي في لبنان، من باب التكريم لا من باب الإستثناء، خدمة للصالح العام، ولتكن الباهلي نموذج رائع تقتدي به وزارة التعليم العالي، ومثال ناصع للمرأة العراقية القيادية الناجحة في مقاليد العمل الإداري ومجمل المعارف الأخرى.. فطوبى لها .