23 ديسمبر، 2024 5:34 م

إمبراطورية الشر والعدوان و التطرف الديني

إمبراطورية الشر والعدوان و التطرف الديني

من يصدق مزاعم الاصلاح و الاعتدال في نظام الجمهورية الاسلامية فإن عليه بالضرورة التشکيك بالدستور الاساسي و الذي بني على اساس نظرية ولاية الفقيه والذي بکلمة او إشارة منه تعطل و تلغى کافة القوانين و الانظمة المرعية و تبدل بما يراه او يرغب فيه من يطلقون عليه جزافا صفة(ولي أمر المسلمين).

منذ قيام نظام الجمهورية الاسلامية في إيران و فرض منطق التشدد الديني على کافة المجالات و الانشطة الانسانية، تم إختصار الحرية و الديمقراطية و کل المسائل و القضايا المتعلقة بحقوق الانسان و غيرها في شخص الولي الفقيه، الذي له سلطات مطلقة يقوم بموجبها يعزل من يشاء و إلغاء او فرض قوانين و القيام بدور أسوأ بکثير(البابا)في أيام التسلط الکنسي في اوربا، ولأن هذا النظام و بفعل أفکاره و ممارساته المتطرفة و ماقد نجم عنها من أزمات و مشاکل جمة عصفت و تعصف بإيران و أوصلته الى مفترق بالغ الخطورة، فإن الحاجة صارت أکثر من ماسة للتخفيف من غلواء الاستبداد و الدکتاتورية المفرطة و الإيحاء بأن هناك منحى و إتجاه إصلاحي يرغب بإلتزام نهج معتدل في البلاد، وان الدور الذي قام به الرئيس الاسبق محمد خاتمي و الرئيس الحالي حسن روحاني صبا بهذا الاتجاه وان هناك أکثر من دليل و مٶشر على هذه الحقيقة.

التطويرات و التوسيعات على البرنامج النووي الايراني الى جانب توسيع دائرة نفوذ و هيمنة طهران بإتجاه دول المنطقة، قد بدأت و بصورة ملفتة للنظر في عهد خاتمي و تطورت بشکل مبالغ فيه في عهد روحاني الذي قضى معظم حياته في مناصب حساسة يخدم بها النظام القائم في إيران دونما کلل او ملل، ولاريب من أن روحاني يقوم بتأدية دور بالغ الحساسية و يلفت النظر کثيرا، ففي الوقت الذي يدعي فيه من انه يحمل لواء الاصلاح و الاعتدال، فإنه في نفس الوقت يتم و في عهده بالذات سلسلة من المخططات السياسية و الامنية و الاجتماعية على مستوى إيران و المنطقة يتم من خلالها التسويق للنظام القائم في إيران وکأنه أمر واقع مفروض ليس على إيران وانما على المنطقة برمتها ولامناص منه!

(إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي.)، هذا الکلام الخطير ليس قد صرح به أحد اقطاب التشدد في إيران وانما صدر عن مستشار روحاني ذاته علي يونسي، لکنه لم يقف عند هذا الحد وانما تجاوزه عندما قال أيضا و بمنتهى الصراحة:( كل منطقة شرق الأوسط إيرانية”، قائلا “سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية)، وان هذا المنطق

المشبع بالکذب و التمويه و الخداع و الدجل بکل أصنافه، ينزع قناع الاصلاح و الاعتدال المزعومين عن وجه التيار الاصلاحي المزعوم و يکشفه على حقيقته بعدم إختلافه بالمرة عن بقية قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية في إيران.

عهد الاصلاح و الاعتدال الوهمي في إيران قد شهد وخلال فترة عام و نيف، وقد شهد اوسع و أکبر الانتهاکات و التجاوزات في مجال حقوق الانسان و المرأة، فقد تصاعدت حملات الاعدامات بشکل غير مسبوق منذ أکثر من عشرة أعوام، کما إزدادت الضغوطات على الحريات العامة و الفردية خصوصا فيما يتعلق بمنع و تحديد وسائل الاعلام و التواصل کالستلايت و الانترنت و إصدار قوانين يتم من خلالها إمتهان کرامة و إنسانية المرأة هذا بالاضافة الى مبادرة طهران ولأول مرة بإرسال قوات الحرس الثوري و قوات التعبئة الى سوريا و العراق و التدخل في هذين البلدين و في لبنان و اليمن بصورة سافرة، لکن الذي يثير السخرية هو ان هناك في المنطقة من لايزال يصدق بأکذوبة الاصلاح و الاعتدال التي يتمشدق بها روحاني و رهطه في إمبراطورية الشر و العدوان و التطرف الديني بإيران!

خلال الکلمة التي ألقتها الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي في برلين عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في السابع من آذار الجاري، طرحت مجموعة اسئلة ذات مغزى هي: في العقدين الأخيرين من القرن العشرين من هي الجهة التي أعطت الصفة الرسمية لعملية رجم المرأة؟

ومن هو الذي أدخل في قوانينه فقء العيون وبتر الأيدي والأرجل كعقوبات جزائية؟

من هو الذي أعدم أكبر عدد من السجناء السياسيين منذ الحرب العالمية الثانية؟

من هو الذي أصدر في العصر الحديث فتوى لقتل كاتب اجنبي ؟

من هو الذي احيى الخلافة الرجعية من جديد وجعلها نموذجا للحكم؟

وقد أجابت إجابة ليس في إمکان أحد من إنکار حقيقة و واقع إجابتها الشافية و الوافية بقولها: نعم، كان هذا هو نظام ولاية الفقيه عراب الإرهاب، عدو شعوب الشرق الاوسط والتهديد الرئيس للسلام والأمن في العالم.

الذين يقاتلون بإستماتة من أجل نظام الجمهورية الاسلامية في إيران و يصورونه على انه منقذ العراق و عونه في أيام محنته، هم أشبه بأولئك الذين ينتظرون شروق الشمس في عز الليل!
[email protected]